الأنبا بسنتي يترأس قداس ذكرى عيد "القديس العريان" بحلوان

أقباط وكنائس

بوابة الفجر


ترأس نيافة الأنبا بسنتي، أسقف حلوان والمعصرة، صباح اليوم الثلاثاء، قداس عيد القديس الأنبا برسوم العريان بالكنيسة الأثرية بالدير الذي يحمل اسمه بالمعصرة.

وكان نيافته قد طيَّب رفات القديس في صلاة العشية مساء أمس الاثنين، والتي أقيمت بمزاره الكائن بالدير ذاته.

وشارك في الصلوات ٣٧ من الآباء كهنة الإيبارشية وأعداد كبيرة من الشمامسة والمكرسات بالدير وشعب غفير من داخل الإيبارشية وخارجها.

ويقيم الدير حاليًا - وحتى يوم ٢٨ سبتمبر (ثالث أيام عيد الصليب) نهضة روحية يشارك فيها لفيف من الآباء الأساقفة والكهنة.

وتتضمن فعاليات الاحتفال بعيد الأنبا برسوم العريان يوميًا، طقس صلاة العشية، وفقرة للتراتيل الروحية، لعدة كورالات متنوعة من كنائس مختلفة من جميع المحافظات، كما يتم خلال الاحتفال عرض الفيلم التسجيلى الذى يروى قصة حياة القديس، وتقام أيضًا، نهضة روحية، وتنتهى بعظة يلقيها أحد الآباء الكهنة، وتتخللها «زفة الأيقونة» التى تطوف بصورته الكنيسة وأرجاء الدير، كما يقام خلال المولد معرض لجميع مشغولات الدير، من ملابس وأعمال يدوية، وسجاجيد ومفروشات، ولعب أطفال، وتقدم أحيانًا بعض العروض المسرحية والترفيهية.

وكان قد دشن قداسة البابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، منذ قرابة عام، ستة مذابح بكاتدرائية دير القديس الأنبا برسوم العريان، بإيبارشية حلوان، كما دشن حضن الآب وأيقونات الكاتدرائية.

دير "شهران"، وهو الاسم القبطى القديم للمعصرة، والتى وصفها الشيخ المؤتمن أبو المكارم سعد الله بن مسعود، فقال في كتاب "الكنائس والأديرة": "شهران قرية كبيرة كانت عامرة على شاطئ البحر، ويذكر أن موسى النبى قد ولد فيها، ومنها ألقته أمه إلى البحر في تابوت خشبي، وشهران من المزارات الجليلة المقصودة لحسن وضعها وإشرافها على النيل".

وسمي القديس الأنبا برسوم بـ " العريان "، نظرًا لكثرة نسكه وقناعته، فكان يكتفي بأقل القليل من الملابس؛ ومع الزمن تمزق ثيابه ولم يبق منها إلا القليل الذي يستر جسده.

وكلمة "برسوم" فأصلها عبراني أو سرياني ومعناها "إبن الصوم" ومن يدرس حياته بالتفصيل يجد أنه حقًا كان اسم على مسمى فهو بحق أبن الصوم كما سنرى من سيرة حياته.

ولد الأنبا برسوم العريان من أسرة كريمة في عام 1257 م، وكان والده يعمل كاتبا ًعند الملكة " شجرة الدر"، وهو منصب يعادل الوزير حاليا؛ وبعد وفاة والده طمع خاله في ثروة والده؛ فلم يجادله الانبا برسوم العريان في شأن هذه الثروة فتركها له وذهب قانعا بحياة النسك وأعتزل في كنيسة أبي سيفين بمصر القديمة في مغارة صغيرة مازالت قائمة حتي الآن، وعاش فيها عشرون سنة كاملة في صلوات وأصوام وعبادات، والقصة المأثورة عنه أنه كان يسكن في المغارة ثعبان ضخم؛ وعندما أراد القديس الانبا برسوم العريان السكن في هذه المغارة حذره الناس من هذا الثعبان؛ ولكنه عندما نزل من المغارة صلي صلاة قصيرة ورشم نفسه ثم رشم الثعبان بعلامة الصليب وطلب منه أن لا يؤذي أحدا بعد ذلك؛ ومن لحظتها عاش الثعبان مع القديس لم يؤذيه لا هو ولا أي زائر له في المغارة لمدة عشرين سنة كاملة.

ثم حدثت ضيقة واضطهاد بعد ذلك وكان ذلك في عصر الوزير الأسعد شرف الدين في أواخر سلطنة السلطان خليل بن قلاوون، فأضطر القديس إلي مغادرة المغارة التي بكنيسة أبو سيفين وجاء إلي المنطقة المعروفة حاليا بدير شهران بالمعصرة حلوان وعاش فيها علي نفس الدرجة من الوحدة والنسك حتي بلغ سن الشيخوخة وتنيح بسلام في يوم 10 سبتمبر 1317 م عن عمر يناهز60 عاما تقريبا ودفن جسده الطاهر في دير شهران بالمعصرة حلوان، ومازال قبره محفوظا هناك حتي الآن. 

ومن القصص الجميلة التي تروي عنه والتي تظهر محبته للتعليم أنه أتاه ذات ليلة معلم أطفال أسمه "مكين"؛ وكان هذا المعلم قد سئم من مهنة التدريس لما فيها من مضايقات كثيرة سواء من الأطفال أو من أولياء الأمور؛ فذهب إلي القديس يستشيره في تغيير مهنته بمهنة أخري فسأله القديس في هدوء "إذا أراد أحد بناء كنيسة كهذه "كنيسة أبي سيفين مصر القديمة " فتري كم تتكلف من المال والجهد ؟ فأجابه مكين لا شك أنها تحتاج إلي مال كثير ولا يستطيع واحد بمفرده أن يقوم بها فرد عليه القديس قائلًا أذا حفظ الطفل عندك الصلوات والأدعية وصلي بها في الكنيسة كانت مكانته عند الله أكبر وأعلي ممن يصرف الأموال الجزيلة علي عمارة الكنيسة لأن صناعة التعليم أفضل من سائر الصنائع، فتعزي قلب مكين من هذه الأجابة وعرف أنها صوت الله أن يستمر في مهنته كمعلم أطفال دون شكوي أو تذمر وعاد إلي مهنته وهو سعيد هانيء النفس.