بعد "هزاع المنصوري".. تعرف على تاريخ الرواد العرب في مجال الفضاء

تقارير وحوارات

هزاع المنصوري
هزاع المنصوري


شهدت الإمارات العربية المتحدة اليوم حدثا تاريخيا وهو انطلاق أول رائد فضاء عربي "هزاع المنصوري" محققا حلم سنين لبلاده بالسفر إلى الفضاء، من محطة الفضاء الدولية على متن رحلة، تستغرق 8 أيام.

ويرافق المنصوري في رحلته التي انطلقت على متن مركبة الفضاء الروسية " سويوز إم 15"، طاقم مكون من 5 رواد آخرين، ويضم الطاقم الأساسي للمهمة كلًا من قائد الرحلة الروسي "أوليج سكريبوتشكا"، ورائدة الفضاء الأمريكية "جيسيكا مير".

بينما يضم الطاقم البديل للمهمة مواطنه الشاب "سلطان النيادي" الذي وصل إلى التصفيات النهائية مع هزاع من البرنامج الوطني لرواد الفضاء الذي أطلقه حاكم دبيي الشيخ محمد بن راشد، بعد المنافسة مع حوالي أربعة آلاف متسابق آخر، ووقع الاختيار ع الثنائي ليمثلا دولة الإمارات العربية المتحدة، كذلك رائدي الفضاء سيرغي ريزيكوف، وتوماس مارشبيرن.

ويستعرض "الفجر" خلال السطور التالية تاريخ الرواد العرب في مجال الفضاء.

الرواد العرب في الفضاء
لم يقف العرب أمام إنجازات الجنسيات المختلفة في مجال الفضاء مكتوفي الأيدي، بل حاولوا اللحاق بالغرب، حيث شهدت حقبة الثمانينيات تألقًا عربيًا، فكانت المحصلة صعود ثلاثة من رواد العرب كلُ منهم حقق ما لم يستطيع أحد أن يسبقه إليه.

الأمير سلطان بن سلمان
تعد بلاد الحرمين الشريفين صاحبة السبق العربي والإسلامي أيضًا في مجال رواد الفضاء، ففي 17 يونيو عام 1985 انطلق الأمير السعودي سلطان بن عبد العزيز كأول رائد فضاء عربي وإسلامي، والبالغ من العمر 28 عامًا وقتها، إلى الفضاء على متن مكوك الفضاء الأمريكي ديسكفري " STS- 51G"، من مركز كيندي للفضاء بفلوريدا، برفقة رواد من فرنسا وأمريكا.

تم ترشيح الأمير سلطان من قبل المنظمة العربية للاتصالات الفضائية لخوض هذه التجربة ، وهو طيار مدني يحمل رخصة طيران تجاري وله خبرة في قيادة الطائرات، حيث سجل نحو ألف ساعة طيران وهو لم يتجاوز ال 28 بعد. 

وكان الهدف الرئيسي من رحلة الأمير السعودي ورفاقه هو المشاركة في نشر ثلاثة أقمار صناعية عربي ومكسيكي وأمريكي على بُعد 320 كم من الأرض ، هم عربسات وموريلوس وتلستار على الترتيب.

محمد فارس وزميله
أثمر التعاون بين الاتحاد السوفييتي والجمهورية العربية السورية في حقبة الثمانينيات قبل انهيار الاتحاد، نتائجًا مذهلةً في عدة مجالات من بينها استكشاف الفضاء.

وشهد العام 1987 وبالتحديد يوم 22 يوليو، زيارة رائد الفضاء السوري محمد فارس إلى الفضاء الذي يعد أول سوري يذهب في رحلة إلى الفضاء ضمن البرنامج السوفييتي على متن المركبة سويوز إم 3، وأول عربي يصعد إلى المحطة الفضائية "مير" التي هوت واحترقت فيما بعد في الخلاف الجوي عام 2001. 

وقبل انطلاق الرحلة العلمية المشتركة بين الجانين، تدرب فارس على عدة اختبارات في سوريا ومن ثم مدينة النجوم في روسيا، وخلال رحلته أنجز رائد الفضاء السوري نحو 13 تجربة علمية على متن المركبة، بالإضافة إلى عدة أبحاث في مجالات صناعية وجيولوجية وكيميائية وطبية أيضًا، تدور محاورها حول الرصد الفضائي والاستشعار عن بُعد الذي سبقه إليه العالم المصري "فاروق الباز".

ومن بين التجارب التي نفذها فارس وزملائه هي، تجربة تأثر حركة الدم في جسم الإنسان بالأجواء المحيطة على متن المركبة الفضائية، ومراقبة القلب بواسطة جهاز خاص لرصد وقياس التغيرات، وخلط معدن الجاليوم ومعدن الانتموان، وتجربة تركيب معادن صناعية للاستفادة منها، بالإضافة إلى تصوير سوريا من الفضاء الخارجي بواسطة كاميرات خاصة.

ورافق فارس إلى الفضاء سوري آخر وهو رائد الفضاء منير حبيب، اثنين من الرواد الروس في إطار برنامج للتعاون بين سوريا والاتحاد السوفيتي.