د.حماد عبدالله يكتب: من مشاهداتى فى رحلتى إلى الولايات المتحدة الأمريكية !!

مقالات الرأي

د.حماد عبدالله -
د.حماد عبدالله - أرشيفية


عدت من رحلة إلى "الولايات المتحدة الأمريكية" حيث شملت زيارتي هذه المره ولاية " أطلانطا" لأغراض صحية , وأيضاً لقضاء فترة مع أصدقاء مصريين مقيمين في هذه الولاية , إمتدت شهرتهم العلمية والفنية والإدارية , لكي تقترب من العالمية, وهذا من دواعي فخري بكل أصدقائي هناك.
كما أنني قضيت يومين في ولاية "كاليفورنيا" , حيث أتمتع بزيارة "لاس فيجاس" , ليس فقط لما تقدمه لزائريها من وسائل الترفيه من عروض مسرحية تبدأ من "الدراما والتراجيدي الكلاسيك" حتى "الماجيك شو" , مروراً بالعروض الإستعراضية لأشهر الفنانين ليس فقط الأمريكين بل والعالميين, حيث تعتبر "لاس فيجاس" , هي المسرح المعتمد للفن كي تقدمه للعالم أجمع- فمن قاعات العرض المحلية هناك, تصبح العروض ذات صفة عالمية , ولكن يعود إعجابي بهذه المدينة "لاس فيجاس" لتشابه الطبيعة مع كثير من أرجاء مصر, وعلى سبيل الخصوص المناطق الصحراوية مثل (واحات مصر الغربية) , والتى تحدثت عنها يوم (3أكتوبر الماضي ) في نفس الكان وبمناسبة العيد القومي للوادي الجديد. 
وأيضاً تشابه الطبيعة في وسط سيناء مع طبيعة "نيفادا ولاس فيجاس" , بل يتعدى جمال ومناخ "وسط سيناء" وعذوبته عن مناخ وطبيعة تلك البلاد هناك!!. 
ومع ذلك إستطاع الفكر الإنساني , والإبداع , والإرادة , أن تحول هذه الصحراء الجرداء إلى أعظم أماكن في العالم على الإطلاق !! 
بل إن إقتصاد هذه المدينة ضمن مدن كثيرة في ولاية "كاليفورنيا" , يتعدى موازانات عشر دول عربية جمعاء!!.
والغريب في الأمر , أن الإبداع في شتى مجالات الحياة في "لاس فيجاس" , فمن العمران وشق الصحراء بطرق كالشرايين تجري في أوصالها , جعلت من المصممين ينقلوا إلى هذه المدينة حضارات العالم جميعها , فمن الحضارة الفرعونية نجد فندق ومنتجع وكازينو (الأقصر) , والهرم مشيداً في واجهته ومنتصفه ويحتوي بداخله على أكبر الفنادق والمسارح وأيضاً الكافيهات والمطاعم والأسواق , داخل جسم الهرم ولم ينسوا أن يضعوا أمام الهرم مجسم (لأبي الهول) , و بداخل الهرم , تماثيل أربع (لرمسيس وزوجته) , أسوة بما هو موجود في معبد (أبي سنبل) , بنفس الضخامة, وإن كانت مفتقده الروح (للتقليد) إلا أن التعبير والرسالة وصلت!! 
وأيضاً حضارة الإغريق والرومان , ففندق (القيصر) , وتلك السماوات الصناعية والتماثيل الرائعة "لمايكل أنجلو ، ورفائيل، وليوناردو دافنشى " كلها مقلدة ,وأختيرت أماكن غرسها وسط الناس ووسط الحياة.
ولم يقتصر الإبداع على إستجلاب أفكار الحضارات السابقة , بل هناك (برج إيفل) , شامخاً بجانب أقدم الفنادق وهو (الفلامنيجو) الذى بدأت به الحياة في هذا الشارع العظيم القاسم للمدينة, والتى يزداد فيها الأعداد الزائرة , مابين قادمين للمؤتمرات , أو للسياحة, حتى للعلاج , ولكن الأهم من كل ذلك , بأن "لاس فيجاس" أصبحت خلال خمسون عاماً فقط أو أقل هي مقصد ومطمح للزيارة من غالبية سكان العالم وبدأت الفكرة , بإنشاء فندق على يد مقامر ومغامر من المافيا الإيطالية المهاجرة في (نيويورك) 
و (شيكاجو) إنتهت بقتله , في نفس الفندق الذى أنشأه بالشارع الذى وضع لبناته، والمطار الذى أصبح اليوم من أعظم  المطارات في العالم , كان حلماً , وبالأحلام تُبنى الأمم وتزدهر , ولكن لتحقيق الحلم نحتاج لإرادة , وإدارة وأيضاً دولة قانون تحمي ولا تهدر أصولها ورجالها ومفكريها!!