قيس سعيد.. القانوني الذي زلزل الانتخابات التونسية

عربي ودولي

المرشح الرئاسي التونسي
المرشح الرئاسي التونسي قيس سعيد

 

يمتلك العديد من الألقاب، والكثير من المواهب الذاتية، فمن ألقابه بـ"الروبوكوب" أو الرجل الآلي، إلى شهرته الكبيرة بلباقته، ولغته المنمقة، فضلًا عن اتقانه للغة العربية، مما مكنه من جمع 7000 تزكية في ولاية القصرين وحدها في ظرف 48 ساعة، ولم لا وهو ذو لسان قوي في لغته وبيانه، إذ لا يتكلم في حواراته الإعلامية إلا العربية الفصحى.

الروبوكوب

أستاذ القانون الدستوري المرشّح للانتخابات الرئاسيّة لقّب بـ"الروبوكوب" أو الرجل الآلي، حيث أنه اشتهر بلباقته، وبلهجة الرصينة ولغته المنمقة، وإتقانه للغة العربية ومداخلاته الأكاديمية المميزة للفصل في الإشكاليات القانونية المتعلقة بكتابة الدستور التونسي بعد الثورة.

مراقبون: سيهمش ويقصي من الانتخابات

قُبل العديد من التونسيين، نبأ ترشح "سعيد" للانتخابات الرئاسية بسخرية، حيث توقع عدد من المراقبون، أنه سيهمش ويقصى من السباق، فهو لم يظهر في تجمّعات شعبية كبيرة، ولا يملك حزبا أو جهة سياسية تدعمه ولا رصيدا سياسيا قويا يجعله قادراً على مواجهة أسماء بارزة في المشهد السياسي ومرشحين مدعومين سياسياً ومادياً وإعلامياً.

"سعيد": هؤلاء هم من ساندوني في حملتي الانتخابية

وأعلن المرشح التونسي، بأنه حملته اعتمدت على زيارات أجراها في الأسواق والمقاهي والأحياء الشعبيّة ولم تعلق له لافتات كبرى تحمل صورته في الشوارع، قائلًا: "أنا مرشح مستقل ولا أمثل أي حزب"، حيث لم يقم بأي اجتماع حزبي، رافضًا لكل أنواع الدعم سوي أن سانده مجموعة من طلبته والشباب المتطوعين.

عهد الأحزاب "ولى"

وبرر المرشح، عدم دعمه حزبيًا، إلي أن عهد الأحزاب ولى، مؤكدًا بأن السلطة ستكون بيد الشعب، الذي يقرر مصيره ويسطر خياراته، حيث أطلق علي هذا التوجه بـ"الانتقال الثوري الجديد".

7000 تزكية في 24 ساعة

أعلن الإعلامي التونسي محمد اليوسفي، أن "سعيد"، تمكن من جمع 7000 تزكية مواطنية بولاية القصرين فقط خلال 48 ساعة، حيث أنه على المرشح للانتخابات أن يتمكن من جمع 10000 تزكية مواطنية أو تزكية 10 نواب للترشح للانتخابات الرئاسية.

استطلاع رأي: قيس بالمركز الأول

لفت مركز "سيجما كونساي" لاستطلاع الآراء، إلي أن "سعيد" حصل على المركز الأول في ترتيب المرشحين يليه "القروي"، فيما جاء مرشح حركة النهضة عبدالفتاح مورو ثالثا وخلفه وزير الدفاع السابق عبدالكريم الزبيدي ورئيس الحكومة السابق يوسف الشاهد.

لا أبيع الوهم للشعب.. وبرنامجي صريحًا

تحت شعار "الشعب يريد" أطلق المرشح الرئاسي، حملته الانتخابية، ورفع شعارات انتخابية مع أنصاره ومؤيديه، قائلًا: "لستُ فى حملة انتخابية لبيع أوهام والتزامات لن أحققها، والوضع يقتضى إعادة بناءٍ سياسى وإدارى جديد"، حيث اعتمد علي إعطاء دور محورى للجهات وتوزيع السُلطة على السلطات المحلية عبر تعديل الدستور، معتمدًا علي دعايته الانتخابية فى زيارات المواطنين مباشرة فى الأحياء الشعبية والأسواق، وسماع مشكلاتهم والعمل على تحقيق مطالبهم.

فصيح اللسان

وردد اسم "سعيد" عقب الثورة، حيث عرفه التونسيون عبر مداخلاته الإعلامية كخبير في القانون الدستوري، واقتنع به فئة كبيرة من الشباب بصفة خاصة، بفصاحة لسانه والتزامه بالحديث باللغة العربية الفصحى في المجالس الرسمية والعامة. 

الرجل الآلي يتصدر نتائج التصويت

وتصدر المرشح المستقلّ قيس سعيد، نتائج التصويت بالجولة الأولي بنسبة 18.9%، بعد فرز 39% من الأصوات، ويليه المرشح السجين نبيل القروي بنسبة 15%، ثم مرشح حركة النهضة عبد الفتاح مورو بنسبة 13.1%، وخلفه وزير الدفاع المستقيل عبد الكريم الزبيدي بنسبة 9.9% ثم رئيس الحكومة المتخلي يوسف الشاهد بنسبة بلغت 7.2%.

زلزال سياسي

كما وصف مراقبون، نتيجة استطلاع الرأي في تونس بـ"الزلزال السياسي"، الذي ضرب في مقتل المنظومة الحزبية الحاكمة، بعد أن مني كل من رئيس البرلمان بالنيابة ومرشح النهضة عبد الفتاح مورو، ورئيس الحكومة يوسف الشاهد، ووزير الدفاع عبد الكريم الزبيدي؛ بهزيمة مدوية.

ضمن أبرز الأسماء بالمجال القانوني

ويعد قيس سعيد "61 سنة"، من أهم الأسماء البارزة بالمجال القانوني والدستوري في تونس، وحصل على شهادة الدراسات المعمقة في القانون الدولي العام من كلية الحقوق والعلوم السياسية سنة 1985، وعلى دبلوم الأكاديمية الدولية للقانون الدستوري سنة 1986، ودبلوم المعهد الدولي للقانون الإنساني بإيطاليا سنة 2001.

كما درس العديد من الجامعات التونسية وأدار قسم القانون العام بكلية الحقوق في سوسة بين 1994 و1999، وكان ضمن فريق الخبراء للأمانة العامة لجامعة الدول العربية، الذي أعدّ ميثاق الجامعة العربية، كما كانت له مساهمة في إعداد الدستور التونسي الجديد.

وبدأ المرشح الرئاسي، حياته المهنية كمدرس بكلية الحقوق والعلوم الاقتصادية والسياسية بسوسة سنة 1986، وانتقل للتدريس بكلية العلوم القانونية والسياسية والاجتماعية بتونس سنة 1999.

هذا وتكشف هيئة الانتخابات الرئاسية في تونس، اليوم الاثنين، عن النتائج الرسمية للدور الأول من الانتخابات السابقة لأوانها، في حين ينتظر أن يجري الدور الثاني في مدة أقصاها 13 أكتوبر المقبل، حسب ما أعلنه سابقا رئيس هيئة الانتخابات نبيل بوفون.
وتعد هذه الانتخابات الرئاسية هي الثانية منذ انتفاضة 2011، التي أطاحت بالرئيس التونسي الأسبق زين العابدين بن علي، وكانت بمثابة شرارة لما يُعرف بالربيع العربي.