مراقبون يُجيبون.. هل يوجد خبراء تابعين لحزب الله في اليمن؟

تقارير وحوارات

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية


تتمادى دولة إيران في التدخل في الشأن اليمني، وذلك عبر دعمها لمليشيا الحوثي الانقلابية، الذي أطال أمد الحرب في اليمن، فالطرف الحوثي لا يملك قراره، فلا يخفى على أحد ما بذلته مليشيا الحوثي لعرقلة كل فرص السلام، التي أتيحت من أجل التوصل إلى حل سياسي في اليمن، منذ بداية الأزمة حتى اتفاق استوكهولم في ديسمبر الماضي، حيث تسعى هذه المليشيا بتوجيه إيراني لإطالة أمد الحرب، وهما المستفيدان دون غيرهم من ذلك.

وحول هذا الأمر قال الباحث والمحلل سياسي والعسكري اليمني العميد الركن ثابت حسين صالح لــ "الفجر" منذ الحرب مع العراق فإن ايران لا تخوض حروب مباشرة ، بل تعتمد على أذرعها في المنطقة الذين يخوضون الحرب بالوكالة عن إيران، مثل قيام حزب الله في لبنان وحركة الحوثيين في اليمن وسقوط نظام صدام حسين بداية هذا العهد الإيراني الغارق في التآمر والتخريب والتدخل في الشؤون العربية.

وأضاف أن الجهد الإيراني يتركز حاليًا باتجاه زعزعة أمن واستقرار دول الخليج وخاصة السعودية مستخدمة أذرعها المخلصة وأدواتها الطيعة في اليمن ولبنان والعراق، مشددًا على أنه لا يستبعد أن تكون الهجمات الأخيرة على أرامكو السعودية قد انطلقت من أراضي العراق، متابعًا: "شخصيًا لست على قناعة تامة أن الحوثيين  أو على الأقل لوحدهم من نفذ الهجوم على منشئات تابعة لشركة أرامكو النفطية السعودية في محافظة بقيق وهجرة خريص".

وأشار إلى أن مثل هذا الهجوم يحتاج إلى تقنيات أقوى وأحدث مما يمتلكه الحوثيون وخصائص قتالية وفنية عالية في السلاح المستخدم وكفاءة استخباراتية ماهرة ومتميزة. وكشف بأن إيران هي صاحب المصلحة الحقيقية الأولى فيما حصل، فهي تحاول جاهدة لفت أنظار المجتمع الدولي ولو بتصرفات طائشة انتحارية لإعادة النظر أو تخفيف الحصار الاقتصادي المفروض عليها من قبل الولايات المتحدة الأمريكية والذي يصيب عصب اقتصادها في مقتل.

وواصل: "بالمحصلة النهائية هذه الاعتداءات تقوض كل جهود السلام والاستقرار في المنطقة وتزيد من حملة التضامن مع السعودية ودول الخليج وترفع من فاتورة الثمن الذي ستدفعه إيران كدولة تعمل على زعزعة الأمن والاستقرار في المنطقة ونشر الفوضى ودعم الإرهاب".

ومن جانبه قال الناطق باسم قيادة المنطقة العسكرية الثانية بالجيش الوطني هشام الجابري لــ "الفجر" إن إيران مصدر العداء، وهي من تمول أعمال الإرهاب الحوثي أحد فروعها الارهابية، مشددًا على أن إيران تثبت حقدها على الإسلام والعروبة عبر تلك الجماعات التي تستخدمها لتنفيذ ما تريد وهو الإضرار بالأمن القومي العربي واستهداف الاستقرار، منوهًا إلى أن استهداف الأماكن الحيوية في أرض الحرمين  يعتبر عملاً خطط له بايدي ايرانية.

وأكد أن إيران لم تقدم لحلفائها من المليشيات في العراق ولبنان واليمن إلا زرع العداء داخل أوطانهم، تلك الجماعات تستلم دعما من إيران بالسلاح لخلق الفوضى والدمار في بلدانهم.

وكانت تقارير إعلامية كشفت عن تورط ميليشيا حزب الله اللبناني، بتسليح مليشيا الحوثي الإنقلابية، بالتنسيق مع إيران الداعم الرئيسي للطرفين.

وبحسب التقارير، فإن الصواريخ وطائرات الدرون التي تستخدمها ميليشيا الحوثي الإنقلابية لم تكن موجودة في الترسانة العسكرية لوزارة الدفاع والتي سطت عليها الميليشيات عقب إجتياحها للعاصمة صنعاء في 21 سبتمبر 2014، مشيرة إلى أن دعم حزب الله للميليشيات هو في الأصل دعم إيراني ولكن بشكل غير مباشر .

وفي وقت سابق، قال وكيل وزارة حقوق الإنسان نبيل عبدالحفيظ، إن حزب الله اللبناني يقوم بتمويل مليشيا الانقلاب ماديا وعسكريا والإعداد المتقدم لاستمرار الحرب، مؤكداً أنهم يطورون محركات صواريخ تستهدف أماكن بعيدة، موضحاً أن ممارسات الحوثيين انعكست سلبا على الجانبين الإغاثي والإنساني.

وكشف مراقبون أن هناك تنسيق وتعاون بين حزب الله اللبناني والمليشيا الحوثية وتحتاج المليشيا الحوثية لخبرات الحزب في حرب العصابات وتهريب الأسلحة وإعادة تركيب المفكّك منها باعتباره أكثر الأذرع الإيرانية قوّة وتحظى عناصره بدورات تكوين في عدّة اختصاصات عسكرية بإيران على يد الحرس الثوري، وسبق أن تحدث مسؤولون عن تقديم الإيرانيين وعناصر حزب الله العون للمليشيا الحوثية بشتى المجالات.

وهنا، أوضح المحلل السياسي اليمني وضاح اليمن عبدالقادر لــ "الفجر"، أن مليشيات الحوثي الانقلابية أداة إيران العسكرية في زعزعة أمن اليمن والخليج.

وأضاف أن العمليات الأخيرة من استهداف حقلي بقيق وخريص تؤكد أن هذه المليشيات ومن وراءها حزب الله والحرس الثوري الإيراني لن يتوانوا ولو للحظة ارباك المشهد في اليمن، واستهداف المملكة العربية السعودية، كونها الواجهة والظهر الذي يستند إليها المشروع القومي العربي في مواجهة المشروع الإيراني وهذا الأمر يستدعي اليوم ضرورة عودة مسألة الحسم العسكري مع هذه المليشيات الانقلابية و اعلان انتهاء اتفاق استكهولم الذي منح هذه المليشيات فترة استرخاء وإعادة ترتيب صفوفها بعد أن كانت منهارة، وقال إن تحرير الحديدة اليوم سيربك هذه المليشيات ويخلق نقطة تحول حقيقية في المعركة معها.

وأشار إلى ضرورة إيقاف العبث الذي يقوم به المبعوث الأممي جريفث تحت مسمى اتفاق استكهولم والذي أوصلنا إلى هذه المرحلة في معركتنا مع الانقلاب. وأكد أن استكمال تحرير اليمن هو الضمان الوحيد للحد من الأطماع الإيرانية في اليمن والخليج وانتهاء مشروعهم والحد من عمليات استهدافهم لأمن الأشقاء في الخليج العربي.

وتحدث حول نجاح المليشيات في عملية استخباراتية أمنية في عمق مأرب، مؤكداً أن هذا يعني أن أجهزة الأمن هناك مخترقة ولا ننسى الإشارة إلى أن كثير من القيادات الأمنية والعسكرية المتواجدة في صفوف الشرعية كانت حولها الكثير من علامات الاستفهام وتم طرح مثل هذا الأمر ولا ننسى بأن الهاشمية السياسية مثلما كانت مخترقة للأحزاب السياسية ، واستطاعت أن تنخر فيها وفق مشروع ممنهج ومنظم منذ سبعينيات القرن الماضي بعد نجاح ثورة ٢٦ سبتمبر هي اليوم أيضا متواجدة في مفاصل الدولة الشرعية وأجهزتها الأمنية والعسكرية .

وأضاف أنه يتواجد كثير من خبراء حزب الله اللبناني في اليمن منذ الحروب الستة التي خاضتها الجماعة ضد الحكومة اليمنية، وكثف تواجدهم مع سيطرة الحوثيين على العاصمة صنعاء في سبتمبر من العام ٢٠١٤ وقيام الجماعة بتسيير رحلات طيران  مباشرة بين طهران بصنعاء على إثرها تم نقل أسلحة وخبراء أيضا من الحرس الثوري الإيراني إلى اليمن لبعملوا على تدريب مليشيا الحوثي وايضا عمل ورش لتصنيع الطائرات المسيرة.

وأشار إلى أن إيران تحاول بشكل غير مباشر استهداف السعودية والخليج عبر مليشياتها المتواجدة في العراق على أن يتم التسويق لذلك بأن مليشيا الحوثي في اليمن هي من تقوم بإرسال الطائرات المسيرة لاستهداف منشآت مدنية في المملكة،  لكن لا يستبعد أن يكون للمليشيات التابعة لإيران في العراق أيادي هي الأخرى في استهداف امن المملكة ، لارباك المشهد وزيادة تعقيده في المنطقة، وهو ما يجب على السعودية وكل الدول العربية ودول التحالف العربي ودول التحالف الإسلامي أيضا الوقوف بقوة في مواجهة الصلف الإيراني في استهداف المملكة العربية السعودية التي تعد الدرع الحصين الذي يستند إليه المشروع العربي والإسلامي اليوم في مواجهة الاخطار والإرهاب.

وقال إن اليوم معركتنا مع إيران واضحة المعالم وتستدعي أن نقف صفا واحد بمختلف المستويات العسكرية والسياسية والاقتصادية والإعلامية في مواجهة الأخطار تلك الأخطار.