إيمان كمال تكتب: ورد مسموم.. الطريق للأوسكار "مش نمبر 1"

مقالات الرأي



فى مهرجان القاهرة السينمائى الدورة الأربعين فاز فيلم «ورد مسموم» بجائزة أفضل فيلم عربى ومؤخرا تم الإعلان عن اختيار الفيلم ليمثل مصر فى مسابقة أفضل فيلم أجنبى فى الأوسكار فى فبراير 2020 وذلك بعد أن وقع الاختيار عليه من لجنة من النقاد والصحفيين ومنافسة مع العديد من الأفلام مثل الفيل الأزرق وعيار نارى وترشيح ورد مسموم لمخرجه أحمد فوزى صالح هو انتصار لقيمة العمل الفنى بعيدا عن هوس الترند والإيرادات التى أصابت السينما فى السنوات الماضية، وإصرار النجوم على أن تدار المعركة بالأرقام وليس بما يحمله العمل من عناصر فنية مميزة وقيمة حقيقية متغاضين عن أن الأرقام لا يمكن أن تكون معيارا حقيقيا فى ظل عدم وجود جهة تحدد بالفعل الأمر خاصة أنه لا يمكن مقارنة هذه الأفلام بما سبقها فى ظل تصاعد أسعار تذاكر السينما وزيادة السكان أيضا فلا يمكن مثلا أن نعتبر أن أفلام الجيل الحالى استطاعت أن تنتصر بالأرقام على الجيل الذهبى للسينما والذى بكل تأكيد أسعار التذاكر وقتها وحتى عدد الأشخاص ودور العرض كانت أقل بكثير لكن يبقى الريادة فى تقديم أعمال استطاعت أن تخلد فى التاريخ وتترك بصمة واضحة وأرشيفا سينمائيا نفتخر به ونعيش على ذكراه.

اختار فوزى صالح موضوع شائك مختلف عن شاب يحاول الهجرة بطرق غير شرعية فيما تحاول شقيقته أن تمنعه من ذلك لتعلقها الشديد بكل تفاصيله وحياته، رصد المخرج واقع المهمشين فى مصر عمال المدابغ فى صورة واقعية وغنية على الشاشة لا تجمل الواقع ولا تزيده قبحا كما يحدث فى أفلام أخرى فابتعد عن الصورة النمطية للفقراء والمهمشين على الشاشة.

اختيار الفيلم يعيد الاعتبار لتلك النوعية من الأفلام التى اختفت تقريبا اللهم إلا القليل.. وطغت التجارية على الساحة بشكل أكبر، وإن كان لا مجال هنا للمقارنة بين الأعمال الفنية والتجارية التى تتسابق على النجاح الرقمى، وإن كنت أطمح وأطمع فى أن ينتبه صناع الأفلام التجارية فى تقديم أفلام تحمل قيمة فنية لإعادة الاعتبار للسينما المصرية والعودة مجددا للتربع على عرش النجاح والمجد السينمائى قبل مئات الملايين.