الزيارة الثامنة لـ"نيويورك".. قمة منتظرة بين "السيسي وترامب"

تقارير وحوارات

الرئيس السيسي وترامب
الرئيس السيسي وترامب


بعد أيام قليلة وللمرة الثانية يزور الرئيس عبد الفتاح السيسي نيويورك بالولايات المتحدة الأمريكية، بدعوة من نظيره الأمريكي دونالد ترامب، حيث تأتي الزيارة في إطار التشاور الاستراتيجي بين الجانبين، وتوطيد العلاقات ومناقشة المصالح المشتركة وتدعيمها.

 

 كما تأتى هذه الدعوة في ظل تصاعد الأحداث في المنطقة، وحدوث تطورات سلبية فيما يتعلق بالشأن العربي والفلسطيني، أشدها القرار الأمريكي بسيادة إسرائيل على مرتفعات الجولان السورية، وسبق هذا التطور قرار الرئيس الأمريكي بنقل سفارة بلاده إلى القدس باعتبارها عاصمة إسرائيل. 

 

وعلى مدار السنوات الماضية، تردد السيسي على الولايات المتحدة الأمريكية وتعددت زياراته لها، التقى خلالها عددًا كبيرا من المسئولين، وعقد الكثير من اللقاءات، لتوطيد العلاقات وتعزيز الجهود  لزيادة فرص السلام في المنطقة العربية والشرق الأوسط، وهو نحاول استعراضه في التقرير التالي.

 

فى سبتمبر 2014، كانت الزيارة الأولى للسيسى لأمريكا، والتى شارك خلالها بالدورة الـ69 للأمم المتحدة بنيويورك، وألقى خطابًا رسميًا، وعقد عددًا كبيرًا من اللقاءات، حرص خلالها على شرح حقيقة ما حدث فى مصر من تطورات.

 

 وفى سبتمبر 2015 كانت الزيارة الثانية له، وذلك للمشاركة فى الدورة الـ 70 للأمم المتحدة، كما شارك في "قمة اعتماد أجندة التنمية لما بعد 2015 ."و"قمة مكافحة تنظيم داعش والتطرف العنيف.

 

أما الزيارة الثالثة فكانت فى سبتمبر أيضًا ولكن فى عام 2016 للمشاركة في اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة الـ71، والتى كانت أول لقاء بينه وبين نظيره الأمريكى دونالد ترامب، الذى كان ما زال مرشحًا عن الحزب الجمهوري لرئاسة أمريكا، واستقبله وقتها السيسى فى مقر إقامته.

 

وفى أبريل 2017 كانت الزيارة الرابعة، والأولى رسميا للبيت الأبيض، عقب تولى دونالد ترامب رئاسة أمريكا، وعقد خلالها قمة "مصرية أمريكية" فى البيت الأبيض.

 

ثم جمع الزعيمين لقاء جديد، فى مايو 2017، وكان اللقاء الثالث بينهما، ولكن هذه المرة كانت بالرياض على هامش القمة الإسلامية التى استضافتها السعودية، حيث حرص السيسي ونظيره الأمريكى دونالد ترامب على عقد قمة مصغرة على هامش مشاركتهما في القمة الإسلامية الأمريكية فى العاصمة السعودية الرياض، والتقيا في جلسة مباحثات قصيرة في مركز الملك عبد العزيز.

 

وتجدد اللقاء مرة أخرى، فى سبتمبر 2017، فى نيويورك على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة فى دورتها رقم 72، وكانت الزيارة الخامسة للسيسي واللقاء الرابع بنظيره الأمريكي.

 

وفى سبتمبر 2018 كانت الزيارة السادسة، والقمة الخامسة بين الرئيسين السيسى وترامب على هامش أعمال الدورة 73 للجمعية العامة للأمم المتحدة.

 

وفي إبريل الماضي، التقى السيسي بدونالد ترامب في البيت الأبيض من أجل مناقشة بعض القضايا الهامة، المتعلقة بالشأن العربي وما يهدد المنطقة من مخاطر على يد الجماعات والتنظيمات. 

 

هذه الزيارة تأتي فى إطار سلسلة اللقاءات التى تجمع بين الرئيسين، بهدف تعزيز علاقات الشراكة التى تربط بين مصر والولايات المتحدة، بما يحقق المصالح الاستراتيجية للدولتين والشعبين، فضلاً عن مواصلة المشاورات الثنائية حول القضايا الإقليمية وتطوراتها، كما تكمن الحكمة وراء حرص السيسى على المشاركة فى الاجتماعات السنوية للجمعية العامة للأمم المتحدة، لأهمية حضور مصر على أعلى المستويات، كي تقدم للعالم رؤيتها بشأن كل قضايا منطقتها وقارتها والعالم، ولتحجز على مائدة "مجلس إدارة العالم" مقعدها اللائق بدورها ورسالتها وعراقة شعبها وحكمة سياستها.

 

بحسب ما يقوله الخبراء، فإن الدور المصري على هذه المائدة، قد تطور خلال السنوات الماضية التي شارك فيها الرئيس السيسي في هذا المحفل الدولى، ففى البداية كانت مصر في حاجة إلى أن يسمع العالم صوتها، لتشرح وتوضح مايدور فيها في السنوات الأخيرة، واتجاهاتها الراهنة، وموقفها من القضايا المعقدة من حولها فى الشرق الأوسط وأفريقيا، وتدريجياً تغير هذا الوضع لنصل اليوم إلى اهتمام العالم وحرصه على أن ينصت لمصر، ويستنير برؤيتها، ويستمع إلى تجربتها الناجحة في تحقيق الاستقرار، والإصلاح الاقتصادى الشامل في سنوات محدودة.

 

.