"حروب الجيل الخامس".. الخطر الدائم على الدول العربية

تقارير وحوارات

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية


تطور مفهوم الصراعات البشرية اليوم، وأصبح هناك حروب تندرج تحت مسمى "حروب الجيل الخامس، حيث تعتمد في الأساس على خلق تناقضات ما بين الدولة والمجتمع، باستغلال كافة الوسائل، لإحداث الخلل في العلاقة بينهما، فيقول الخبراء إن حرب الجيل الخامس تعتمد في إستراتيجيتها على احتلال العقول لا الأرض، ثم سيتكفل المحتل بالباقي، فهو يرتكز على سياسة العنف غير المسلح، مستغلًا جماعات وعصابات التهريب المنظمة، والتنظيمات الصغيرة المدربة، من أجل صنع حروب داخلية تتنوع ما بين اقتصادية وسياسية واجتماعية للدولة المستهدفة، وذلك لاستنزافها عن طريق جرها إلى صراعات داخلية، بالتوازي مع مواجهة التهديدات الخارجية العنيفة.

العديد من الدول العربية تعرضت إلى تلك النوعية من الحروب، والتي ساهمت في تغيير أوضاعها، وتخطبها في أزمات عديدة، نحاول استعراضها، والوقوف على تفاصيل حربها الدائرة مع الجيل الخامس.

مصر 
بالرغم من ظهور مصطلح حروب الجيل الخامس فى الغرب منذ بداية القرن الواحد والعشرين، فإنه لم يتم تداوله فى مصر ولم يبرز بشكل كبير إلا خلال السنوات التى تلت قيام الثورة، الأمر الذي يؤكد احتمالية سعي عدد من الدول إلى استخدام مواقع التواصل الاجتماعي، لنشر أخبار كاذبة عن مصر.

وفي يوليو الماضي ذكر الرئيس عبدالفتاح السيسي هذا المصطلح، أثناء الكلمة التي ألقاها في زيارته لسيناء، حيث أكد على أن مصر تتعرض الآن لما يسمى بحروب الجيل الخامس، والتى تستهدف هز إرادة المصريين، وزعزعة الاستقرار، وأن هذه الحروب تُستخدم فيها وسائل الاتصال والمعلومات؛ لترويج معلومات مغلوطة، وتقديم صورة غير حقيقية عن مصر.

العراق
تعتبر العراق من أكثر الدول التي تأثرت بتلك النوعية من الحروب، بداية من الغزو الأمريكي الذي استهدفها عام 2003، وانتهاءًا بتمزيقها على يد التنظيمات والتكتلات، والتي نجحت في احتلال أجزاء كبيرة منها دون مقاومة، بسبب حالة الفوضى التي عمت البلاد، بعد ترويج الكثير من الإشاعات والأكاذيب بها، كذلك اللعب على أثارة الفتنة بين الطوائف الإسلامية هناك، وكذلك الصراعات الأهلية.

كما أثبتت العراق أن الغزو الثقافي لها كان أصعب من الغزو العسكري، حيث لم تتمكن الولايات المتحدة الأمريكية من احتلالها، إلا بعد القبض على الرئيس صدام حسين، وتعمد إظهاره بشكل مهين، حيث ينتج عن ذلك تصدير صورة أن المقاومة لم يعد لها معنى أو جدوى.

سوريا
طالت حروب الجيل الخامس سوريا أيضًا، حيث تم الاعتماد على تقارير مضللة تدعم من الباطن جماعات مسلحة وأقليات عرقية لاستهداف الدول والأنظمة الحاكمة، فعرفت طريقها مبكرًا إلى الملعب السورى، حيث شهدت سوريا خلال السنوات الأخيرة "حرب المعلومة" بعدما استخدمت بعض الدول الغربية عددًا من الوسائل الإعلام لتضليل ما يجرى فى سوريا، إضافة لدعم وتمويل منظمات غير حكومية، لبث تقارير مضللة وشائعات عما يجرى فى الأراضى السورية.

وبدأت بعض الدول الغربية، وفى مقدمتها الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبى بالاستناد على تقارير إعلامية غير مؤكدة، للتدخل عسكريًا فى الِشأن الداخلى السورى وتصفية حسابات إقليمية ودولية مع روسيا على الأراضي السورية.

فيما شهدت بلدة خان شيخون الواقعة فى إدلب هجومًا بالأسلحة الكيماوية وسط تقارير إعلامية تتحدث عن استخدام غاز السارين السام فى الهجوم، وتضاربت الأنباء حول الجهة المتورطة فى الهجوم الذى راح ضحيته 100 مواطن سورى وإصابة ما يقرب من 400 آخرين، ولم تنتظر الولايات المتحدة التأكد من صحة التقارير الواردة على لسان "الخوذ البيضاء"، حيث حملت الحكومة السورية مسؤولية الهجوم، واستهدفت واشنطن مطار الشعيرات العسكرى فى حمص بـ 59 صاروخًا أمريكى من طراز توماهوك.

تونس
ساهمت حروب الجيل الخامس في إسقاط نظام" زين العابدين" في تونس، لتأتي  بعده "حركة النهضة"، وهي الحركة التاريخية التي تمثل التيار الإسلامي، حيث تأسست عام 1972 وأُعلنت رسميًا عام 1981، وتعتبر من أهم القوى السياسية في تونس، وبحسب بعض النشطاء السياسيين فإنها تقوم على بسط نفوذها، واتباع سياسة تكميم الأفواه، وأن تملك صلاحيات فرض الأمور، وأن تكون مركزية الحكم من خلالها.