أسرار وكواليس.. كيف فسّرت المقاومة الإيرانية ضرب إيران للمصافي النفطية السعودية؟ (تقرير)

عربي ودولي

استهداف منشآت أرامكو
استهداف منشآت أرامكو السعودية


ردود أفعال كثيرة، وأصداء واسعة، لا تزال تنهمر بعد حادثة استهداف إيران للمصافي البترولية لشركة أرامكو السعودية، وهو ما خلّف أضرار وخسائر ليست بالقليلة، فيما تضاف تلك العملية إلى جميع العمليات السابقة، التي قامت بها مليشيات إيران في استهداف السعودية، وخاصة جماعة الحوثي اليمنية الإرهابية التي تحصل على الطائرات المسيرة من إيران وفق العديد من المراكز البحثية والمتخصصين.

أسرار ودلائل

ومنذ الحادث وانطلقت العديد من التحليلات السياسية، وحاول العديد تفسير ما تريده إيران من استهداف المملكة العربية السعودية، خاصة بعد جملة عمليات ارتكبتها مليشياتها لا سيما التي تأتي من الأراضي اليمنية، على أيدي جماعة الحوثي الإرهابية، بالإضافة إلى جملة الاستفزازات على لسان الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله.

رجوي: خطوة نحو التصعيد في إشعال الحروب

من جانبها كشفت مريم رجوي، زعيمة المقاومة الإيرانية، أن ما فعلته إيران هو خطوة نحو التصعيد في إشعال الحروب التي تريدها إيران في المنطقة، مشيرة إلى أن التقاعس أمام الفاشية الدينية يحفزها على استمرار أعمالها.
وقالت رجوي، إنّ عملية القصف بالصواريخ، وطائرات بدون طيار من داخل الأراضي الإيرانية على منشآت نفطية للمملكة العربية السعودية من قبل نظام الملالي، تعد خطوة حربية بما تعنيه الكلمة.

خامنئي يرفض التفاوض

ولفتت "رجوي" إلى أن بعد هذا الهجوم، رفض خامنئي أي نوع من التفاوض بأي مستوى كان مع الولايات المتحدة، إلا أن تتوب أمريكا، كما أكد أيضًا: «عليهم أن يدفعوا بعض الأوروبيين للوساطة... ليصروا على أن نعقد لقاء مع رئيس الولايات المتحدة الأمريكيّة، مضيفاً: "قولهم بأنّ مشاكلنا ستُحلّ كلّها هو أن يثبتوا بأنّ سياسة الضغوط القصوى هي سياسة ناجحة، وعلينا في المقابل أن نثبت أنّ سياسة فرض الضغوط القصوى لا توجد لها أدنى قيمة".

منعطف جديد في الاعتداء

كما أكدت زعيمة المقاومة الإيرانية، أن قصف المنشآت النفطية منعطف جديد في اعتداءات الديكتاتورية الدينية الحاكمة في إيران لإشعال الحروب وأضافت: إبداء القوة والحزم هو اللغة الوحيدة التي يعرفها الملالي، التقاعس أمام الفاشية الدينية يحفزها على استمرار أعمالها، مؤكدة أن الشعب الإيراني هو أول ضحية لهذا النظام.

ما هوالحل؟

ويتلخص الحل لدى "رجوي" في الخلاص من الفاشية الدينية في إيران، التي هي مصدر كل الأزمات في الشرق الأوسط، ومن ثم يجب تغيير هذا النظام غير الشرعي، على يد الشعب الإيراني ومقاومته المنظمة، مؤكدة على إعادة تفعيل القرارات السابقة الصادرة عن مجلس الأمن الدولي، بشأن مشروع السلاح النووي لنظام الملالي وحظر تخصيب اليورانيوم.
كما يجب قطع أذرع النظام في المنطقة وطرد قوات الحرس والميليشيات التابعة له من العراق وسوريا واليمن ولبنان وأفغانستان، أمر ضروري للغاية، بالإضافة إلى إدراج خامنئي ومكاتبه، وقوات الحرس ووزارة المخابرات التابعة للملالي على قائمة الإرهاب، وإحالة ملف انتهاكات حقوق الإنسان وجرائم نظام ولاية الفقيه لاسيما ملف مجزرة 30 ألف سجين سياسي في عام 1988 إلى محكمة الجنايات الدولية.

موقف متوتر آخر

وكانت المقاومة أوضحت في بيان لها، أن القصف الإيراني الذي طال المنشآت النفطية في السعودية، يأتي لخلق موقف متوتر آخر، مشيرة إلى أن هذا التصرف الجديد للنظام يتزامن مع أزمة جديدة خلقها بخصوص التزاماته تجاه الاتفاق النووي، الأمر الذي أصبح الآن مشكلة خطيرة في الوكالة الدولية للطاقة الذرية، مما جعل مساعي النظام للحصول على القنبلة النووية مطروحة على طاولة المؤسسات الدولية.
وأشار موقع المقاومة أن هذا القصف يثبت أن التنازل الممنوح للملالي يشجعه بأي شكل من الأشكال على التمادي في الإرهاب وخلق التوترات في المنطقة، وهي حقيقة أكد عليها المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية منذ عقود.

الحفاظ على قواته الداخلية والخارجية

وبین الموقع أن الهدف الأول للنظام، من هكذا تصرفات وخلق توترات، هو الحفاظ على قواته الداخلية والخارجية، مثل حزب الله، الذي تعرض للانهيار بشدة تحت وطأة الظروف السياسية والاقتصادية، فيما يأتي هدفه التالي، التأثير على سير الأحداث والحصول على امتيازات من الأطراف المعنية.

ضربة للجهود الفرنسية

وأشار البيان أن استهداف المصفاة السعودية كان في الواقع ضربة للجهود الفرنسية لإيجاد طريقة سلمية لحل الأزمة، ويعتقد المحللون عمومًا أنها ضربة لفكرة التفاوض، والتنازلات الاقتصادية مثل حصول النظام على 15 مليار دولار كائتمان.

إضعاف موقف المساومين

وأضاف: "سيؤدي ذلك على الصعيد الدولي إلى إضعاف موقف المساومين بشدة، حيث إنه يوضح ويثبت جلياً أن أي تنازل للنظام سيحفزه على مواصلة أعماله المثيرة للتوتر، وهذا هو نظام لا يعرف لغة سوى لغة الحسم والقوة.
وأکد أن القضية الرئيسية لإيران هي المواجهة الرئيسية بين الشعب و المقاومة الإيرانية من جهة، وبين النظام الفاسد والإجرامي من جهة أخرى.

سياسة الحزم

ولفت إلى أن الحقيقة هي أن الملالي الحاكمين ومن أجل مواصلة حكمهم قد وضعوا إستراتيجيتهم منذ اليوم الأول على أساس القمع الداخلي، وتصدير الإرهاب إلى الخارج، ولذلك فإن أي نوع من محاولات الاسترضاء ومنح امتياز لهذا النظام سوف يشجعه أكثر في الإرهاب والحرب.
وتؤكد المقاومة أن الحل الوحيد لوقف محاولات النظام لإشعال الحرب الوحشية، يكمن في ما أعلنته الرئيسة المنتخبة للمقاومة الإيرانية السيدة مريم رجوي، أي اعتماد سياسة الحزم في التعامل مع هذا النظام ودعم الشعب الإيراني للإطاحة بهذا النظام اللإنساني.