ألكاسير من مقاعد برشلونة إلى "هداف" بروسيا دورتموند

الفجر الرياضي

باكو ألكاسير لاعب
باكو ألكاسير لاعب بروسيا دورتموند


استطاع المهاجم الدولي الإسباني باكو ألكاسير أن يتحول من بديل على مقاعد الاحتياط مع فريقه السابق برشلونة الإسباني إلى "مهاجم هداف" مع بروسيا دورتموند الألماني.

ويقول ألكاسير صاحب ألـ (26 عاماً) عن اللقاء المرتقب "إنها مباراة خاصة"، مضيفاً: "أنا سعيد للعب أمام فريقي السابق، وهذا يمننحي الرغبة باللعب بشكل أفضل".

وبعد وصوله إلى دورتموند قادماً من برشلونة عام 2018، تحول المهاجم الإسباني إلى أحد أفضل اللاعبين في الـ"بوندسليغا" خلال بداياته، فسجل في الموسم المنصرم 11 هدفاً خلال المباريات السبع الأولى في مختلف المسابقات، وأعاد الكرّة هذا الموسم إذ سجل على الأقل مرة واحدة خلال المباريات التي خاضها مع "الأصفر والأسود" (5 أهداف في 4 مباريات) والمنتخب الإسباني.

لم يقتصر تألق ألكاسير داخل الملاعب الألمانية، فسجل بقميص "لا روخا" الأسبوع الماضي 3 أهداف توزعت أمام رومانيا 2-1 (هدف) وجزر فارو 4-0 (هدفان) ضمن تصفيات كأس أوروبا 2020.

وأثنى مدرب المنتخب الإسباني روبرت مورينو على مهاجمه بالقول: "شرف لنا أن يكون متواجداً معنا".

ويحتفل ألكاسير بعد كل هدف على طريقته الخاصة، فيرفع ذراعيه ويمد أصبعه وهو ينظر إلى السماء، تحية إلى روح والده فرانسيسكو الذي رحل عن 44 عاماً بعد تعرضه لنوبة قلبية وهو يهم بمغادرة الملعب بعدما شاهد ابنه البالغ 17 عاماً يخوض مباراته الثانية مع الفريق الأول لفالنسيا.

وتألقه في ملعب ميستايا وتعامل فالنسيا معه كنجم من الطراز الرفيع، لم يمنع ألكاسير من الرحيل عن فريق "الخفافيش"، فالتحق ببرشلونة في سن الـ23 عاماً، لكن تبين لاحقاً عدم صوابية قراره إذ لم يتمكن من فرض نفسه بسبب نجومية الثلاثي الأرجنتيني ليونيل ميسي والأوروغوياني لويس سواريز والبرازيلي نيمار، فخاض فتات المباريات خلال عامين.

وعانى ألكاسير الأمرين إن كان في كاتالونيا أم مع المنتخب الوطني، وبرغم بداياته الواعدة بقميص بلاده موسم 2014-2015، إلا أنه لم يحظَ بفرصة لخوض كأس أوروبا 2016 في فرنسا، كما غاب عن مونديال روسيا 2018.

يؤكد هذا المهاجم الواضح والواقعي "لست نادماً على شيء"، مضيفاً: "اللعب مع برشلونة أكسبني خبرة كبيرة وفرصة لتعلم الكثير في كرة القدم، أنا شاب ومقتنع بأن كل ما يحدث لي بإمكانه أن يساعدني، في الحالات الجيدة والمواقف السيئة".

منذ أغسطس الماضي يراكم ألكاسير الأهداف مع دورتموند، هو يشرح تطور مستواه "أشعر بثقة كبيرة، وأتفاهم بشكل جيد مع زملائي وهي ميزة إضافية في الملعب"، قبل أن يضيف: "الثقة أمر بالغ الأهمية، في حال فقدتها، تصبح لاعباً آخر".

وبالفعل، منح دورتموند كامل الثقة لمهاجمه الإسباني بقراره هذا الموسم تفعيل بند شرائه نهائياً مقابل 23 مليون يورو، بعدما تعاقد معه لمدة عام على سبيل الإعارة من برشلونة (2018-2019).

وتألق ألكاسير كان محط تقدير مدربه في دورتموند السويسري لوسيان فافر الذي يقول عنه "إنه يشعر بكرة القدم".
أما بالنسبة لزميله الحارس السويسري رومان بوركي، فألكاسير "متواجد دائماً حيث يجب أن يكون المهاجم".

ويرى المهاجم الإسباني الدولي السابق فرناندو توريس بطل مونديال 2010، أن ألكاسير "ظاهرة على طريقته الخاصة، قد لا يكون الأقوى تقنياً أو الأسرع أو الأقوى، لكنه يسجل دائماً الأهداف".

خارج الملعب، تعلم ألكاسير قيم العمل والتواضع من والده الذي كان يعمل في قطف البرتقال، ما يجعل هذا الأب الشاب لطفلته مارتينا البالغة عامين، متعلقاً بعائلته ويبتعد عن حياة السهر واللهو.

العام الماضي، اعتبرت صحيفة ماركا المدريدية أن مغادرة ألكاسير لبرشلونة يمكن "أن تتحول إلى خطأ تاريخي".. ربما ستثبت المواجهتان في دور المجموعات بين دورتموند وبرشلونة صحة هذا التحليل.