القديسة والفلاية .. حكاية " فيرينا" ابنة قنا التي علمت سويسرا النظافة

أقباط وكنائس

القديسة فيرينا
القديسة فيرينا


تحتفل الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، برئاسة البابا تواضروس الثاني، بابا الاسكندرية، بطريرك الكرازة المرقسية، اليوم الأحد، بتذكار نياحة القديسة فيرينا، وبحسب الكتاب التاريخي الكنسي "السنكسار"، تعُيد الكنيسة بتذكارها في 4 من شهر توت من كل عام قبطي.

وكانت القديسة فيرينا عذراء بتول ولدت في مدينة كركوز بمركز قوص جنوب محافظة قنا، والتحقت كممرضة بالكتيبة الطيبية التي أرسلتها إلى أوروبا، وكانت قريبة للقديس فيكتور، أحد أفراد هذه الكتيبة، وبعد استشهاد أفراد هذه الكتيبة بأمر الإمبراطور مكسيميانوس، أتت فيرينا إلى أجونَم للتبارُك من أجساد الشهداء وتبحث عن رفات القديس فيكتور.

و استقرت في سولوثورن "سويسرا حاليًا"، وأقامت في كهف يقال إنه مازال موجود حتى الآن، وكانت تخرج من هذا الكهف إلى القرى المحيطة لتقدم أعمال الرحمة والمحبة للفلاحين والفقراء، وكانت تهتم اهتمامًا خاص بتعليمهم أصول النظافة الشخصية.

ويقال إن القديسة فيرينا قضت بقية حياتها في مغارة بُنِيت لها في زُرزاخ، وكان لقداستها أبعد الأثر في النفوس فلما تنيحت بسلام، بنى أهالي زُرزاخ كنيسة فوق قبرها، حيث رُسِم على قبرها صورة لها وهي تحمل مشطًا وإبريق ماء للدلالة على عملها.

ويقول القمص يوحنا فايز، استاذ العهد الجديد، بالكلية الإكليريكية بالكنيسة القبطية الأرثوذكسية، إن أيقونات القديسة فيرينا في مصر والعالم نراها ممسكة بمشط مصري والذي نسميه "بالفلاية".

واوضح " فايز" لـ"بوابة الفجر"، أن حقيقة المشط يعود إلى عصر الفراعنة واستمر ليومنا هذا، ويصنع من الخشب والأن من البلاستيك، مضيفًا أن الأقباط كانوا يصنعونه من العاج، وله ناحية ذات أسنان واسعة لفرد الشعر وناحية أخرى ضيقة للتنظيف وتسليك الشعر أيضًا.

وأضاف: "عندما ذهبت القديسة فيرونيا إلى سويسرا في القرن الرابع الميلادي قامت بتعليم الناس هناك على كيفية غسل الشعر وتنظيفه من الحشرات بالمشط المصري، وقد تكون قد استغرقت وقتا لتتكلم لغة الناس هناك لكنها بعملها كسبت نفوس كثيرة وأحبها الناس هناك وإلى اليوم يحتفلون بها.

وتابع: "تهدمت كنيستها مع البلدة كلها حين اجتاحتها القبائل الجرمانية، وفي القرن التاسع شُيد دير للبنديكتين مكانها، ما تزال القديسة فيرينا تنال كل الاحترام والتقدير حتي الأن في جميع أنحاء سويسرا، حيث لها تمثال هناك يقع في وسط المدينة السويسرية " زيورخ "، والتي يبلغ عدد سكانها نحو 127 ألف نسمة معظمهم يتحدثون الألمانية أو الألمانية البرنية.

وأكد أن سويسرا تحتفل بمناسبة نياحتها في أول سبتمبر، أما الكنيسة القبطية الأرثوذكسية تحتفل بتذكار نياحتها في منتصف سبتمبر وهناك كنيسة في مصر باسم القديس موريس والقديسة فيرينا وتتبع لأسقفية الخدمات بالمقر الباباوي للكنيسة القبطية الارثوذكسية بالعباسية.