"وسائل حديثة وتغير الأهداف".. تطور نوعي بين حروب الجيل الرابع والخامس

تقارير وحوارات

بوابة الفجر


أثر التطور التكنولوجي الذي غزا العالم، والذي أدي لتطوير تقنيات في الواقع الافتراضي لتتحول الحروب إلي حرب معلومات بدلاً من المدافع، لتنقسم إلى عدة أجيال لتلائم أهدافها المتغيرة، تجلى ذلك من مصطلحا حروب الجيل الرابع والخامس، إيماءة إلى محاولات الدول الغربية، باستخدام طرق جديدة لا تعتمد الاحتلال الفعلي للأراضي والمواجهات المباشرة مع الجيوش النظامية، وإنما تركيزها على المعلومات ونشر الشائعات، فضلا عن استخدام الجماعات المأجورة مثل ما عرف بتنظيم الدولة الإسلامية "داعش" وأنصار بيت المقدس لتنفيذ عمليات نوعية على الأرض.

 

وحذر الرئيس عبد الفتاح السيسي من أن حروب الجيل الرابع والخامس تمثل قضية شديدة الخطورة على أمن مصر، مشيرًا إلى أن الأحداث التي شهدتها مصر منذ عام 2011 والتي كان هدفها هو تدمير أجهزة الدولة، كذلك شدد على خطورة تطور وسائل القتال في تدمير الدول والقضاء علىيها من خلال حروب الجيل الرابع والخامس والتي تعتمد على وسائل الاتصال الحديثة ونشر الشائعات وتحطيم ثقة الناس في بعضها وقياداتها.

 

ويعود استخدم  مصطلح حروب الجيل الرابع، لأول مرة في عام 1989 من قبل فريق من المحللين الأمريكيين،  وتعد "ميليشيات غير نظامية ومنتشرة بأماكن كثيرة، تواجه دولة نظامية لها جيش"، حيث أرجع البعض بدايات هذا "الجيل الرابع" إلى قدرة الفيتناميين على هزيمة القوات الأمريكية في السبعينيات، كما أطلق عليها البعض بأنها "الحرب بالإكراه، إفشال الدولة، زعزعة استقرار الدولة ثم فرض واقع جديد يراعي المصالح الأمريكية".

 

عناصر الحرب وأهدافها

 

ومن أدوات الجيل الرابع"الحرب النفسية، العصابات، شبكة الإنترنـت وتغيير مفردات اللغة العربية إلى جانب الضغوط الاقتصادية، وتضم "اللعب في البورصة، زيادة الأسعار، أزمة الدولار، ضرب السياحة، تصدير الأزمات"، وتهدف هذه الحروب إلى زعزعة الاستقرار والتشكيك في الجيش والشرطة والقيادات السياسية وضرب الاقتصاد بضرب السياحة ونشر الشائعات واستخدام التكنولوجيا في التنظيمات الإرهابية.

 

طويلة الأمد

 

وتتشابه حروب الجيل الرابع،  مع خصائص حروب العصابات التقليدية، المعروفة من حيث التركيز على تشتيت الخصم وإنهاك قواه، والقدرة على التكيف مع الأوضاع على الأرض، مهما كانت سيئة، مع إمكانية تلقى الإمدادات الحربية بشكل غير مركزي،  وتركز أيضا على العامل الثقافي والمعرفي بنقاط قوة العدو، لتحويلها إلى نقاط ضعف يسهل مهاجمتها، والتسبب في خسائر فادحة.

 

ويرى المراقبون المختصون في هذا الشأن، أن حروب الجيل الرابع توصف بأنها طويلة الأمد، ويمكن أن تمتد إلى أجيال، حيث تتعمد الإضعاف المستمر للعدو باستخدام كل وسائل الضغط المتاحة، من حصار اقتصادي وضغط دولي وإشاعات وتمويل لجماعات ضغط، سواء كانت سياسية أو مسلحة، وكل ذلك يحتاج إلى عدة سنوات، حتى تتم النتيجة المرجوة.

 

الوسائل المستخدمة في حروب الجيل الخامس

 

بينما تعتمد حرب الجيل الخامس، على مهاجمة العدو من السماء، دون الاشتباك على الأرض، واستخدام خطط التلاعب الزماني والمكاني، وإيهام العدو بأن أي مقاومة لا جدوى منها، كما لديها القدرة على تعطيل دفاعات العدو ووعيه بالخطر، وأنه خلال تلك الحروب، يمكن أن تستخدم الحرب البيولوجية أيضا، لإضعاف العدو، وتهدف إلى إحتلال العقول، والسيطرة عليها فكرياً وثقافياً ومعنوياً، ويكون فيها العدو فاعلًا بدون أن يظهر بشكل مباشر.

 

ويعتمد صانعو حروب الجيل الخامس أيضًا على استخدام التقنيات الحديثة، إذ يرى بعض الخبراء، أن من بين التقنيات أيضًا استحداث حالة فوضى في مواقع الصراع بين أطراف محلية، تتيح للدول الكبرى التدخل وتوجيهها لمصلحتها. كما يرى الخبراء أن إغراق المناطق المستهدفة بالمخدرات هو أحد الأسلحة الفعالة لحروب الجيل الخامس.

 

ويعد تطور وسائل الإعلام، من أهم الوسائل المستخدمة في حروب الجيل الخامس، إذ تم استغلالها في إدارة العلاقات بين الدول، وصناعة رأي عام معارض للسلطة السياسية في الدولة، وذلك لإضعاف قدرتها على الضبط والتحكم في العلاقة بين المجتمع والدولة.