بنزرت تشيّع جثمان الشهيد الرائد فوزي الهويملي

تونس 365

بوابة الفجر


شيّعت اليوم الثلاثاء، ولاية بنزرت، جثمان الرائد فوزي الهويملي، رئيس مركز الأمن بمحكمة الإستئناف ببنزرت الذي اغتيل على يد عنصر إرهابي، صباح أمس الإثنين، أمام أحد المقاهي الواقعة في محيط الحي الإداري الملازم لروضة الشهداء.

ففي موكب مهيب وخاشع بحضور زملاء الشهيد من الأمنيين، بحختلف رتبهم وأسلاكهم وعدد من أهالي الجهة وأقارب الفقيد وأفراد عائلته، إلى جانب العديد من المسؤولين يتقدمهم وزير الداخلية، هشام الفراتي ووزير العدل، محمد كريم الجموسي ووزير الشؤون الدينية، أحمد عظوم ووالي الجهة، محمد قويدر، تم تشييع جثمان الشهيد الرائد فوزي الهويملي، من منزله الكائن بطريق برج طالب ببنزرت المدينة في اتجاه جامع الكدية، أين تم أداء صلاة الجنازة على روحه، قبل التوجه إلى مقبرة العين ببنزرت حيث ووري الثرى.

وقد أكّد الحاضرون بمناسبة تقديم واجب التعزية، أنّه لا مكان للفكر الظلامي على تراب تونس وأن راية الوطن ستبقى شامخة في حربها ضد الإرهاب، بفضل أبطال المؤسستين الأمنية والعسكرية الذين جبلوا على فداء الوطن بدمائهم الطاهرة وأرواحهم الزكية.

وفي تصريح إعلامي، بعد الترحم على الشهيد فوزي الهويملي وكل شهداء الوطن، قال وزير الداخلية « إن كل الأمنيين والعسكريين فداء للوطن حتى ينعم الشعب بالأمن والأمان »، مؤكدا أن جاهزية المؤسستين الأمنية والعسكرية، أجبرت المجموعات الإرهابية الجبانة على التقهقر وأن ثقافة الحياة ستنتصر على ثقافة الموت ».

وعبّر الوزير عن أمله في أن يتم النظر بصفة عاجلة في مشروع قانون حماية الأمنيين، من قبل مجلس نواب الشعب، مباشرة مع انطلاق السنة النيابية الجديدة، باعتباره ضمانة لعائلات الأمنيين وأبنائهم »، ملاحظا في هذا الشأن أن الوزارة كانت اعدت وانتهت منذ أربع سنوات من صياغة مختلف فصول مشروع قانون حماية الأمنيين، بالتنسيق والتشاور مع مختلف الأطراف ومنها وزارات العدل والمالية وغيرهما. وقد نظرت فيه لجنة التشريع العام صلب البرلمان.

كما ذكّر بأن الحكومة على العهد مع مسؤولياتها بشأن رعاية عائلة الشهيد فوزي الهويملي وكل شهداء الوطن وأيضا تشغيل أحد أفراد كل عائلة من عائلات الشهداء والعناية بهم.

من جانبه، أشار وزير الشؤون الدينية، في تصريح خص به مراسل وكالة تونس إفريقيا للأنباء، إلى أن « مقاومة الإرهاب مسؤولية مشتركة بين الجميع »، معدّدا خصال ومناقب الشهيد الذي قال إنه عمل إلى جانبه، كل في مهامه، طيلة سنوات في المحكمة الإبتدائية.

يُذكر أنه بالتوازي مع إلقاء القبض على الإرهابي الذي طعن الشهيد الهويملي، تمكنت مصالح وحدة مكافحة الإرهاب، بالتعاون مع مختلف المصالح الأمنية ذات الإختصاص ببنزرت، من إلقاء القبض على أربعة عناصر، على علاقة وثيقة بحادثة اغتيال الرائد فوزي الهويملي وتتراوح أعمارهم بين 25 و35 سنة، كوّنوا خلية إرهابية، وكانوا يستعدون للقيام بأعمال إرهابية تستهدف الأمنيين. وقد تم حجز ثلاث قوارير حارقة تقليدية الصنع إلى جانب مكونات أخرى بمقر إقامتهم، وفق ما أكّده مصدر أمني مسؤول.

وكان الناطق الرسمي باسم وزارة الداخلية، خالد الحيونى، أكد أمس أن عملية الطعن تمت إثر خروج عون الأمن من المشرب الموجود قرب محكمة الإستئناف ببنزرت، مبينا أن الوحدات الأمنية تولت مطاردة المعتدي والقبض عليه بصفة فورية، وأن الأبحاث متواصلة حاليا لتحديد أسباب وخلفيات الاعتداء.

كما أفاد مصدر أمني لمراسل (وات) بالجهة، بأن التحقيقات الأولية أكدت أن الجاني وهو عنصر متشدد، تربّص صباح الإثنين بالأمني الذي يشغل خطة رئيس مركز المحكمة، بإحدى المقاهى المجاورة، وباغته بطعنة بواسطة آلة حادة أدت إلى وفاته.