«مولد العريان».. ننشر تفاصيل احتفالات الأقباط بهذه المناسبة

أقباط وكنائس

بوابة الفجر


تحتفل الكنيسة القبطية الارثوذكسية برئاسة قداسة البابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية، بطريرك الكرازة المرقسية، في مطلع سبتمبر بشكل سنوي بذكرى القديس الانبا برسوم العريان، أحد قديسي جنوب القاهرة والمعروف كنسيا باسم "العريان".

ويقيم الدير حاليًا - وحتى يوم ٢٨ سبتمبر (ثالث أيام عيد الصليب) نهضة روحية يشارك فيها لفيف من الآباء الأساقفة والكهنة.

وتتضمن فعاليات الاحتفال بعيد الأنبا برسوم العريان يوميًا، طقس صلاة العشية، وفقرة للتراتيل الروحية، لعدة كورالات متنوعة من كنائس مختلفة من جميع المحافظات، كما يتم خلال الاحتفال عرض الفيلم التسجيلى الذى يروى قصة حياة القديس، وتقام أيضًا، نهضة روحية، وتنتهى بعظة يلقيها أحد الآباء الكهنة، وتتخللها " زفة الأيقونة" التى تطوف بصورته الكنيسة وأرجاء الدير، كما يقام خلال المولد معرض لجميع مشغولات الدير، من ملابس وأعمال يدوية، وسجاجيد ومفروشات، ولعب أطفال، وتقدم أحيانًا بعض العروض المسرحية والترفيهية.

وقال القس إبرام، وكيل مطرانية حلوان والمعصرة، والمسئول عن دير الانبا برسوم العريان، ان القديس الانبا برسوم العريان، هو احد قديسي القرن الثالث عشر الميلادي، ورغم الضيق الشديد الذي عاشه كان يحمل ايمانًا عجيبًا.

وأوضح " ابرام"، في تصريح خاص لـ" بوابة الفجر"، أن القديس برسوم العريان رغم مروره باضيق التجارب التي مر بها إلا أن الله أعطاه موهبة الروح القدس ليعزي بها لكل متألم ورغم كل هذا كانت تجرى علي ايديه معجزات كثيرة التي وهبها الله له من صنع الآيات والعجائب.

وأضاف "وكيل مطرانية حلوان"، اإن الكنيسة كانت تمر بضيقة شديدة في عهده وخاصةً في أواخر حكم السلطان خليل بن قلاوون، الذي أمر انذاك بإغلاق جميع الكنائس في كل القطر ماعدا الإسكندرية، كما أصدر أمر سلطاني للاقباط بلبس العمائم الزرقاء.

وأكمل قائلًا: أما القديس برسوم فكان مستمرًا على صلواته في الكنيسة، رافضًا لبس العمامة الزرقاء، وشى به البعض لدى الوالي فأمر بجلده وحبسه ثم أطلقه فسكن على سطح الكنيسة يقدم صلوات ومطانيات بدموعٍ لكي يرفع الله غضبه عن شعبه ويغفر لهم خطاياهم ويحنن قلوب المتولين عليهم، حيث سمي بـ " العريان "، نظرًا لكثرة نسكه وقناعته، فكان يكتفي بأقل القليل من الملابس؛ ومع الزمن تمزق ثيابه ولم يبق منها إلا القليل الذي يستر جسده..

واستطرد قائلًا: ان احد الاشرار وُشى به إلى الوالي مرة أخرى فتعرض للضرب بالسياط والحبس ثم أُفرج عنه ليذهب إلى دير شهران بجهة معصرة حلوان، وهناك عاش في حياة نسكية شديدة.

وعن تاريخ الدير كشف القس ابرام قائلًا: ان الدير انشأ فى القرن الحادي عشر الميلادي، ويرجع تاريخه، إلى أنه عندما سمح الحاكم بأمر الله لبعض الرهبان ببناء دير خارج القاهرة، فبنوا الدير أولًا على اسم الشهيد مرقوريوس أبي سيفين، ثم اطلق عليه دير الانبا برسوم العريان بعد ان عاش فيه.

وأوضح أن دير شهران او المعروف به بأسم دير العريان وهو الاسم القبطي القديم للمعصرة، وهي عبارة عن قرية كبيرة كانت عامرة على شاطئ البحر، ويقال أن موسى النبى قد ولد فيها، ومنها ألقته أمه إلى البحر في تابوت خشبي، وشهران من المزارات الجليلة المقصودة لحسن وضعها وإشرافها على النيل".

وأكمل: أن الدير به خدمات عدة ليخدم اهالي المنطقة والمناطق المجاورة لها، لافتا الي ان الانبا بسنتي قد اختار هذا الدير كمقر له منذ رسامته اسقفًا علي الايبارشية في ٢٩مايو ١٩٨٨، مضيفًا ان الدير تم تعميرة من بداية تولي الانبا بسنتي مسئولية الدير بخمس مكرسات للعمل في العديد من المشاغل داخل الدير في ١٨١٩٨٨، حتى ان اتسع عدد بناته واصبحوا الأن حوالي ٣٣مكرسة ليس فقط لخدمة إبناء الإيبارشية، بل ليكون منارة لسكان المنطقة والمحيطة بها، كما اتسعت لتشمل جميع أبناء الوطن وخاصة سكان حلوان والمعصرة وتوابعها حتي ان اصبح دير منتج ويوجد به منافذ بيع لمنتجات الدير سواء داخل أسواره أو خارجه.

منتجات الليزر والحرق على الاخشاب:

تقول احدى مكرسات الدير والمسؤلة عن ورشة الليز والحرق علي الاخشاب، تاسوني باتومينا، ان الانبا بسنتي قد قام بأفتتاح هذه الورشة منذ 5 سنوات، والورشة تقوم علي تصنيع وانتاج الهدايا الخشبية بالحرق على الخشب، وبراويز،وميداليات، فضلًا عن صناعة منتجات اكلريك، وأدوات للكهنة مثل الصلبان، والورشة تبيع بالجملة والقطاعي، كما ان الورشة تقوم بانتاج مايقرب عن حوالي ٢٠٠قطعة في اليوم الواحد.

منتاجات الاقمشية القطنية:
أسس مشغل انتاج القماش القطن في عام ١٩٩٦ ويعتبر من اقدم الورش في الدير وينتج في اليوم الواحد ١٠٠كيلو، وتنتج الورشة في اليوم الواحد حوالي ٢٠دستة، كما أن المشغل بصدد عمل دورات تدريبية للفتايات.

مشغل للملابس والطباعة على التيشرتات:
يعود تأسيس هذا المشغل منذ ٢٧عام وهو يعتبر ثالث مشغل تم افتتاحه بالدير، ومنتجات المشغل تعرض في معرض داخل الدير فقط، واسعارها تقل كثيرا عن سعر السوق، وينتج المشغل في اليوم ما يقرب من ١٠٠قطعة.

يذكر ان الاحتفال السنوى لعيد الأنبا الأنبا برسوم العريان، هو من الأعياد الكبرى، التى تقام سنويًا ويشارك بفعالياتها الاف من المصريين مسيحين ومسلمين على حد سواء، حتى أشتهر من قبل عدد كبير من المصريين بـ "مولد العريان"، ولإجراء الكثير من المعجزات ظل المسلمين يشاركون فى الاحتفال مع الأقباط لسنوات عديدة.

ويتضمن الاحتفال بعيد الأنبا برسوم العريان يوميًا، طقس صلاة العشية، وفقرة للتراتيل الروحية، لعدة كورالات متنوعة من كنائس مختلفة من جميع المحافظات المصرية، وكلمة روحية يلقيها أحد الضيوف خلال فترة الاحتفالات، كما يتم خلال الاحتفال عرض الفيلم التسجيلى الذى يروى قصة حياة القديس.

ومن المقرر ان يشهد الاحتفالات بالدير اصحاب النيافة الأنبا كاراس، أسقف المحلة وتوابعها، والأنبا إسحق، أسقف طما وتوابعها، والأنبا بنيامين، مطران المنوفية، والأنبا يواقيم، أسقف اسنا وتوابعها، والأنبا صموئيل، أسقف طموه وتوابعها، والأنبا أبانوب، أسقف كنائس المقطم، للأنبا صليب، أسقف ميت غمر وتوابعها، والأنبا مارتيروس، أسقف عام كنائس شرق السكة الحديد، والأنبا ميخائيل، الأسقف العام، بالإضافة لعدد غفير من الكهنة من عدة إيبارشيات مختلفة.

كما يشهد دير الأنبا برسوم العريان خلال فترة الاحتفال الذى يستمر على مدار 20 يومًا، تشديدات أمنية مكثفة، لتأمين الزائرين، وفريق كشافة لتنظيم دخول وخروج الزوار من الداخل.