ذكرى11 سبتمبر.. تعرف على المصري محمد عطا قائد "عملية الطائرات"

عربي ودولي

جانب من الحادث
جانب من الحادث


غدا الأربعاء، تحل الذكرى الثامنة عشرة لتلك الهجمات المعروفة عالميا بهجمات الحادى عشر من سبتمبر2001، ورغم مرور كل هذه السنوات فمايزال هناك خبايا وأسرار تكشفها وسائل الإعلام الأجنبية وفي القلب منها الأمريكية من وقت لآخر.

وتأتي ذكرى أحداث 11 سبتمبر في ظل تحولات في سياسة أمريكا تجاه الشرق الأوسط في السنوات الأخيرة، إذ توجه لها أصابع الاتهام بأنها استغلت ذلك الحادث لنشر الإرهاب والفوضى في المنطقة العربية، لتقسيم الشرق الأوسط والسيطرة على البترول بالمنطقة.

كانت هجمات سبتمبر التي استخدم فيها انتحاريون طائرات مدنية قادوها لترتطم بأهداف في نيويورك وواشنطن، كما تحطت احداها في حقل بولاية بنسلفانيا، قد أودت بحياة نحو 3000 شخص.

وحسب مكتب التحقيقات الفيدرالي فأن بين المنفذين للهجوم مواطن مصري، والذي كان هو الشخص المسؤول عن ارتطام الطائرة الأولى ببناية مركز التجارة العالمي في نيويورك، والذي اعتبر المخطط الرئيسي للعمليات الانتحارية الأخرى التي حدثت ضمن ما سميت أحداث 11 سبتمبر 2001.



من هو محمد عطا
في الأول من سبتمبر 1968، ولد محمد عطا في كفر الشيخ في مصر ونشأ في القاهرة وحصل على شهادة في هندسة العمارة من جامعة القاهرة.

وقبل 18 عاما بتاريخ 11 سبتمبر 2001 قاد المصري محمد عطا ثمانية عشر رجلا آخرين من تنظيم القاعدة لينفذوا هجمات الحادي عشر من سبتمبر التي غيرت وجه العالم ولا تزال تداعياتها ماثلة حتى يومنا هذا.

في نفس الفترة تعلم اللغة الإنجليزية في الجامعة الأمريكية بالقاهرة، ثم أتبعها بالألمانية في معهد "جوته"، إلى أن تخرج عام 1990، ثم سافر إلى مدينة هامبورغ بألمانيا في 24 يوليو(تموز) 1992.

التحق بالجامعة الفنية، في هامبورغ، واشتهر فيها باجتهاده وقلة حديثه وحرصه على الاستماع، والتدقيق في التفاصيل، ودرس التخطيط العمراني للمدن، وما لاحظه زملاؤه وأساتذته هو حرصه على أداء الصلوات، حتى لو وصل به الأمر إلى الاستئذان والخروج من المحاضرة.

استضافته في تلك الفترة أسرة ألمانية في منزلها للعيش، لكنه ضاق بهم، وهو من حرص على تجنب مشاهدة التلفاز، حتى اضطر إلى الانتقال لبيت للطلاب في هامبورغ في يوليو 1993.

بالتوازي مع دراسته التحق بإحدى شركات التصميم الهندسي لكسب قوت يومه، ووصل راتبه حينها إلى 1000 دولار شهرياً.

سافر محمد عطا إلى إسطنبول عام 1994، ومنها توجه إلى حلب، لدراسة تخطيط منطقة خارج باب النصر، والتي ألهمته موضوع الماجستير الذي شرع في إجرائه، حتى انتهى منه بعد 5 سنوات، بعدها بعام أدى فريضة الحج وهذب لحيته، وعاد بهيئته الجديدة إلى هامبورغ.

تحركاته من بعد تلك المرحلة أصبحت غريبة إلى حد ما، بدأها بتأجير منزل في هامبورغ، بالشراكة مع رفاقه، وأسموه "دار الأنصار"، وهو ما يشبه في مسماه "بيت الأنصار"، الذي أطلقه أسسه زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن في مدينة بيشاور الباكستانية.

في الفترة 1997 - 1998 غاب عطا لشهور عدة عن هامبورغ، دون أن يعلم أي من المقربين منه بالسبب، إلا أن رمزي بن الشيبة، منسق هجمات 11 سبتمبر، كشف أنه كان في أفغانستان، وأصبحت كُنيته "أبو عبد الرحمن المصري".

بحلول 1999 طلب من إدارة الجامعة الفنية تأسيس جماعة إسلامية، وتخصيص غرفة للصلاة، ووافق المسؤولون على الفور، ليتوجه بعدها مع زميله في التنظيم مروان الشحي إلى أفغانستان.

عاد محمد عطا مجدداً إلى هامبورغ بعد زيارته الثانية لأفغانستان، ويدّعي أمام السلطات أنه فقد جواز سفره، ليحصل على واحد جديد، لكن يظهر في الصورة بدون اللحية.

في صيف 2000 رافق الثنائي مروان الشحي وزياد جراح زميلهما محمد عطا إلى فينسيا غربي فلوريدا، في الولايات المتحدة الأمريكية، بغرض الالتحاق بمدرسة "هوفمان" لتعلم قيادة الطائرات.

وبالفعل تمكن "أبو عبد الرحمن" من قيادة الطائرة متعددة المحركات، حتى حصل على رخصة القيادة في 21 ديسمبر 2000.

ببداية 2001 ازدادت تحركاته، استعداداً لما عُرف بينه وبين رفاقه بـ"غزوة منهاتن"، فترك الأراضي الأمريكية متوجهاً إلى العاصمة الإسبانية مدريد، ومنها إلى برلين، قبل أن يعود إلى ميامي بعد 6 أيام فقط، إلا أن هدف هذه التنقلات لم يُعرف.

قبل أشهر قليلة من تنفيذ العملية المتفق عليها أصبح محمد عطا هو المسؤول عن 19 رجلاً على الأراضي الأمريكية، متخذاً من السعودي نواف الحازمي نائباً له، وتوجهوا جمعياً إلى الساحل الشرقي لفلوريدا، وخلال توزيع المهام تولى بنفسه قيادة فرقة مكونة من 4 أفراد، واختار تدمير برج التجارة الشمالي.



فك اللغز
فجر يوم الـ29 من أغسطس 2001، حسب تقرير أعدته "24" اتصل محمد عطا، برمزي بن الشيبة، وقال له نصا: "في واحد صاحبي مدّيني لغز ومش عارف أحله، فا اتصلت بيك عشان تحلهولي"، ورد عليه الأخير: "ده وقت ألغاز يا محمد".

قول يا محمد: "عصايتين وبينهم شرطة، كعكاية عليها عصاية متدلية، يعني إيه؟"، ليجيبه المنسق: "العصايتين هما 11، والكعكة بعصاية متدلية هي 9"، أي المقصود تاريخ التنفيذ، 11 سبتمبر.

قبل العملية بـ 3 أيام توجه عطا إلى بوسطن برفقة زميله السعودي عبدالعزيز العمري، وقضا ليلتهما في فندق "سويس شاليه"، وفي صباح اليوم التالي، أي قبل التنفيذ بـ24 ساعة، توجه إلى مطار المدينة لمعاينة الأوضاع.

قبل 15 ساعة من التنفيذ توجه محمد عطا، ومعه عبدالعزيز العمري، إلى بورتلاند في ولاية ماين، وطلب المبيت وحيداً في غرفة حملت رقم 232، قبل أن يستيقظ صبيحة يوم الـ11 من سبتمبر، ومعه ملابسه وجواز سفره وسكينه.

وصل محمد عطا ورفاقه إلى مطار "بوسطن لوجان"، مستقلاً طائرة على خطوط "أمريكان إيرلاينس"، في رحلة حملت الرقم 11، على أن تقلع في الساعة الثامنة إلا الربع، قاصدة لوس أنجلوس، حاجزا مقعده رقم d8 الخاص برجال الأعمال.

15 دقيقة من إقلاع الطائرة كانت كافية لـ محمد عطا ورفاقه لاختطاف الطائرة، قبل أن يتولى بنفسه قيادتها مغيّراً مسارها إلى منهاتن، قاصداً برج التجارة الشمالي، حتى أصاب هدفه ونال مراده في الثامنة و44 دقيقة.

وأعلنت وزارة الاقتصاد الألمانية وقتها، إصدر البنك الألماني الاتحادي، تم تجميد 13 حساباً مصرفياً مشبوهاً يملكها مقربون من أسامة بن لادن.

ويفترض أن تحتوي هذه الحسابات على مبالغ مالية تصل لـ 40 مليون دولار في الأقل، وتعود إلى 27 شخصاً معظمهم من العرب. وبين الأشخاص الذين جمدت حساباتهم السوري مأمون داركازانلي، والمكنى بـ"أبي الياف"، ويعتبر من المقربين من بن لادن.

وكانت الصحافة الألمانية تداولت اسمي السوريين مأمون داركازانلي (43 عاماً) ومحمد حيدر، على أنهما صلة الوصل المالية بين جماعة هامبورغ الأصولية وتنظيم بن لادن.

ويحمل السوري مأمون داركازانلي، حسب "دير شبيغل"، تفويضاً رسمياً يتصرف على أساسه بحرية بحساب مصرفي فتحه سالم في هامبورغ عام 1995 ، ويحتفظ السوري بصلة مباشرة مع وديع الحاج الذي حوكم في نيويورك بتهمة المسؤولية عن انفجاري نيروبي ودار السلام عام 1998 .