باكستان ترفض طلب الهند بفتح مجالها الجوي أمام طائرة رئيس الوزراء

عربي ودولي

 رئيس وزراء الهند
رئيس وزراء الهند


رفضت باكستان طلب الهند فتح مجالها الجوي أمام طائرة رئيس الوزراء الهندي، ناريندرا مودي، الأسبوع المقبل، ليقوم بزيارة للولايات المتحدة.

وطلبت الهند من باكستان فتح المجال الجوي خلال الفترة من 20 إلى 28 سبتمبر الجاري، لكن إسلام آباد رفضت هذا الطلب متهمة الهند بـ "ارتكاب فظائع" في منطقة كشمير المتنازع عليها بين البلدين.

وقال وزير الخارجية الباكستاني شاه محمود قريشي: "قررنا عدم السماح لمودي باستخدام المجال الجوي الباكستاني"، مضيفا أنه تم إبلاغ الجانب الهندي بهذا القرار.

وأعرب المتحدث باسم الخارجية الهندية، رافيش كومار، عن أسفه للقرار الباكستاني رفض فتح الأجواء للمرة الثانية خلال أسبوعين، وذلك في إشارة إلى رفض إسلام آباد بفتح المجال الجوي أمام الرئيس الهندي، رام ناث كوفيند، ليقوم بزيارة خارجية أيضا.

ودعت الخارجية الهندية باكستان إلى إعادة النظر في قرارها والعودة إلى الالتزام بـ "الممارسات الدولية العادية".

ووفقاً لتقرير اعدته الـ "RT"، يعود الصراع بين الهند وباكستان إلى الواجهة مرة أخرى، وتطغى قضية كشمير من جديد على جميع عناوين الأنباء. فما الجذور التاريخية التي تكسب هذا الصراع طويل الأمد استدامته لعقود؟

تتشارك الهند وباكستان في أكثر من مجرد حدود مشتركة، فهما تتشاركان في التاريخ والثقافة واللغة. إلا أن هناك خلافات على عدة جبهات، تدفع إلى استمرار المناوشات بين الجارتين النوويتين.

تظل قضية كشمير هي القضية الأساسية التقليدية للنزاع الإقليمي بين البلدين، وهي أهم حجر عثرة في أي علاقات ثنائية بينهما. وقد وصلت الخلافات والمناوشات أوجها في عام 1998، أعقاب التجارب النووية الباكستانية التي أجريت ردا على التجارب الهندية في مطلع العام نفسه، وحينها ندد المجتمع الدولي بخطوات الجانبين.

ودفع سباق التسلح بين البلدين إلى التخلي عن البرامج الاقتصادية والاجتماعية، وإنفاق الملايين للإبقاء على الوجود العسكري في سياشين (منطقة في إقليم كشمير)، ومر الصراع بعدد من المراحل لعل أبرزها أحداث كارجيل عام 1999، ومومباي عام 2008، وهما حادثتان أفضيتا إلى تراجع العلاقات للغاية بين البلدين.

بدأ الصدام بين القومية الهندية والمسلمين خلال حكم الاستعمار البريطاني، وعلى الرغم من استمرار التفاهم بينهما خلال حرب الاستقلال عام 1857، حينما حارب القوميون الهنود هندوسا ومسلمين ضد البريطانيين، إلا أن خيوط القومية ظهرت مؤسسيا بتأسيس حزبي المؤتمر والرابطة الإسلامية.

حينما ضعفت الحكومة البريطانية وبدأت حركة الهند من أجل الحرية، كان حتميا أن تندلع اشتباكات بين الحزبين الهنديين، حيث ظل الحزبان على خلاف حول طموحاتهما وأهدافهما النهائية، وتخلى الطرفان عن أي اعتبار للشراكة المتبادلة من أجل الاستقلال حين بدأت الرابطة الإسلامية الدعوة لبناء وطن منفصل للمسلمين عام 1937، واستفحل الأمر حينما فشل الحزبان في التوصل إلى إجماع حول صيغة الاستقلال، وبانسحاب بريطانيا عام 1947، أصبحت باكستان والهند دولتين مستقلتين في 14 و15 أغسطس على التوالي.

بدأت بالتوازي عمليات هجرة جماعية طائفية للمسلمين إلى باكستان، وللهندوس والسيخ إلى الهند، حيث اقتلعت آنذاك عائلات من جذورها، ودمّرت سبل العيش، وتغيرت العلاقات إلى الأبد، وانضمت المناطق الإسلامية إلى باكستان، وذات الأغلبية غير المسلمة إلى بعض المناطق الهندية، وانقسمت الأقاليم الغنية والمهمة اقتصاديا وثقافيا (البنجاب والبنغال) على أسس عرقية، ما أدى إلى الفوضى.

في الوقت نفسه كانت هناك ولايات أميرية لها خيار أن تكون جزءا من الهند، أو باكستان، حيث لم تكن تمثل جغرافيات محددة بين الجانبين، وكان من ضمن هذه المناطق ولاية جامو وكشمير، ذات المناظر الخلابة والأهمية الاستراتيجية في الشمال، والتي أصبح من نصيبها حتى يومنا هذا تقرير مستقبل العلاقات الباكستانية الهندية، وهي الولايات التي اندلعت فيها الحرب بعد الاستقلال بأشهر معدودات.