كيف أبرز مهرجان الجونة السينمائي قضايا اللاجئين؟

تقارير وحوارات

بوابة الفجر


في ظل خلق تواصل أفضل بين الثقافات، يسعى مهرجان الجونة السينمائي مناقشة العديد من القضايا من خلال الفن والسينما، وينظم المهرجان في اليوم الثاني لنسخته الثالثة ندوة حوار بعنوان "سينما من أجل الإنسانية أصوات اللاجئين في السينما".

 

صناع الأفلام يتناولون قضايا اللاجئين في ندواتهم

 

وتجمع هذه المائدة المستديرة صناع الأفلام والمنظمات الطموحة في مجال صناعة السينما كي تناقش الأساليب السينمائية الإبداعية والخلاقة التي تستخدم لتصوير قضايا اللاجئين، والكوارث الإنسانية على شاشة السينما.

 

ويتناول العديد من أعمال السينما الحديثة قضايا اللاجئين، ويدور النقاش بين المشاركين حول كيفية إعادة تسليط الضوء على قضايا اللاجئين والمهاجرين، ومناقشة تجربة صناع الأفلام المنتمين إلى اللاجئين والمهاجرين ، وكيف يمنح هذا النمط من الأفلام السرد السينمائي القدرة على التمكين والحكي.

 

وتدير الندوة رانيلد إيك، بالجامعة الألمانية، بحضور قيس شيخ نجيب والمخرج أمين درة والفنانة صبا مبارك والمخرج عمرو سلامة وآخرين.

 

أفلام سلطت الضوء على قضايا اللاجئين

 

تعددت الأفلام والمسلسلات العربية التي ركزت على قضايا اللجوء، ومعاناة أصحابها منها ما عرض على الجمهور ومنها عرض بصالات قصور الثقافة لطبيعته، وأحد أبرز تلك الأفلام فيلم للفنانة الأردنية صبا مبارك بعنوان"مسافر حلب- اسطنبول" للمخرجة التركية أنداش هازيندار أوغلو، ولعبت فيه شخصية لاجئة سورية تقوم برحلة من تركيا إلى ألمانيا.

 

عُرض العمل في أكثر من مهرجان عالمي، منها: مهرجان البوسفور، ومهرجان أنطاليا، ومهرجان سينما المرأة العربية بالسويد، ومهرجان LET’S CEE في فيينا.

 

ولا يعد هذا الفيلم أول أعمال النجمة الأردنية إّذ كشفت عن قيامها بإنتاج مسلسل "عبور" ومن المقرر أن تقوم صبا ببطولته بمشاركة عدد من الفنانين السوريين والأردنيين، بالإضافة إلى فريق تمثيل من اللاجئين.

 

عبور من تأليف ثُريا حمدة وإخراج محمد الحكشي وتدور أحداثه عام 2015 في إطار درامي اجتماعي، وتبدأ بلحظة وصول الطفل ليث (12 سنة) إلى المخيم وحيدًا، فيصبح الرابط بين جميع الشخصيات والقصص التي يستعرضها المسلسل.

 

يُسلط عبور الضوء على معاناة ومأساة اللجوء بشكل عام، ويستعرض قصص بعض اللاجئين الذني لجأوا إلى مُخيم الوصل بحثًا عن فرصة جديدة للحياة، وكيف يتفاعلون مع مجموعة من العاملين والمتطوعين من خلفيات وجنسيات مختلفة، وفي الوقت نفسه يُلاحق المسلسل قصص العاملين في المخيم من الإدارة الإماراتية إلى العاملين الأردنيين والمتطوعين من جميع الجنسيات.

 

"طعم الأسمنت".. طعم المرارة والخذلان

 

"طعم الأسمنت" فيلم وثائقي يستعرض مفارقة شديدة البؤس تعكس أحوال اللاجئين السوريين في لبنان، وتحديداً عُمَّال البناء الذين يعملون ضمن فريق تشييد ناطحة سحاب عملاقة ببيروت.

 

وكأن تلك المُفارقة وحدها لا تكفي، فنشهد قوانين الحكومة اللبنانية الموضوعة فيما يخص اللاجئين؛ إذ إن هؤلاء العمال لا يمكنهم مغادرة موقع البناء حتى غروب الشمس، بعدها عليهم العودة لمناطقهم السكنية الفقيرة جداً والبائسة جداً جداً، والتي لا يُمكنهم مُغادرتها حتى الصباح.

 

فيلم The Taste of cement من إخراج المخرج السوري زياد كلثوم، الذي بدأ في تصويره بعد انشقاقه عن الجيش السوري وسفره إلى بيروت في عام 2013، صدر الفيلم عام 2017، ليلقى وقتها حفاوةً وترحيباً وتقييماً فنياً وجماهيرياً إيجابياً للغاية، ليس فقط لطبيعة موضوعه الشائك، ولكن لاعتبارات فنية أيضاً.

 

"سلام يا جار".. اللاجئون السوريون بعيون أميركية

 

فيلم وثائقي آخر عن اللاجئين السوريين، لكن ترصده أعين مُختلفة هذه المرة، أعين المخرجَين الأميركيَّين كريس تمبل وزاك انغراشي، اللذين قررا العيش مدة تراوحت بين 4 و5 أسابيع، وسط ما يقرب من 85000 لاجئ سوري بمخيم الزعتري في الأردن. الهدف هو مُعايشة الحدث على أرض الواقع ونقل قصص اللاجئين بشفافية وحياد.

 

أُنتج Salam Neighbor في 2015، وجاء عرضه الأول في واشنطن بمناسبة اليوم العالمي للاجئين. كما شارك في العديد من المهرجانات الدولية؛ منها: مهرجان "أميركان فيلم انستيتيوت"، ومهرجان "كوبنهاغن"، ومهرجان "واشنطن ويست"، ومهرجان "واتش دوكس" بوارسو، ومهرجان "أوروبا"، ومهرجان "هيومان رايتس واتش" في لوس أنجلوس، ومهرجان "كروس رودس بالنمسا".

 

ويعد مهرجان الجونة هو واحد من المهرجانات الرائدة في منطقة الشرق الأوسط، ويهدف إلى عرض مجموعة متنوعة من الأفلام للجمهور الشغوف بالسينما والمتحمس لها، كما يلتزم المهرجان باكتشاف الأصوات السينمائية الجديدة، ويتحمس ليكون محفزًا لتطوير السينما في العالم العربي.