بعد بدء تطبيقها.. ما هي مبادرة علاج مليون إفريقي من فيروس سي؟

تقارير وحوارات

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية


أعلنت وزارة الصحة والسكان، اليوم، الانتهاء من مسح 676 مواطنًا من مواطني جنوب السودان، وتحويل 31 حالة لعمل الاختبار التأكيدي لفيروس سي، ضمن مبادرة الرئيس عبدالفتاح السيسي لفحص وعلاج مليون أفريقي من فيروس سي، وذلك خلال الأيام الأولى بعد افتتاح وزارة الصحة المصرية لعيادة تحيا مصر أفريقيا بـ"جوبا" لإجراء المصابين، وتقديم العلاج لمرضى فيروس سي.

تعميم الفكرة في إفريقيا
أعلن السيسي عن المبادرة للمرة الأولى في مارس الماضي، خلال "ملتقى أسوان للشباب العربي والأفريقي"، وتأتي المبادرة المصرية في القارة السمراء بعد نجاحها في مصر، حيث جرى فحص ما يقرب من 60 مليون مواطن في أقل من عام، فضلًا عن صرف العلاج بالمجان من خلال مراكز العلاج الحكومية على مستوى الجمهورية لأكثر من مليون مواطن ممن تم اكتشاف إصابتهم بالفيروس. 

وترأست مصر الاتحاد الأفريقي عام 2019، حيث قال السيسي في كلمته أمام قمة التغطية الصحية الشاملة في نيويورك، التي تعقد على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في دورتها الـ74، أن بلاده تسعى لتعميم مبادرة "مائة مليون صحة" على الدول الأفريقية بالتعاون مع منظمة الصحة العالمية، في إطار أجندة الاتحاد الأفريقي للتنمية 2063. 

الدخول إلى حيز التنفيذ
في الأيام الماضية، التقي وفد من وزارة الصحة، الرؤساء التنفيذيين لعدد من الشركات العالمية التي تعمل في مجال الاستثمار الصحي، برعاية مجلس الأعمال الدولي للتفاهم، لبحث سبل التعاون، حيث تم اتخاذ خطوات جادة مع هذه الشركات للبدء في تنفيذ مبادرة السيسي لعلاج مليون أفريقي من فيروس سي، خاصة في ظل رئاسة مصر للإتحاد الأفريقي، فيما تم الاتفاق على توفير الكواشف والأدوية اللازمة لتنفيذ المبادرة، موضحةً أن مصر لديها خطة محددة لتنفيذ المبادرة وفقاً للاحتياج الصحي لكل دولة أفريقية وعدد المصابين المحتمل بها.

الوفد أكد على أنه سيتم نقل الخبرات المصرية في إدارة حملات الكشف عن فيروس "سي" وعلاجه، وهو ما بدأ بالفعل بإرسال فريق مصري طبي إلى دولة جنوب السودان وافتتاح عيادة للكشف على فيروس "سي" وعلاجه في جوبا، بناء على توجيه من القيادة السياسية بمساعدة الدول الصديقة التي بها نسب إصابة عالية بفيروس "سي" ومنها دولة باكستان، ونقل التجربة المصرية الناجحة إليها.

استعدادات شاملة
من جانبه أوضح الدكتور خالد مجاهد، مسشار وزيرة الصحة والسكان لشئون الإعلام والمحدث الرسمي للوزارة، أن الفريق المصري زار مركز الكلى المصري بمستشفى جوبا التعليمي، والذي تم تجهيزه من قبل الوكالة المصرية للشراكة من أجل التنمية التابعة لوزارة الخارجية، وتجهيزه بعدد 8 ماكينات غسيل كلوي، ووحدة فلترة المياه منذ عام 2016 ولم يتم افتتاحه حتى الآن، وأنه سيتم العمل على تشغيل ذلك المركز وتجهيزه بالكامل لخدمة مرضى الفشل الكلوي بجنوب السودان.

كما أشار مجاهد إلي أن وزارة الصحة سوف ترسل شحنة مصرية من المستلزمات الطبية وفلاتر الغسيل الكلوي والأدوية، لتأهيل المركز لتغطي احتياجات وحدة الكلى المصرية بمستشفى جوبا التعليمي لمدة عام.

أما الدكتور محمد جاد رئيس هيئة الإسعاف والمشرف على قطاع العلاقات الصحية الخارجية بالوزارة ورئيس الفريق الطبي المصري بجنوب السودان، فيقول إن الفريق قام بزيارة مستشفى الصباح للأطفال وتفقد أقسامها، لتأهيل ورفع كفاءة المستشفى للاعتماد وشرح متطلبات ومعايير تدريب الأطباء بعد حصولهم على الزمالة المصرية داخل أقسام المستشفى.

كما تفقد الفريق الطبي المصري مستشفى جوبا التعليمي، وتفقد قسم الطوارئ، حيث يجري الانتهاء من أعمال إنشائه، ووضع تصوّر لبدء تشغيله على المعايير اللازمة لتدريب الكوادر الطبية والتمريضية والإسعافية المتوقع الإستعانة بها لتشغيل ذلك القسم وكذلك إيفاد أحد الأطباء لنقل الخبرة المصرية، وتدريب أطباء جنوب السودان للعمل بالقسم، والمساعدة في وضع خطة التشغيل، بالإضافة إلى تفقد قسم النساء والولادة الذي تم افتتاحه بسبب ارتفاع معدلات وفيات الأمهات وحديثي الولادة، وذلك لمتابعة العمل به ووضع المعايير اللازمة وخطة التشغيل.