فنزويلا تعلق على إقالة جون بولتون

عربي ودولي

بوابة الفجر


أعربت الحكومة الاشتراكية المتعثرة فى فنزويلا عن سرورها ازاء طرد مستشار الامن القومى الامريكى جون بولتون، الذى كانت وجهات نظره المتشددة وخطابه الصارم مصدر ازعاج دائم للزعماء اليساريين فى المنطقة.

ووصف وزير الصناعة طارق العيسمي، الذي كان هدفًا خاصًا لبولتون لتورطه المزعوم في تهريب الكوكايين، بولتون بأنه "أكبر كذاب" تسبب في أضرار لا توصف للشعب الفنزويلي.

احتفل العيسمي على تويتر قائلا " الحقيقة التاريخية قد غلبت شياطين الحرب..المستقبل لنا!"

لكن لم يكن من الواضح ما إذا كان الموقف الأمريكي من فنزويلا قد يتغير بدون بولتون. حتى أن بعض المحللين قالوا إن مادورو لديه الكثير ليخسره، أكثر من بديل دبلوماسي أقل استقطابًا، حيث تدعم الولايات المتحدة جهود المعارضة لإبعاده كرئيس.

وقال كريس ساباتيني، زميل بارز في أمريكا اللاتينية في تشاتام هاوس في لندن: "من المحتمل أن مادورو يفكر في" رفاهية جيدة "وأن هذا انتقام حلو لجميع المواقف الذكورية.. لكن ذلك سيكون خطأ. إستراتيجية بولتون كانت معيبة منذ البداية وقد مهد رحيله الطريق لجلب دبلوماسي أكثر احترافًا وفعالية يمكن أن يشكل تهديدًا أكبر لأوتوقراطية مادورو."

كما كان لدى كوبا ونيكاراغوا القليل من إعجاب ببولتون.

في محاولة لتكثيف الضغوط على مادورو، فرضت الولايات المتحدة عقوبات مشددة على صناعة النفط الحيوية في فنزويلا، فضلًا عن تهديدها بمعاقبة شركات من دول اخري تواصل التعامل مع مادورو.

اعتمد بولتون مسيرة مماثلة ضد نيكاراغوا، حيث قمعت قوات الأمن بعنف الاحتجاجات المناهضة للحكومة التي اندلعت بعد أيام قليلة من تولي بولتون مستشار الأمن القومي في أبريل 2018.

استهدفت الحكومة الأمريكية الحلفاء الرئيسيين لرئيس نيكاراغوا دانييل أورتيغا ودفعت حلفائها لعزل الحكومة عن المنظمات الدولية والإقليمية. تمت معاقبة ما لا يقل عن ستة من مسؤولي نيكاراغوا من قبل وزارة الخزانة الأمريكية بسبب الفساد وانتهاكات حقوق الإنسان.

بالنسبة لكوبا، عمل بولتون بقوة لدحر انفتاح إدارة أوباما على الجزيرة. في خطوة صدمت حتى بعض المتشددين المناهضين لكاسترو، كان له دور فعال في رفع الحظر الذي دام عقدين على الدعاوى القضائية ضد الشركات التي تستفيد من العقارات المرتبطة بالولايات المتحدة والتي صودرت بعد ثورة كوبا عام 1959.

ولم يصدر تعليق رسمي فوري من كوبا على مغادرة بولتون. لكن في تقرير إطلاق النار، قال التلفزيون الحكومي إن إقالته دليل آخر على "الخلل الوظيفي" و"التناقضات" التي تعاني منها إدارة ترامب.

و اوضح فرناندو كاتز، الذي عمل في قضايا أمريكا اللاتينية في مجلس الأمن القومي في كل من إدارتي أوباما وترامب، إنه يتوقع أن تركز إدارة ترامب الآن أكثر على الطريقة التي تتفاعل بها كوبا والولايات المتحدة، وبشكل أقل على الأعمال التي أضرت بالشعب الكوبي.

لكنه يتوقع المزيد من الاستمرارية في فنزويلا.

و اضاف كوتز "الضغط على مادورو لن يتغير رغم أنه من المرجح أن تتغير التكتيكات.. بناءً على من سيأتي، من المحتمل أن نتوقف عن رؤية خطاب التدخل العسكري ونبدأ في رؤية خطاب أكثر مسؤولية، مع تركيز أكبر على حل محتمل من خلال الحوار."