أيقونات قبطية من ابداع فنانات لم يتجاوزن العشرين في المتحف القبطي

أخبار مصر

صورة للطالبات أمام
صورة للطالبات أمام المتحف القبطي


ضربات الفرشاة دائمًا ما تعبر عن مكنون نفس الفنان، والفن لا يحتاج سنًا معينًا كي يعبر عن نفسه، فهو موهبة تولد وتنمو ث تفصح عن نفسها وقتما يحلو لها.

وفي المتحف القبطي التقت الفجر بعدد من فنانات كلية الفنون التطبيقية جامعة بنها، واللاتي اخترن القن القبطي مجالًا للإبداع وانطلاق مواهبهن.

ومن ناحيتها قالت جيهان عاطف مدير عام المتحف القبطي للفجر إن المتحف دائمًا ما يشجع المواهب الشابة وقد استضاف مهرضًا من ثماني لوحات تعبر عن الفن القبطي من خلال رسم الأيقونات، وأوضحت أن الأيقونات هي صور القديسين ويمتلك المتحف عدد كبير منها.

وأشارت إلى أن فتيات كلية الفنون التطبيقية جامعة بنعا استطعن بضربات فرشاتهن أن يحاكين إلى حد كبير الأيقونات الأثرية ويقتربن منها بشكل كبير.

والتقت الفجر بالطالبات المشاركات بالمعرض المؤقت بمتحف الفن القبطي على هامش الاحتفال بأعياد النيروز وأولهن الطالبة زهراء حمادة شهاب، إعدادي فنون تطبيقية جامعة بنها، حيث شاركت في المعرض بأيقونة للسيد المسيح عليه السلام.

كما قامت آية أسامة بالمشاركة بأيقونتين الأولى للسيدة مريم العذراء وهي تحمل غصن الزيتون رمز السلام، والثانية لأحد القديسين الشهداء وهو على فرسه، تعبيرًا عن رأس العام القبطي والذي سمي تقويم الشهداء.

وشاركت فاطمة أبو النصر عمارة، وآية دياب من فنون تطبيقية جامعة أكتوبر، وآية أبو الفتوح، وداليا إبراهيم، وإسراء عبد محيي جودة، برسومات لأيقونات تمثل السيد المسيح عليه السلام والسيدة العذراء وعدد من القديسين.

والمتحف القبطي يقع في مصر القديمة داخل حدود حصن بابلون والذي توجد بقاياه خلف مبنى المتحف؛ وقد بدأ تشييده أيام الفرس ولكن حدثت عليه العديد من الإضافات في عهد الإمبراطوريين الرومانيين أغسطس وتراجان ثم أضاف إليه من جاء بعدهم من أباطرة الرومان، ولعب العالم الفرنسي (ماسبيرو) دورًا هامة في نشأة المتحف إذ عمل على جمع أعمال الفن القبطي وتخصيص قاعة لها في المتحف المصري. 

بعد ذلك طالب مرقس سميكة باشا عام 1893م بأن تضم مجموعة الآثار القبطية إلى اهتمامات لجنة حفظ الآثار والفنون، وقد جاهد هذا الرجل طويلًا حتى تمكن من إقامة المبنى الحالي للمتحف الذي افتتح عام 1910 وعين هو أول مدير له. أما أول دليل للمتحف فتم نشره عام 1930.

ويعد هذا المتحف أكبر متحف في العالم لآثار مصر من المرحلة القبطية وهو يضم الأقسام الآتية، وهي قسم الأحجار والرسوم الجصية، وقسم تطور الكتابة القبطية والمخطوطات، وقسم الأقمشة والمنسوجات، وقسم العاج والأيقونات، وقسم الأخشاب، وقسم المعادن، وقسم الفخار والزجاج.

وتبلغ عدد مقتنيات المتحف القبطي حوالي 16000 قطعة وقد رتبت تبعًا لنوعياتها إلى اثني عشر قسمًا، عرضت عرضا علميا روعي فيه الترتيب الزمني قدر الإمكان ونذكر من أهم مقتينات المتحف، شاهد قبر من الحجر الجيري يظهر التداخل بين علامتي الصليب والعنخ نهاية القرن 4 م، قطعة نسيج عليها بعض الرموز المسيحية القرن 6م، نقش علي مشط من العاج يظهر بعض معجزات السيد المسيح القرن 7م، تاج عمود من الحجر الجيري مزين بشكل عناقيد العنب القرن 7م، مسرجة من البرونز لها مقبض علي شكل الهلال والصليب القرن 13م، ويضم الجناح القديم للمتحف مجموعة من قطع الاثاث الخشبية والأبواب المطعمة. 

وجدير بالملاحظة أنه يضم الباب المصنوع من خشب الجميز الخاص بحامل أيقونات كنيسة القديسة بربارة، والألواح يمكن تمييزها حيث قاموا بتركيبها في العصر الفاطمي أثناء القرن الحادي عشر والثاني عشر.

والمجموعة تستقر في الجناح الجديد الذي يظهر مختلف الأنواع والطرز والموضوعات، مثل التصميمات الهندسية، لفائف نبات الاكانتس وأوراق العنب، وافريزات مزدانة بأرانب، طواويس، طيور، والانشطة الريفية، مرورا بالتراث الهيللينستى والقبطي حتى الصيغ الفنية الإسلامية في مصر. ويضم المتحف القبطي مخطوطات للكتاب المقدس تعود لآلاف السنين وهو عبارة عن تحفة معماري.