أكاذيب إسرائيلية جديدة.. بريطانيا تآمرت علينا فى "حرب 1948"

العدد الأسبوعي

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية


جاسوس يهودي: العرب دخلوا الحرب بتشجيع من لندن

وثائق: البريطانيون كانوا يرغبون فى استمرار احتلالهم فلسطين


لا تتوقف إسرائيل عن إطلاق الأكاذيب عن كل المحطات التاريخية فى حياتها القصيرة، وكأنها تريد انتزاع ذاكرة العالم بعد احترافها اقتطاع أراضى الفلسطينيين، وهو ما حدث فى كتاب جديد صدر فى إسرائيل يردد افتراءات جديدة على التاريخ بالزعم أن بريطانيا تآمرت على تل أبيب حتى ينتصر العرب فى حرب 1948.

«حصان طروادة البريطانى» هو اسم الكتاب الذى صدر مؤخراً وألفه ضابط سابق بوحدة «التجسس 8200» التابعة للموساد ويُدعى عيزرا نيشرى ويعمل مهندساً فى هيئة تطوير وتصنيع الأسلحة، والكتاب نتيجة بحث أعده نيشرى واستند خلاله حسب زعمه على بعض الوثائق الأرشيفية البريطانية، التى تقول إن البريطانيين وقتئذ كانوا يرغبون فى استمرارهم فى احتلال فلسطين، ومنع إقامة دولة يهودية، ولذلك عملوا على دفع الدول العربية للحرب لطرد اليهود من فلسطين.

كانت فلسطين فى هذا الوقت، مقرراً لها أن تكون دولة عربية، تحت حماية ورعاية بريطانيا التى كانت تهتم بالحفاظ على سيطرتها وقوتها، حتى يشترى العرب منها السلاح وتم إلقاء هذه المهمة على عاتق المخابرات البريطانية التى مارست الابتزاز على الزعماء العرب.

ويطرح المؤلف ما يزعم أنها حقائق رغم أنه يؤكد أن المعلومات حول تلك الفترة كانت قليلة للغاية فى أرشيف الدولة الإسرائيلية خصوصاً مع سعيها لتقوية العلاقات مع لندن.

المؤلف اهتم بتسليط الضوء على عميد فى الجيش البريطانى يدعى ايلتيد كلايتون، كان منسق المخابرات البريطانية فى الشرق الأوسط وهو «مهندس السياسات البريطانية فى المنطقة»، كما وصفه وزير الخارجية الإسرائيلى الراحل أبا ايبان، وقام هو والمبعوث البريطانى فى عمان السير أليك كيركبرايد بالعمل حتى يتم تشكيل ائتلاف عربى يتزعمه العراق.

وحسب المؤلف فإن الانتصار المفاجئ للقوات الإسرائيلية فى الحرب أدى إلى انتهاء التأثير البريطانى على منطقة الشرق الأوسط، بعد أن كانت بريطانيا حتى عام 1947 تسيطر على مصر والأردن والعراق وفلسطين، كما كانت تقوم بإضعاف السيطرة الفرنسية فى سوريا ولبنان، ونجحت حسب قوله فى هذه الفترة فى إقناع عدد كبير من زعماء الدول العربية لمواجهة الدولة اليهودية التى تأسست على حساب الدم الفلسطينى.

وذكر تقرير موقع «إسرائيل ديفينس» أن الكتاب شيق للباحثين فى التاريخ، وأقل تشويقاً للقارئ العادى، وملئ بتفاصيل تدعم وجهة نظر مؤلفه الإسرائيلى الذى استند على بعض المعلومات التى تخدم هدفه من خلال أحاديث ديفيد بن جوريون الذى قال عام 1947 «يوجد هناك تنسيق كبير بين البريطانيين والعرب ضد التواجد اليهودى فى فلسطين».

كما اعتمد المؤلف على مقولة جولدا مائير، عندما كانت تعمل نائبة لموشيه شاريت رئيس القسم السياسى بالوكالة اليهودية، فى 11 مايو 1948 بعد لقائها الملك عبد الله، «الملك ليس هو المعتدى ولا الجامعة العربية ولكن المعتدى هو القوات البريطانية التى تخرج من باب حيفا وتعود عبر باب آخر من المندوبين والممثلين عنها مثل بعض الملوك العرب».

ونقل التقرير عن المؤلف زعمه أن رأوبين شيلواح من كبار مسئولى حركة الاستيطان اليهودى عمل كثيراً كمبعوث لبن جوريون لدى الزعماء العرب الذين كان لديهم اتصالات بالقسم السياسى للوكالة اليهودية، بهدف إحباط النشاطات البريطانية فى المنطقة مع نهاية عام 1947، قبل دخول القوات العربية لفلسطين عام 1948.

واستعان المؤلف عيزرا نيشرى بأبحاث البروفيسور مائير زامير، المؤرخ العسكرى، الذى اطلع على وثائق فرنسية نشرت صور التعاون بين بن جوريون والمخابرات الفرنسية، والتى تسببت فى إضعاف المؤامرة البريطانية.