علماء يكشفون حقيقة زيادة الوزن من خلال شم رائحة الطعام

الفجر الطبي

زيادة الوزن من خلال
زيادة الوزن من خلال شم رائحة الطعام



يقول البعض "عندما أشم الطعام يزيد وزني"، إن فكرة أن شم الشخص لرائحة الطعام المفضل لديه تزيد من وزن جسمة قد تثير سخرية الكثير، ولكن أثبت العلماء أن ما أثار سخرية البعض في الماضي أضحى اليوم حقيقة ملموسة توصلت إليها البحوث العلمية.

واشار التقرير الذي نشر في موقع "أف بي آر" الروسي، إلي دراسة جديدة أجريت في جامعة كاليفورنيا في بيركلي، تثبت أن رائحة الطعام تزيد من وزن الجسم، حيث اوضح التقرير إنه ينبغي على الشخص الذي يخشى زيادة وزنه "غلق أنفه" باستمرار، وذلك بعد إثبات دراسة حديثة أن وزن المرء يمكن أن يزيد بشكل كبير حتى من خلال شم رائحة الطعام، وإلا لن تتمكن من إنقاص وزنك حتى في ظل اتباعك نظاما غذائيا صارما.

علاوة على ذلك، أثبتت دراسات قديمة أن الأشخاص المحبين لتناول الطعام والإفراط في ذلك لا يستخدمون براعم التذوق فقط، وإنما أيضا العديد من الحواس الأخرى. فعلى سبيل المثال، تلعب حاسة الشم والبصر دورا رئيسيا في التغذية، حيث تعمل حاسة البصر على إدراك مدى شهية الطبق المعروض أمام الفرد، في حين تعمل حاسة الشم على إدراك رائحة الطعام ودرجة لذته.

ووفق دراسات حديثة في جامعة كاليفورنيا في بيركلي، فإن حاسة الشم تساعد على زيادة وزن الجسم، إذ تؤثر رائحة الطعام الشهي على عملية الأيض وتبطئها، مما يجعل الجسم البشري يمتص المزيد من الدهون.

وأفادت الكاتبة بأنه لفهم مدى تأثير رائحة الطعام على زيادة وزن الشخص، أجريت دراسة على الفئران. وخلال الدراسة تمت مراقبة الفئران باستمرار، ورصد جميع التغييرات التي تحدث في الجسم، بما في ذلك تغير الوزن، بالإضافة إلى تقسيمها إلى مجموعات، حيث تضم المجموعة الأولى فئرانا تعاني من السمنة، في حين تضم المجموعة الثانية فئرانا وزنها طبيعي.

ولإجراء التجربة دُمّرت خلايا مخ الفئران التي تعاني من السمنة، بحيث لا تتمكن من شم رائحة الطعام. ونتيجة لذلك، توصل العلماء إلى أنه في نهاية التجربة فقدت هذه المجموعة وزنها الزائد وأصبحت نحيفة.

فضلا عن ذلك، لم تتناول هذه المجموعة الأطعمة بسبب رائحتها الزكية ومذاقها الشهي، بل بغاية توفير السعرات الحرارية اللازمة لأجسامها. أما المجموعة الثانية التي لم يتم تدمير خلاياها والمس من حاسة الشم لديها، فقد اكتسبت وزنا وبدأت تعاني من السمنة.

وتوصل العلماء إلى استنتاجات مفادها أن رائحة الطعام تبطئ عملية الأيض، وتجبر الجسم على عدم حرق السعرات الحرارية التي يتلقاها، وتخزينها بدلا عن ذلك.

في هذا السياق، يعتقد الخبراء أن هذه التجارب ينبغي أن تستمر، وإجراء أخرى مماثلة لها على الإنسان بهدف التأكد مما إذا كانت حاسة الشم تساعد حقا الأشخاص على فقدان الوزن الزائد.

وإذا تم تأكيد النظرية بعد إجراء التجربة على الإنسان، فإن العلاقة بين التحكم في عملية التمثيل الغذائي وإدراك الرائحة يمكن أن تؤدي إلى تطوير وإنتاج أدوية جديدة تسمح للشخص بفقدان الوزن بسهولة دون الإضرار بالصحة. بالإضافة إلى ذلك، ستساعد التجارب المماثلة التي تهدف إلى مكافحة السمنة في المستقبل على مكافحة فقدان الشهية.