شاهد.. الفتيات بطلات أعمال ترميم قصر محمد علي في شبرا (صور)

أخبار مصر

لقطات مختلفة لعمل
لقطات مختلفة لعمل المرممات في قصر محمد علي


أعمال الترميم الأثري دائمًا ما تحتاج لقوة بدنية وكذلك تركيز عال وأيضًا لخبرة وممارسة عبر سنوات كي يستطيع المرمم أن يعود بالأثر لحالته الأولى أو على الأقل المحافظة على وضعه السابق.

والفتيات في إدارة الترميم بوزارة الآثار لهن دور بارز في أعمال الترميم فقد التقينهن أثناء ترميمات معبد الأوبت في الأقصر واليوم نلتقيهن في ترميم مبنى الفسقية بقصر محمد علي باشا في شبرا الخيمة، والجاري ترميمه حاليًا وسوف يتم الانتهاء منه في منتصف 2020م.

أثناء جولة الفجر التقطنا عدد كبير من المشاهد لفتيات يقمن بأعمال الترميم الدقيق، وهو النوع الذي يحتاج لدقة ويتم فيه التعامل بشكل مباشر مع العناصر الزخرفية، وقد تكن الفتيات متفوقات في هذا المجال أو هذا النوع من الترميمات.

وعلق الدكتور خالد العناني وزير الآثار على هذا الأمر إذ لفت انتباهه هو أيضًا هذا العدد من الفتيات العاكفات على ترميم قطع الثريات الأثرية في معمل ترميم القصر، وقال "فريق الترميم كله بنات" وحياهن على مجهوداتهن العظيمة.

ضربات فرشاة الفتيات وصعودهن فوق السقالات، حيث أن الزخارف ليست قريبة من الأرض فقط بل منها ما هو في أعلى الحوائط أو على الأسقف، إن دل على شئ فإنما هو يدل على براعتهن وتمكنهن من هذا الفن الدقيق.

وحسب بيانات وزارة الآثار فقد تم الانتهاء من تنظيف وصيانة وحدات الإضاءة بنسبة 65%، والانتهاء من أعمال التنظيف الميكانيكي والكيميائي للأعمدة الرخامية والأسقف الجصية المزخرفة للأروقة والحجرات، وأعمال فك أرضية البحيرة من بلاطات رخامية وكشافات الإضاءة وأعمال الميكانيكا والصيانة بنسبة 50%، وأعمال الترميم للسقف الجمالوني ومعالجة ألواح الخشب الداخلية للأسقف بنسبة 50%.
تم تجهيز الأسقف لأعمال الترميم الدقيق وإعادة الألوان لأصلها الأثري بعد الانتهاء من أعمال الترميم الإنشائي للسقف الجمالوني بنسبة 45%، والانتهاء من أعمال الترميم الدقيق للمجري الرخامي لحوض الفسقية بنسبة 70 %.

ولقصر تم إنشاؤه على مساحة ٥٠ فدانًا شيده محمد علي باشا مؤسس مصر الحديثة في ضاحية شبرا قبل مائتي عام، وتم إسناد بناء هذا القصر إلى المعماري ذو الفقار كتخذا، وزخارف القصر تم إسنادها للمهندس يوسف حكيكيان، وبدأت أعمال البناء عام 1808م-1223هـ، واستمرت حتى 1836م.

وتفرد القصر بالجمع بين أسلوبين الأوروبي في الزخارف وروح تخطيط العمارة الإسلامية، حيث ساعدت المساحة الشاسعة لموقع القصر علي اختيار طراز معماري فريد، والذي يعتمد على الحدائق الشاسعة المحاطة بسور ضخم تتخلله أبواب قليلة العدد.

وبدأت وزارة الآثار مشروع ترميم القصر في مارس 2018 بالتعاون مع الهيئة الهندسية للقوات المسلحة بعد إعداد الدراسات اللازمة بواسطة مركز هندسة الآثار والبيئة في جامعة القاهرة مع قطاع الآثار الإسلامية والقبطية بالوزارة.
 
وسابقة أعمال الترميم في القصر بدأت في عام 2000 وحتى 2005 حيث افتتح للزيارة، وظلت أعمال الحفائر مستمرة به حتى عام 2011، ثم توقفت بسبب أحداث يناير، ثم تضرر القصر إثر انفجار إرهابي كان يستهدف مبنى أمن دولة منطقة شبرا عام 2012 م، وتم عمل درء خطورة له، وظلت أعمال الترميم متوقفة تم استئنافها عام 2017م، ولازال العمل به مستمرًا.
 
وترميم القصر يعيد للذاكرة الحديث عن القصور القديمة التي اتسمت بها فترة حكم محمد علي وأولاده وهي القصور التي يصل عددها ـحسب القصور المسجلة أثرياً ـ إلى أربعة قصور، وهي قصر شبرا، وقصر محمد علي الصغير، وقصر الجوهرة، وقصر الحرم، خلاف القصور الأخرى التي بناها أولاده، والقصر الذي بناه ابنه إبراهيم باشا، المعروف بقصر القبة، وآخر له في جزيرة الروضة عرف بقصر المغارة، وبنى عباس قصرا بالخرنفش، آل فيما بعد إلى أسر البكري، ولم يبق منه الآن سوى مدخله.
 
وسراي الإقامة كان أول منشآته وكان موضعها وسط طريق الكورنيش الحالي وكان ملحقًا بها عدة مبان خشبية لموظفي دواوين القصر والحراسة، إضافة إلي مرسى للمراكب علي النيل، وفي عام 1821 أضيفت إلي حديقة القصر "سراي الفسقية" التي ما زالت باقية حتي الآن. 

وقصور أسرة محمد علي تكشف عن براعة فناني هذه الفترة ومع الانتهاء من ترميم قصر محمد علي باشا الكبير في منطقة شبرا الخيمة، وافتتاحه تكون جميع القصور التاريخية التي تنسب إلى عصر أسرة محمد علي قد تم الانتهاء منها ضمن مشروع القاهرة التاريخية الذي بدأ منتصف التسعينات.