ندوة "أبو العلاء المعري، شاعراً وفيلسوفاً" ضمن فاعليات معرض الكتاب الدولي

الفجر الفني

معرض الكتاب الدولي
معرض الكتاب الدولي


أقيم اليوم في مكتبة الأسد الوطنية في دمشق، وضمن الفعاليات المرافقة لمعرض الكتاب الدولي في دورته الحادية والثلاثين ندوة حملت عنوان "أبو العلاء المعري، شاعراً وفيلسوفاً" تحدث فيها كل من: د. جهاد بكفلوني، ود. محمد قاسم، وأدارها أ. سمير عدنان المطرود. 

وفي تصريحه للصحفيين رأى الأستاذ سمير عدنان المطرود أن أبا العلاء المعري هو شاعر إشكالي، وفيلسوف كبير، ظلمه الكثير من النقاد سواء القدماء منهم أم المعاصرون، كما اهتم به العديد من علماء العالم، وأغفله البعض، موضحاً أن اختيار إدارة معرض مكتبة الأسد اسم أبي العلاء المعري ليكون شخصية المعرض في دورته الحالية إنما جاء كي يعيد لأبي العلاء البعض من الحق المسلوب منه، خاصة أنه من أصحاب تيار (إمامة العقل)، أي بمعنى آخر، هو صاحب التفكير باتجاه الحياة الحقيقية، وهو يدعو إلى النور بخلاف أولئك الظلاميين الذين حاولوا جذ عنق تمثاله.

من جهته د. جهاد بكفلوني والذي عنون مداخلته في هذه الندوة بـ (أبو العلاء المعري شاعر العصور كلها) فقد أوضح أنما جاء اختياره لهذا العنوان لأن أبا العلاء المعري هو الشاعر الوحيد الذي يتعامل مع بعدي الزمان والمكان في القصيدة. فالشاعر عادة – حسب تعبير بكفلوني – حينما يلح على بعد واحد تصبح القصيدة آنية، بمعنى أنها تعيش فترة قصيرة من الزمن ثم تنسى، على العكس من أبي العلاء الذي كان لا ينتقد الظواهر المرضية في عصره كظواهر آنية ، بل كظاهرة يمكن أن تظهر في العصور المتتالية، وعليه فإن أبا العلاء كان دائماً يسبق زمانه ومكانه.

أما د. محمد قاسم الذي حملت مداخلته في هذه الندوة عنوان (مقيدات مختلفة الفنون تفرد بها أبو العلاء) فقد بيّن أن ما يعرفه الناس عن شخصية أبي العلاء هو نبوغه في العلم والفلسفة، غير أن لأبي العلاء أبواباً أخرى نبغ فيها فقد كان له اجتهاد في باب اللغة، واطلاع واسع على تاريخ الأمم السابقة، كما أنه نثر الكثير من المعارف التي تميز بها من سائر المصادر العربية، وعليه فإن المحور الذي تناوله د. قاسم في هذه الندوة عمل خلاله على تقييد الأشياء التي أداه البحث إلى أن هذا الرجل قد تفرد بها، وهي لم تذكر في المصادر العربية الأخرى.