ترامب يروي ذكريات "مشكوك فيها" لحظة "11 سبتمبر"

عربي ودولي

دونالد ترامب
دونالد ترامب


قال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، خلال خطابه اليوم الأربعاء، في الذكرى الـ18 لهجمات "11 سبتمبر" عام 2001: "كنت أشاهد قناة سي إن بي سي، عندما شاهدت اصطدام الطائرة الأولى بمركز التجارة العالمي". 

وأردف "كنت أنظر من نافذة من مبنى في وسط مانهاتن يطل بصورة مباشرة على مركز التجارة العالمي، وشاهدت بعيني الطائرة الثانية وهي تدخل بسرعة هائلة في البرج الثاني".

وأضاف الرئيس الأمريكي: "حينما شاهدت تلك الطائرة، أدركت أن العالم سيتغير"، وبعد فترة وجيزة قررت النزول إلى المنطقة التي أصبحت فيما بعد جراوند زيرو (المسمى الذي أطلق على المنطقة التي كان فيها مركز التجارة العالمي)".

وأوضح، أنه قد وصل إلى تلك المنطقة للاطمئنان على رجال كان يعملون معه، وكان قد حاول مساعدتهم بأية طريقة ممكنة، ولم يكن وحده كان معه الكثير من الأبطال".

وذكرت صحيفة "الغارديان" البريطانية إن تلك الرواية، التي يذكرها ترامب، تم التشكيك فيها في أكثر من مرة، مشيرة إلى أن ريتشارد أليس، نائب رئيس متقاعد في إدارة المطافئ في نيويورك، كان متواجدا في موقع "جراوند زيرو"، شكك في تلك الرواية التي يذكرها ترامب.

وقال أليس "قضيت هناك عد أشهر بنفسي، وكنت أعلم الجميع، وكنت بالقرب من المكان الذي يتحدث عنه ترامب، ولم أشاهده أبدا"، مكملاً حديثه: "أعتقد أنه كان مواطنا عاديا حينها، ولا أعرف نوع الدور الذي يمكن أن يلعبه بتواجده في موقع الكارثة في تلك اللحظة".

وشهدت احتفالية ذكرى 11 سبتمبر، بسط العلم الأمريكي على الحائط الغربي لمبنى وزارة الدفاع الأمريكية "البنتاغون".

يذكر أن اليوم الذكرى الـ 18 لحادث 11 سبتمبر، الذي نفذه 19 جهاديًا تابعين لتنظيم القاعدة، استهدفوا خلالها برجي مركز التجارة العالمي، ومبنى وزارة الدفاع الأمريكية، ومزرعة في بنسلفانيا، ما أسفر عن سقوط أكثر من 3 آلاف قتيل، فيما يحرص الأمريكيون على إحياء ذكرى ضحايا هذا الحادث.

أضواء نيويورك المشعة
تحرص مدينة نيويورك الأميركية، على تخليد ذكرى هجمات الحادي عشر من سبتمبر من خلال إطلاق أضواء مشعة، لكن هذه الطريقة باتت تتعرض لانتقادات واسعة، بسبب التداعيات البيئية، وبحسب صحيفة "نيويورك تايمز"، فإن تلك الأشعة تؤثر على حركة الهجرة التي تقوم بها الطيور خلال تلك الفترة من السنة في سماء المدينة.

وحتى تصل إلى وجهتها المقصودة، فإن الكثير من الأنواع المهاجرة، ومنها الطيور المغردة الزاهية الألوان، تطير ليلًا وتهتدي في طريقها بالمجموعات النجمية، أو ما يعرف باسم الأبراج الفلكية، الأمر الذي يشتت الطيور ويصيبها بالحيرة، مما يعرضها للاصطدام بألواح الزجاج والحوائط وتسقط على الأرض.

لحظات الصمت
في الوقت ذاته شارك سكان نيويورك في تكريم حوالى ثلاثة آلاف شخص قضوا نحبهم خلال الاعتداءات، وبينما يهطل المطر الخفيف من سماء ضبابية، أقيم التكريم في موقع برجي التجارة العالمي الذي تحوّل إلى نصب تذكاري وسط عناصر من الشرطة ورجال الإطفاء.

وتجمع الحشد في باحة المتحف المخصص للاعتداءات على أحد أطراف مانهاتن، ووقف المشاركون دقيقة صمت مرتين؛ الأولى عند الساعة 08:46 والثانية 09:03، في ذات الوقت الذي ضربت فيه الطائرتان البرجين اللذين اندلعت فيهما النار بسرعة.

وفي مقدمة المسؤولين الذين شاركوا في التكريم حاكم نيويورك أندرو كومو والسفيرة الأمريكية لدى الأمم المتحدة نيكي هايلي والرئيس الحالي لبلدية العاصمة المالية الأمريكية الديمقراطي بيل دو بلازيو وسلفاه، ورودي جولياني الذي كان يشغل المنصب أثناء الاعتداءات وقد أُعطي لقب "رئيس بلدية أمريكا" وهو اليوم محامي الرئيس الأمريكي، ومايكل بلومبرغ الذي تسلم رئاسة بلدية المدينة اعتبارًا من يناير 2003 وترأس أعمال إعادة بناء هذا الحي في مانهاتن.

ونقلًا عن "فرانس 24"، قالت مديرة المراسم التذكارية لتلفزيون "نيويورك 1 المحلي"، "إنه ليس يومًا للتحدث في السياسة، إنها مسألة متعلقة بالقلب: نحن بحاجة لأن نكون موحدين، إنها الطريقة الوحيدة لمعالجة الألم"، كما كان متوقعًا أن يتلو المشاركون أسماء الضحايا وأن تكون هناك كلمة تكريمًا لهم في احتفال طويل يمتد لأكثر من ثلاث ساعات.

في سائر أرجاء المدينة، كان غالبية الناس يعملون كالعادة مع الوقوف لحظات صمت لأرواح الضحايا، حيث توقفت بورصة نيويورك دقيقة صمت عند الساعة 09:20، وفي محطات رجال إطفاء نيويورك الذين خسروا 343 من عناصرهم في الاعتداءات، دُعي العديد من عائلاتهم.

قرع الأجراس 
ستُقرع أجراس أماكن العبادة في نيويورك عند الساعة في نفس لحظات اصطدام الطائرة الاولى التابعة لشركة الطيران "أميريكان إيرلاينز" في الرحلة 11، بأحد البرجين، فيما سيقف الرئيس باراك أوباما دقيقة صمت في الساعة 8:46 في البيت الأبيض في مراسم مغلقة، وبعد ذلك سيتوجه إلى البنتاغون للمشاركة في مراسم تأبين بمرافقة وزير الدفاع آشتون كارتر.

يُذكر أنه سقط حوالي ثلاثة آلاف قتيل في هذه الاعتداءات، بينما ما زال نحو 75 ألف شخص يعانون من اضطرابات صحية نفسية أو جسدية مرتبطة بالهجمات، استنشق كثيرين منهم جزيئات مسببة للسرطان خلال محاولتهم إنقاذ أشخاص.

تنكيس الأعلام
دعا الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، مؤسسات الدولة في جميع أنحاء الولايات المتحدة إلى خفض الأعلام إلى نصف السارية، لإحياء ذكرى ضحايا هجمات 11 سبتمبر 2001 الإرهابية.

ونشر البيت الأبيض بيان الرئيس على موقعه على الإنترنت. و أعلن "ترامب"، في البيان: "الآن، أعلن أنا، دونالد ج. ترامب، رئيس الولايات المتحدة الأمريكية، بموجب القانون أن يوم 11 سبتمبر 2019، يوم وطني".

وقال "ترامب": "أدعو جميع الإدارات والوكالات والأدوات في الولايات المتحدة إلى إظهار علم الولايات المتحدة في نصف السارية في يوم وطني على شرف الأفراد الذين فقدوا حياتهم في هجمت 11 سبتمبر 2001".