رئيس وزراء بريطانيا اشترى كوخًا بـ25 ألف إسترلينى ليكتب مذكراته

العدد الأسبوعي

ديفيد كاميرون، رئيس
ديفيد كاميرون، رئيس وزراء بريطانيا


ديفيد كاميرون يكتب شهادة للتاريخ عن «الربيع العربى» وبريكست ووفاة طفله إيفان

وقع ديفيد كاميرون، رئيس وزراء بريطانيا الأسبق، عقداً مع دار نشر هاربر كولينز، يحصل بموجبه على 800 ألف جنيه إسترلينى مقابل نشر مذكراته التى وصفها بالـ«صريحة جداً»، عن فترة عمله فى داونينج ستريت.

وكان من المقرر فى البداية إصدار السيرة الذاتية عام 2018، لكن تم تأجيلها حيث كانت رئيسة الوزراء السابق تيريزا ماى، تعانى بسبب عدم قدرتها على تمرير صفقة خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبى المعروفة بـ«بريكست».

و فى أبريل 2017، تم الكشف عن شراء كاميرون لكوخ صغير فى حديقته بـ25 ألف جنيه إسترلينى ليتمكن من كتابة مذكراته فيه، وتم إصدار عنوان الكتاب وتاريخ نشره فى مايو 2019، «فور ذا ريكورد»، وسيتم نشره فى 19 سبتمبر الجارى، قبل 10 أيام فقط من مؤتمر حزب المحافظين وقبل ما يزيد قليلاً على شهر من تاريخ خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبى.

يتعرض الكتاب إلى القضايا السياسية التى عاصرها ماكرون، وينفتح أيضاً على حياته الأسرية بما فى ذلك الخسارة المأساوية لابنه الأكبر.

كاميرون قال عن مذكراته: « كان شرفاً كبيراً لى قيادة حزب المحافظين لأكثر من عقد من الزمان والبلاد لأكثر من 6 سنوات كرئيس للوزراء، واتطلع لإتاحة الفرصة لشرح القرارات التى اتخذتها ولماذا وسأكون صريحاً حول ما نجح وما فشل».

كان الاستفتاء على بقاء أو خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبى عام 2016 أحد أكثر الأحداث السياسية إثارة للجدل فى العصر الحديث، ولأول مرة، يتحدث الرجل الذى أطلق هذا التصويت عن القرار وأصوله، فضلاً عن تقديم وصف صريح للفترة التى قضاها على قمة السياسة البريطانية. ويتعرض الكتاب إلى قرار كاميرون بالدعوة إلى إجراء استفتاء 2016 ونتائجه، ما دفعه إلى الاستقالة من منصب رئيس الوزراء وعضويته فى البرلمان البريطانى عن مقاطعة ويتنى بعد شهرين.

كما يغطى كتاب الاستفتاء على الاستقلال الإسكتلندى وإصلاحاته فى الاقتصاد والرفاهية والتعليم، وإلى سياسته الخارجية المثيرة للجدل، وكذلك قانون عام 2013 للزواج من نفس الجنس فى ظل حكومته.

وحسب دار النشر، فإن كتاب كاميرون سيقدم لأول مرة، وجهة نظره حول استفتاء الاتحاد الأوروبى وآرائه حول مستقبل مكانة بريطانيا فى العالم فى ضوء خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبى.

كان ديفيد كاميرون، زعيماً لحزب المحافظين خلال أكبر انهيار مالى فى الذاكرة الحية، كما شهدت فترة حكمه الربيع العربى وبداية أزمة منطقة اليورو الاقتصادية، وظهور داعش، وتزايد الهجرة والتغيرات السريعة للاتحاد الأوروبى.

ويتحدث كاميرون فى كتابه عن كيفية مواجهة تلك التحديات، من تحديث حزب عانى من 3 هزائم انتخابية متتالية إلى تشكيل أول حكومة ائتلافية خلال 70 عاماً، حيث حدد كيف ساعد فى تغيير الاقتصاد البريطانى، وتنفيذ أجندة حديثة شملت إصلاح التعليم والرعاية الاجتماعية.

وانفردت جريدة التايمز البريطانية بعرض كتاب ماكرون وأجرت حواراً معه كشف فيه عن بعض أهم الحقائق التى يتضمنها الكتاب ومن ضمنها أنه يأسف على الانقسامات التى تسبب فيها، وقال فى اللقاء الذى تم نشره، السبت الماضى، إنه يفكر فى عواقب استفتاء خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبى كل يوم ويخشى «بشكل يائس» بشأن ما سيحدث بعد ذلك.

قال ماكرون أيضاً إنه «أشعر بالأسف العميق للنتيجة وأتقبل حقيقة فشلى الذى كان نتيجة طريقة تعاملى مع الأمور.. فالقرارات التى اتخذتها ساهمت فى هذا الفشل».

واعترف كاميرون، 52 عاماً، بأن كثير من البريطانيين يلومونه على الانقسامات التى سببتها عملية خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبى والتى تعمقت منذ الاستفتاء، وأن الكثيرين لن يغفروا له، ولكنه دافع عن قراره بالدعوة للتصويت.

وفى لقائه مع التايمز، هاجم كاميرون الحلفاء السابقين جونسون ومايكل جوف، الذين ساعدوا فى قيادة حملة «المغادرة»، بقوله إنهم استخدموا كثيراً من المغالطات منها الادعاء الخاطئ بأن بريطانيا يمكن أن توفر 350 مليون جنيه إسترلينى أسبوعياً والتى يتم إرسالها إلى الاتحاد الأوروبى ومنحها للخدمة الصحية الوطنية فى البلاد، مشيراً إلى أن الخروج البريطانى تحول إلى حزب سياسى «دراما نفسية» وأنه كان «مكتئبا للغاية» بشأن ترك منصبه كرئيس للوزراء.

يتناول الكتاب كثيراً من التفاصيل الشخصية فى حياة رئيس الوزراء البريطانى الأسبق، حيث كشف كاميرون عن «التعذيب» العاطفى عند مشاهدة ابنه إيفان، 6 سنوات، وهو يموت بتأثير إصابته باضطراب عصبى نادر حيث شعر «كما لو أن العالم توقف عن الدوران».

كما كتب زعيم المحافظين السابق بصراحة كيف أن حياته كانت هادئة وطبيعية حتى اللحظة التى تم فيها تشخيص حالة طفله الرضيع إيفان، ويعود بالذاكرة إلى مرحلة المراهقة ويعترف بتناول المخدرات مع أصدقائه، كما يعترف كيف أثر استفتاء بريكست على عائلته بأكملها وأصيب الجميع بالتوتر والقلق خلال الحملة التى استمرت أربعة أشهر.

وانتقل كاميرون أيضا إلى موقع تويتر، السبت الماضى، لجذب مزيد من الانتباه إلى كتابه وإلى جانب المقتطفات التى يتم نشرها فى التايمز، كتب ماكرون تغريدة: «لمدة 3 سنوات ظللت هادئاً نسبياً بشأن السياسة.. ولكننى أعتقد أنه من المناسب أن يكتب رؤساء الوزراء السابقون مذكراتهم لشرح ما فعلوه ولماذا».