بالأسماء.. حيتان وسماسرة صناعة الدواجن فى مصر

العدد الأسبوعي

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية


يتحكمون فى أسعارها يومياً دون رقيب

يبدو قطاع صناعة الدواجن أمام المواطن العادى ولغير المتخصصين، خاضعاً لقانون العرض والطلب، إلا أنه فى حقيقة الأمر يقبع فى قبضة عدد من رجال الأعمال، والتجار، وسماسرة ما يعرف ببورصة الدواجن. هناك 8 شركات كبرى تسيطر على صناعة الدواجن، وتهيمن على هذا العالم السرى، فهى تحدد السعر بداية من سعر الكتكوت ثم الأعلاف والأدوية التى تحتاجها دورة التسمين التى تستمر 45 يوماً.

تنتج شركة الدقهلية 11 مليون كتكوت سنوياً، ويملكها رجل الأعمال محمود العنانى، وهى مختصة بالعمل فى الدواجن الأمهات المنتجة لبيض التفريخ للسوق المحلية وأيضاً للتصدير، وذلك من خلال 7 مزارع بعدة محافظات، وتحدد الشركة سعر البيع يوماً بيوم.

وتعمل شركة الوادى فى الدواجن من سلالة «روص»، ويرأسها رجل الأعمال اللبنانى المهندس تونى سليمان فريج، وشقيقه موسى، عضو مجلس إدارة الاتحاد العربى للصناعات الغذائية، وتعمل فى إنتاج الدواجن منذ 25 عاماً، وتعد موزعاً رئيسياً بالقاهرة لجميع المحافظات، وتنتشر سلالتها بالسعودية والإمارات ولبنان والسودان، وتحدد لعملائها يومياً سعر الكتكوت.

أما الشركة الوطنية الدولية «كب»، فهى إحدى أكبر شركات الدواجن، ويملكها رجل الأعمال السعودى سليمان الراجحى، وتعمل فى مصر منذ 30 عاماً، فى تسمين وإنتاج الدواجن، ويتولى محمد الراجحى رئاسة مجلس إدارتها، وتتوسع فى صناعة وإنتاج الدواجن وأعلافها، وتسيطر بنسبة كبيرة على السوق وتحدد الأسعار يومياً حسب ضوابطها الخاصة.

من بين الشركات المسيطرة أيضا شركة الريان للدواجن، التى تسيطر على محافظات الدلتا، ومقرها فى دمياط، وتعمل فى إنتاج الكتاكيت، وتربية الدواجن الأجداد، وتعتبر من كبرى الشركات التى تعمل فى جميع أنواع الدواجن المحلية والمستوردة منذ 12 عاماً، وهى تحدد سعر الكتكوت يومياً من خلال إدارة المبيعات المسئول عنها المهندس أسامة السؤالى.

من بين الشركات الكبرى أيضاً شركة القاهرة للدواجن، وتتبع رجل أعمال كويتى، ويمثلها فى مصر محمد توفيق، نائب رئيس مجلس الإدارة، وهى من كبرى الكيانات التى تقوم بالتوزيع على سلاسل المطاعم الشهيرة. وتوجد أيضاً شركة كوكى، التى يملكها رجل أعمال إماراتى، وشركة العربية التى أسسها الشيخ صالح كامل، وتعتبر موزعاً رئيسياً فى القاهرة ومحافظات الصعيد. تسيطر تلك الشركات على الأسعار فى مراحل معينة، أولها بعد التفريخ، ويتحدد سعر المنتج النهائى للمستهلك بعد تنقله بين عدة وسائط، منها بورصة الدواجن العرفية، التى يحضرها كبار التجار يومياً، ولا تعلم عنها الوزارات المعنية شيئاً، وقد حصلت «الفجر» على ما يفيد بخروج المنتج من المزرعة بعد التسمين بسعر 15 إلى 17 جنيهاً للكيلو، لكن هناك حلقة مفقودة تعمل فى الخفاء تصل بالسعر للمستهلك إلى ضعف هذا السعر، وهى تتشكل من تجار وسماسرة البورصة الذين يحققون أرباحاً خيالية.

وأشهر هؤلاء مكتب «السقا»، الذى يمتلكه منير السقا، وهو يحدد السعر بنطاق القاهرة الكبرى والمحافظات المجاورة، وأيضا مكتب «نحلة»، ويمتلكه مسعد نحلة، وهو وسيط تجارى لمئات المزارع، ويوجد أيضاً محمود الصعيدى، الذى يعلن أسعار الدواجن البيضاء بالقاهرة والجيزة، أما الإسكندرية فيتولى إعلان الأسعار بها رجل الأعمال عماد منصور، أما أحمد هراس، فيختص بالدقهلية والغربية، وهناك خالد صقر، ومدحت الدسوقى، فيعملون بمختلف المحافظات. من جانبه طالب الدكتور عبدالعزيز السيد، رئيس شعبة الدواجن بالقاهرة، بتدخل المسئولين وتشكيل مجموعة من الفنيين والمختصين من عدة وزارات لتحديد السعر حسب التكلفة، حتى لا يتضرر المستهلك،.

وأوضح أن فى مصر مزارع تنتج ملياراً و300 مليون طائر سنوياً، ويتم استيراد 50 إلى 60 ألف طن سنويا لسد العجز الناتج عن عوامل المناخ أو زيادة الطلب الموسمى.

وكشفت الدكتورة شيرين زكى، مفتش الطب البيطرى، أن الدواجن تخرج من المزرعة بسعر أقل كثيرا مما يصل به للمستهلك نتيجة تدخل السماسرة والتجار الكبار الذين يضعون هامش ربح بشكل يومى.