بعد تحذير مؤتمر الشباب منه.. ما هو الـ"فومو"؟

تقارير وحوارات

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية


في الوقت الذي تغزو فيه السوشيال ميديا، كل منزل في العالم، وتزايد الإقبال على مواقع التواصل الأجتماعي المطورة من "فيس بوك، وتويتر، وواتس آب، وغيرها"، تحول عدد هاشل من متابعي السوشيال ميديا إلى "مدمني معرفة معلومات ودخول دائم لمواقع التواصل الأجتماعي".

ذلك النوع من الإدمان جعل والذي عُرف بأسم "فومو"، جعل الكثير من مستخدمي مواقع التواصل يشعرون بالقلق والخوف والاضطراب نتيجة عدم دخول مواقع التواصل ولو لثانية واحدة

وقد كشفت دراسة بحثية  أجراها موقع "ماي لايف"عن أن أكثر من نصف مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي يعانون متلازمة "فومو"، موضحة أن 56 %من مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي يشعرون بأن شيئا ما ينقصهم عند الابتعاد عن حساباتهم على مواقع التواصل، ما يجعلهم حريصين على الاستمرار في متابعة تلك الحسابات.

ماهو الفومو؟
الإدمان على التفقد الدائم لمواقع التواصل الاجتماعي، والهوس بالاطلاع على المعلومات الخاصة بالأصدقاء والاقارب وكل الأشخاص الذين نعرفهم، أصبح يشكل هوسا لدى الكثيرين مما يزرع فيهم الخوف من فوات كل المعلومات، وهي حالة نفسية يطلق عليها “متلازمة فومو”، نسبة إلى تسميتها بالانقليزية، “fear of missing out”.

وتعد متلازمة فومو هي الخوف من فوات الشيء وهي حالة عامة تدفع الأشخاص إلى الرغبة في معرفة المستجدات، وهي ظاهرة تجتاح العالم مع تزايد استخدام وسائل التواصل الاجتماعي، “فيسبوك”، و”تويتر”، و”واتساب”، وغيرها، والتفقد المستمر للهواتف الذكية لمعرفة ما يحدث

وقد يتسبب عدم الاطلاع على المعلومات بشكل مستمر في إصابة البعض بالخوف والقلق والرعب، ما يجعلهم يفكرون في أنهم لا يمتلكون حياة خاصة بهم.

ويمتد ذلك النوع من الفوبيا إلى الخوف من فقدان أي شئ يتعلق بوسيلة الاتصال،  مثل للشعور بالخوف يشمل أيضا الخوف من فقد الهاتف الجوال أو فقد الشاحن، أو فقدان متابعة صديق أو شخصيَّة مشهورة، أو فقدان نقاش معيَّن، الأمر الذي يتحول إلى قلق مستمر يؤثر تأثيراً مباشراً في أجهزة الجسم كالتأثير على عدد ساعات النوم

انطوائيون
ويقول العلماء أن أكثر الأشخاص ممن يتعرضون للخوف  من أن يفوتهم شيء هم الذين تكون لوزاتهم العصبية عالية الحساسية للتهديدات المحيطة بهم، كما أنهم في العادة أشخاص كثيرو القلق وانطوائيون، وربما مروا بصدمة عاطفية في الماضي يعمل عقلهم على تفادي تكرارها، ممَّا يُجهده في التفكير والملاحقة حتى لا يفوته شيء، فيصاب بصدمة عصبية أو عاطفية.

السوشيال ميديا
وفي دراسة أُجريت قبل ستة أشهر على مجموعة من مستخدمي الهواتف المحمولة، وجدوا أن الإنسان العادي يفحص التنبيهات في جهازه 5427 مرة في اليوم، ويقضي بين ٧٦ و١٣٢ جلسة تصفّح بمعدل خمس ساعات يومياً، أي ما يعادل ثلث الوقت الذي نقضيه مستيقظين، أو ٧٦ يوماً في العام الواحد. باختصار: نحن نقضي شهرين ونصف الشهر كل عام في استخدام الهاتف وتهديداً مواقع السوشيال ميديا.

وضع اللايك
يصبح لدى الأشخاص الخوف من الفقدان لكل ما ما يبحثون عنه في محيط الأسرة والأصدقاء، ولا يجدوه إلا على مواقع التواصل الاجتماعي، فهم دوما يتساءلون من يتابعهم، ومن يهتم لأمرهم، ومن علّق على منشوراتهم، ومن وضع “لايك”، وهكذا فلا يستطيعون أن يعيشوا يومهم بشكل طبيعي إلا من خلال الـ”فيس بوك”، و”تويتر”، والـ”واتس أب”، بل ويعطون متابعيهم أدقَّ التفاصيل.

الابتعاد عن مواقع التواصل
ووفقاً للأطباء، الذين حاولوا إيجاد حل لتلك الظاهرة، فقد وضعوا عدد من التوصيات تتضمن  للأشخاص الذين يعانون  مع حالة فومو أخذ استراحات من مواقع التواصل الاجتماعي، والتركيز أكثر على البيئة والأشخاص في محيطهم المادي عوضًا عن الافتراضي، ممَّا يمنح أعصابنا استراحة من الحياة بشكل دائم تحت التهديد، ويقلل من التوتر والقلق.