"جنة" انتقلت إلى "الجنة".. رحلة تعذيب ضحية "البراءة" على يد جدتها حتى الوفاة

تقارير وحوارات

بوابة الفجر


"رحلت البراءة لخالقها" جنة طفلة صغيرة ذات 5أعوام، لا تدرك ما يحدث حولها، مثلها كمثل من في عمرها ترغب في اللعب والضحك والجري، تنعم بالراحة في حضن والديها، ولكن أحلامها البريئة تحطمت بعد انفصال والديها، ومضى كل منهما في حياته، وبعد زواج الأم انتقلت حضانة الطفلة الصغيرة لجدتها، وبدلاً من أن تجد الحب والحنان تحولت الجدة إلى قاتلة قامت بتعذيبها وحرقها.

 

عقب طلاق والدي "جنة"، عاشت الطفلة الصغيرة برفقة والداها ليربيها برفقة أختها، ولكن القدر لعب لعبته حينما حصلت الجدة"أم الوالدة" على حكم قضائي بضم الطفلة جنة وأختها، ربما ظنت الطفلة الصغيرة حينها أن القدر ساق إليها أم جديدة، ولكن كان للقدر كلمة أخرى، فتبين أن الوالدة  "كفيفة" ولا تستطيع أن تهتم وتعتني بها، وكانت الجدة أفضل اختيار لتقوم برعاية الأبناء ولكن هذا ما لم يحدث.

 

بلاغ تعذيب الطفلة

 

يوم الأربعاء الماضي، تلقى اللواء فاضل عمار مدير أمن الدقهلية، من العميد سامي الحديدي مأمور مركز شربين ببلاغ مستشفى شربين المركزي بوصول الطفلة "جنة" ومقيمة طرف جدتها للأم بقرية "بساط كريم الدين"، مصابة بكدمات متفرقة بالجسم، وبها آثار حروق بمنطقة الحوض حول الأعضاء التناسلية الخارجية، وتورم بالطرف السفلي الأيسر، وآثار حروق بالظهر وبمناطق متفرقة من الجسم، جرى تحويلها إلى مستشفى المنصورة العام الجديد "الدولي" لاستكمال العلاج.

 

 

تقرير الكشف المبدئي

 

وذكر تقرير الطب الشرعي في البداية، أنها تعانى من جلطة بالطرف السفلي، ويوجد آثار سحجات بالظهر والبطن والحالة العامة دون المتوسطة وتبين أيضا إصابتها بغرغرينا في القدم إثر كسر في الساق وتركها لمدة طويلة دون علاج.

 

"تبول لا إرادي" تلك الحجة هي التي استخدمتها الجدة أمام رجال المباحث لتخفي آثار تعذيب الفتاة، ولكن القدر لعب لعبته، وكشف كذبها بعد أن انكشف أن جسد الطفلة ملئ بالكدمات المتفرقة، وآثار الحروق بمنطقة الحوض حول الأعضاء التناسلية الخارجية، بالإضافة إلى تورم بالطرف الأيسر للأعضاء.

 

اغتصاب الخال

 

أراد الله أن يكشف كذب وخداع "الجدة" في التحقيقات، بعد أن أكدت العمة أن ذلك التعذيب على يد الجدة لم يكون بسبب "التبول"، ولكن أن البنت في أوقات سابقة قالت إن خالها يقوم بأفعال لا تفهمها، واتضح بعد مرور الأيام، أن الخال يقوم بضربها وتكتيفها ليغتصبها، ويغتصب منها البراءة، وبالمفاجأة كانت تعلم الجدة والأم بما يفعله ولكن بدلًا أن يوقفوا تلك المهزلة اشتركوا بها، حتى تقوم الجدة بإحداث تلك الإصابات بجسدها الهزيل لتخفي الحقيقة، ولن توقف عن ذلك بل تركتها تتألم كل ليلة بإصاباتها ولا تنعم عليها بقطرة من الرحمة والشفقة.

وبالأمس، أمرت محكمة شربين، المنعقدة في غرفة المشورة، بحبس الجدة المتهمة بتعذيب حفيدتها، صاحبة الـ5 أعوام، بالكي في مناطق حساسة بسبب تبولها لا إراديا، 15 يوما على ذمة التحقيقات، في التهم الموجه إليها، بعد قبول استئناف النيابة العامة على قرار قاضي المعارضات بالمحكمة بإخلاء سبيل المتهمة.

 

وفاة البراءة

 

ثم تطورت أحداث القضية اليوم، لينعم الله على تلك البريئة بالراحة، وفي الساعات الأولى من صباح اليوم السبت، أعلن الدكتور سعد مكي وكيل وزارة الصحة في محافظة الدقهلية، وفاة الطفلة "جنة" ضحية تعذيب جدتها، بعد توقف عضلة القلب، وذلك بالمستشفى الدولي في المنصورة.

 

وأوضح مكي، أن الوفاة جاءت نتيجة توقف عضلة القلب والإصابات المتعددة التي لحقت بالطفلة، ما اضطر الفريق الطبي لإجراء عملية بتر لها، يوم الخميس الماضي، وتم إيداعها بمشرحة المستشفى تحت تصرف النيابة العامة.