حكاية عودة 5000 قطعة أثرية من الجامعة الأمريكية لمتحف الحضارة (صور)

أخبار مصر

بوابة الفجر


داخل ٢٣ صندوق، وعبر رحلة استغرقت ستون عامًا، عادت 5000 قطعة أثرية إلى مكانها الأصلي في متحف الحضارة القومي، لتعرض ضمن سيناريو عرضه الفريد، بعد أن ظلت طوال هذه الفترة في مخازن الجامعة الأمريكية في القاهرة، وهو الأمر الذي يستدعي سؤالًا هامًا وهو ما الذي كانت تفعله هذه القطع هناك طوال هذه المدة. 

تعد مدينة الفسطاط أولى العواصم الإسلامية في مصر، وهي العاصمة التي اختصها عمرو بن العاص لتكون إقامه لجنوده، ومركزًا لحكمه، وظلت الفسطاط عامرة بأهلها على مر العصور من جيل إلى جيل حتى وقتنا الحالي، ويقول عاطف الدباح المدير الفني لمكتب الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار إن المنطقة التي اختارها عمرو بن العاص كانت مأهولة قبل ذلك، منذ العصر المصري القديم وتعاقبت عليها الثلاثة حقب أي المصري القديم واليوناني روماني ثم القبطي. 

وأشار الدباح، إلى أن الفسطاط ظلت عامرة بأهلها حتى نهايات العصر الفاطمي حيث تعرضت لحريق ضخم أدى لانهيار منازلها، فتحولت لأثرًا بعد عين، ثم بعد ذلك صارت تلك القطعة من الأرض مكانًا لمن يريد أن يتخلص من بقايا منزل متهدم أو غيره، فتكون بها عبر العصور أكوام هي عبارة عن الآلاف من القطع الأثرية.

وفي ستينيات القرن قامت البعثة المصرية الأمريكية بعمل حفائر ضخمة في منطقة الفسطاط برئاسة عالم الآثار جورج سكانلون، حيث عثرت على آلاف القطع الأثرية التي تنتمي لكل العصور، فمنها قطع ترجع للعصر المصري القديم ومنها للعصر الإسلامي ومنها قبطي ومنها يوناني روماني. 

وأشار إلى أن القانون في ذلك الوقت وهو قانون القسمة كان يسمح لبعثات الحفر الأجنبية فى مصر بالحصول على 50 % من نتاج الحفائر، واحتفظت الجامعة الأمريكية بالقاهرة في مخازنها بعدد كبير من تلك القطع، وقامت اليوم بإهداء المتحف القومي للحضارة بعدد 5000 قطعة اثرية من تلك القطع، وقد وافقت وزارة الآثار على قبول هذا الإهداء بعد موافقة مجلس إدارة المجلس الأعلى للآثار. 


وقال الدكتور أحمد الشربيني المشرف العام على متحف الحضارة المصرية، إن عدد القطع يبلغ حوالي ٥٠٠٠ قطعة تضم لوحات حجرية وأواني فخارية وأواني زجاجية، وأجزاء من تماثيل وتوابيت ترجع للعصر المصري القديم، والعصر اليوناني روماني، والفترة القبطية، والعصر الإسلامي.

ومن ناحيتها قالت إيناس جعفر نائب المشرف العام للمتحف للشؤون الأثرية، إنه تم تشكيل لجنة من مديري المخازن بالمتحف لإستلام تلك القطع وتصنيفها، تمهيدًا لتسجيلها وعرضها ضمن سيناريو العرض الخاص بالمتحف، مشيرة إلى أنه من أهم القطع التي تم حصرها حتى الوقت الحالي لوحة حجرية ترجع للعصر اليوناني الروماني، وشبابيك القلل من العصر الاسلامي، وشبابيك القلل هي قطع فخارية صغيرة تثبت في المنطقة بين فم وباطن القلة لتمنع أي شئ من السقوط في المياه كما تحول دون اندفاع المياه عند الشرب، وتمثل مشهدًا جماليًا لمن يشرب. 

وتمثل تلك القطع ثروة وكنز جديد لدارسي الآثار عبر العصور، حيث أن هذه القطع لم يتم دراستها أو نشرها من قبل وهو الأمر الذي سيساهم في إثراء الحركة العلمية الأثرية في مصر.