د.حماد عبدالله يكتب: المعايير الخاطئة فى إختيار المسئولين !!

مقالات الرأي

د.حماد عبدالله -
د.حماد عبدالله - أرشيفية


لا يمكن أن يكون لدينا رصيد من التجارب التراكمية  ونهملها ونسعى لإجراء تجربة جديدة فى مجال سبقتنا إليه كل دول العالم وكل المجتمعات التى تقدمت علينا سواء فى مجال العلم أو التعليم أو الإدارة أو حتى فى مجال الرياضة والألعاب فى ساحات المدارس والجامعات !! 

إن تراكم التجارب هو رصيد للأمة لا يجب أبداً تجاهله ولا يمكن أبداً أن تتعامل معه على أنه (رجس من عمل الشيطان ) لأن التجربة غير مقيدة بأسمائنا وأسماء والدينا رحمهما الله !!

وإذا جاز هذا التصرف بين أفراد الأسرة أو أولاد الأشقاء وأولاد العم – فلا يجوز أبداً إجرائها فى الوطن وفيما يخص الشعب صاحب الحق الوحيد فى التراكم العلمى والإقتصادى والإجتماعى !! إن تراكم التجارب هى أصل من أصول هذا الوطن يجب التمسك به وتنقيته من الشوائب وإعلاء القيمة المضافة فيه !!
إن تجاربنا فى الزراعة والصناعة يجب أن تكون نبراس لحياتنا المعاصرة وأن نتعلم من أخطائنا ولعلنا ونحن نواجه أزمة عالمية فى توفير الغذاء والطاقة وتجربتنا بأن نزرع محاصيل ذات قيمة سعرية عالية مثل الكنتالوب والفواكه والخضراوات لكى نشترى بناتج بيعها محاصيل أقل سعراً فى العالم مثل القمح والذرة والشعير والعدس والفول هذه النظرية قد إضمحلت ، وقد إنتهت جدواها الإقتصادية حيث تحول العالم الأول من مستورد للطاقة النمطية ( بترول وغاز) إلى منتج للطاقة الحيوية بإستخدام المحاصيل الزراعية فى إستخراجها ورغم عدم إنسانية هذا الإتجاه إلا أن أكبر الدول فى العالم قوة وإقتصاد متمسكين بهذا الإتجاه و لعل ما ظهر فى مؤتمر (الفاو) فى روما الإسبوع الماضى والذى حضره أكثر من أربعين رئيس دولة قد أظهرت إجتماعات تلك المنظمة بأن لا سبيل أمامنا كإحدى الدول المستوردة للغذاء إلا طريق واحد وهو الإعتماد على الذات فى إنتاج إحتياجاتنا وهنا لابد من الرجوع إلى الخبرات التراكمية المصرية فى الزراعة ولابد من تحسين سبل الرى والترشيد فى المياه وتحويل أراضينا إلى صوامع غلال الأمة المصرية وليست الأمة الرومانية كما كان فى العصور الوسطى !!
لابد من إستخدام تجاربنا وتراكمها فى الطاقة وترشيد إستهلاكنا ولعلنا نتذكر أوربا إبان حرب 73 حينما أوقفوا سير السيارات لمدة يومين فى الإسبوع والعودة لركوب الخيل ، والبهائم والعجل بغير محركات – حتى يوفروا فى إستنفاذ الطاقة (بنزين ومحروقات) ! 
لابد من العودة إلى خبراتنا المتراكمة حتى ننجو مما هو قادم (أعوذ بالله) !!
وهذا بأيدينا وتحت إمرتنا فالأرض موجودة والمياه جارية أمامنا والأبار متفجرة (غرب الموهوب ، وأبو منقار بالواحات الداخلة ) والشمس ساطعة والبنية الأساسية متاحة (شرق العوينات توشكى حول بحيرة السد العالى وشمال سيناء) إذن ما هى حجة المصريين ؟؟