"أقمار صناعية واستشعار عن بعد".. تعرف على أنشطة الهيئة القومية لعلوم الفضاء

تقارير وحوارات

بوابة الفجر


أعلن الدكتور محمد زهران، رئیس الهیئة القومیة للاستشعار من البعد وعلوم الفضاء، إطلاق مصر قمرها الصناعي الثاني "نارسكيوب-1" من نوع كیوب سات من الیابان لمحطة الفضاء الدولیة، على أن يتم وضع القمر  في مداره في نوفمبر القادم، فيما يرجع الجهد في ذلك إلى العقول المصرية التي عملت عليه، بداية من تصميمه مرورًا ببرمجته واختباره وإنتهاءًا بتصنيعه، ما يجعله مصريًا 100%.

 

وكانت هيئة الاستشعار عن بعد قد نجحت قبل ذلك في إطلاق صاروخ، من قاعدة فلوريدا الأمريكية، وعلى متنه كبسولة فضاء، بهدف تعزيز قدرت البرنامج الفضائي الوطني، وامتلاك تقنيات متقدمة، تتيح لمصر تنفيذ مهام فضائية تسهم في تحقيق أهداف التنمية المستدامة.

 

مواصفات القمر الصناعي الثاني

 

يحتوي القمر "نارسكيوب 1" یحتوي على تقنیة تصویر أحدث نسبیا من القمر الأول "نارسكيوب-2"، كما يوجد به قدرات تخزین عالیة، فيما تم تنفیذ عملیات اختبارات التأهیل الفضائي ومراجعة الأمان بجامعة كیتاكیوشو بالیابان، من خلال اتفاقیة خاصة بإطلاق الأقمار الصناعیة البحثیة.

 

إطلاق هذا القمر یأتي في إطار برنامج التحالف القومي للمعرفة والتكنولوجیا في مجال الفضاء، والممول من أكادیمیة البحث العلمي والتكنولوجیا، والذي يتضمن إطلاق 3 أقمار صناعية من نوع "كیوب سات"، تم تصميمها وتنفيذها بالكامل دون الاستعانة بأیة خبرات أجنبیة، لتطویر تكنولوجیا صناعة الفضاء المحلیة، كما تم إطلاق القمر الأول منهم "كیوب سات 1" في شهر یولیو الماضي من الولايات المتحدة الأمريكية، وتم التقاط الإشارات منه في محطة التحكم بالقاهرة.

 

كما تستعد الهيئة لإطلاق القمر الثالث "نارسكيوب 3"، حيث يوجد القمر الأخیر في المرحلة الأولى من مشروع التحالف، وسيتم الانتهاء منه خلال 6 أشهر ويجرى بعدها إجراء عملیات الاختبارات الفضائیة والتأهیل الفضائي ومراجعة الأمان؛ استعدادًا للإطلاق خلال الربع الثالث من عام 2020.

 

خطوات ثابتة نحو الفضاء

 

برنامج التحالف القومي للمعرفة والتكنولوجیا في مجال الفضاء بدأ في یولیو عام 2017 بمشاركة ١٠ جهات بحثیة وصناعیة محلیة، ویستهدف تنفیذ وإطلاق مجموعة من الأقمار الصناعیة مصریة الصنع، بالتعاون بین الجهات المختلفة بالدولة، موضحا قیام فریق العمل بالهیئة، بتصمیم وتجمیع واختبار هذه الأقمار الصناعية بمعامل الهیئة.

 

 الدكتور محمد زهران، رئيس هيئة الاستشعار عن بعد، أن مصر تخطو بخطوات غیر مسبوقة في مجال تكنولوجیا الفضاء وتقنیات الاستشعار من البعد بدعم قوي من ريس الجمهورية، إیمانًا منه بأهمیة علوم الفضاء في تحقیق التنمیة المستدامة للدولة المصریة، كما أنه جاري العمل على قدم وساق فى المدینة الفضائیة بالقاهرة الجدیدة حیث من المقرر الانتهاء من مشروع مركز تجمیع واختبار الأقمار الصناعیة في مایو 2020.

 

وكشف زهران الستار عن مشاريع جديدة، تشرع الهيئة في أطلاقها بالتعاون مع الجانب الألماني، حيث يوجد أقمار صناعية متوسطة الحجم يبلغ وزنها من 50 إلى 70 كجم، وتدعم أغراض البحث العلمي ومشروعات التنمية.

 

في الوقت ذاته تشارك مصر في مبادرة التحالف العربي لإنشاء قمر صناعي لخدمة أغراض التنمیة بالدول العربیة، استنادًا إلى المبادرة التي تقدمت بها دولة الإمارات في مؤتمر القمة العربیة، التي عقدت فى تونس في مارس الماضي، بهدف تأسیس "المجموعة العربیة للتعاون الفضائي"، وتخصیص مشروع قمر صناعى عربي 813، یعمل علیه العلماء العرب كأول مبادرة تعاون في نطاق المجموعة العربیة للتعاون الفضائي بمشاركة 11 دولة عربیة من بینها مصر.

 

مشروعات على قارعة الطريق

 

تقوم الهيئة بالعديد من المشروعات التنمویة في الوقت الحالي، منها مشروع إنشاء العاصمة الإداریة، حیث تمت الاستعانة بخبرات كوادر الهیئة واستخدام تقنیات الاستشعار من البعد ونظم المعلومات الجغرافیة قبل البدء فى تنفیذ المشروع، كما یجري استخدام تلك التكنولوحیا واستخدام الأجهزة الحدیثة لبناء نظام معلوماتي متكامل لتنمية ومتابعة البحیرات المصریة، ویتم فيها استخدام تطبیقات الاستشعار عن بعد، وذلك في تقنین الأراضي ومراقبة واكتشاف التغیرات الزمنیة للمحافظات المصریة، وإعداد الخرائط الجیولوجیة لدعم اتخاذ القرارات، وتحديد أنسب المواقع لإنشاء محطات الكهرباء من الطاقة الجدیدة والمتجددة إلى جانب متابعة وتوثیق المواقع الأثریة والسیاحیة.

 

كما تقوم الهیئة بتنفیذ مشروع تعلیمي لأطفال المدارس للتوعیة بعلوم الفضاء وتقنیات الاستشعار من البعد بطریقة مبسطة من خلال زیارة عدد من باحثي الهیئة للمدارس، وتقدیم شرح مبسط باستخدام وسائل تعلیمیة حدیثة عن الفضاء ودور رائد الفضاء وأهمية الأقمار الصناعیة وكیفیة تصنیعها إلى جانب مشاركة الهیئة في مبادرة "جامعة الطفل" التي تنفذها أكادیمیة البحث العلمي والتكنولوجي.

 

أما طلاب الجامعات فهناك مشروعات خاصة بتكنولوجیا الفضاء قبل التخرج تكون تحت إشراف علماء الهیئة، حيث إن مشروع القمر الصناعي التعلیمي للجامعات وهو الأول من نوعه بمجهود طلاب الجامعات المصریة من خلال مشروعات تخرجهم وبدعم فني ومالي من خبراء برنامج الفضاء المصري، الأمر الذي یساهم في تخریج جیل جدید من المهندسین المصریین یجمع ما بین الخبرة التقنیة مع الأخذ في الاعتبار المتطلبات الصارمة لتصمیم وتصنیع المكونات الفضائیة، مما يحقق الریادة المصریة بمجال الفضاء على المستوى العربي والأفريقي.