نهال معبدي تكتب : هَلْ تَعَوُّدِيُّ يَا صَدِيقَتِي؟

ركن القراء

نهال معبدي
نهال معبدي


هَلْ تَعَلُّمِيٌّ مَاذَا فَعَلًّ بِي هَجْرُكَ ؟! لِقَدَّ اِقْتَلَعَتْنِي مِنْ جُذُورِيٍّ، وَاِرْتَطَمَتِ احلاَمي بِحَائِطِ قَاسِي، وَاِنْهَارَتِ اِبْتِسَامَتُي عِلِّيُّ أَعِتَابٌ غِيَابَكَ، غَارِقَةَ أنا فِي أَحَزَّانِي وَلَا قُدْرَةٌ لِي عَلِيُّ اِنْتِشَالٍ مَا تَبَقَّيْ مِنَ أيَّامِيٌّ، كَيْفَ السَّبِيل الِيَّ الْعَيْشِ بِدُونِكَ ؟ دُونَ دُموعِكَ وَاِبْتِسَامَتِكَ

الصَّدِيقُ الْحَقِيقِيُّ يَا صَدِيقَتِي يَصْعُبُ إيجاده يَصْعُبُ تَرْكُهُ وَنِسْيَانُهُ أَشِبْهُ بِالْمُهِمَّةِ الْمُسْتَحِيلَةِ.

شَرَّ الْبِلَادِ بِلَادٌ لَا صَدِيقُ بِهَا هَكَذَا قَالَ الْمُتَنَبِّيُّ، وَاقَوْلُ انا شَرَّ الْأيَّامِ أيَّامِيٌّ فِي غِيَابِكَ، ذَكَّرَتْ لِكَيْ كَيْفَ سَاءَتْ حَالَتُي بِدُونِكَ، كَيْفَ بَدَوْتُ شَبَحَ انسان، جَفَّتْ عَيْنِيٌّ مِنَ الدُّموعِ وَذَابَ قَلْبِيٌّ مِنَ الْحَنِين وَتَاهَ عَقْلِيٌّ مِنَ التَّفْكِيرِ كَيْفَ ظَلَلْتُ اِبْتَسَمَ كَالْالَةِ كَيْ لَا يَرِي حُزْنِيٌّ غَيْرَي لَا ذَنْبُ لِأَحِبَّائِيٍّ فِي تعاستي فَالذَّنْبَ كُلَّهُ ذَنْبِيِّ أَنَا..

انا مَنْ أَخْطَأَتْ وانا مَنْ أَتَجَرَّعَ جَزَائِيٌّ كَالْسَّمِّ، سَمِّ يَقْتُلُنِي بِبُطْءٍ، يَنْهِشُ رُوحِيٌّ وَيَقْضِي عَلِيٌّ مَا تَبْقَيْ لِي مِنْ قُوَّةٍ، قُوَّةَ اِدَّعَيْتُهَا وَقَسْوَةَ كُنْتُ بَارِعَةً فِي تَقَمُّصِهَا، فَجَنَيْتُ فِرَاقَكَ شَرَّ حِصَادٍ لِزَرْعِيٍّ.

هَلْ نَفَذٌ كُلَّ رَصيدِي؟

ايعقل انَّ يُنَفِّذُ رَصيدٌ اربعة عَشَّرَ عَامًا مِنَ الْأَمَانٍ وَالسُّلَّامِ وَالسِّكِّينَةِ، أَرْبَعَةَ عَشَّرَ عَامًا مِنَ الصَّدَاقَةِ وَالْأُخُوَّةِ، اُكْثُرْ مِنْ خَمْسَةٍ الالاف يَوْمًا، كُنْتُ سَنَدَ لِذِرَاعِيِّ الْمَكْسُورِ،وَطِبٌّ لِقَلْبِيِّ الْمَجْرُوحِ، وَدَاعِمًا لِرُوحِيِّ الْمُشَتِّتَةِ، كُنْت بِطَلَّةٍ كُلَّ أيَّامِي، لَمْ أُرِي يَوْمًا حُلْمٌ إِلَّا وَكُنْتِ تَتَرَبَّعِي عَلِيَّ عَرْشِ الْبُطولَةِ فِيهِ، وَلَنْ أَرِيَ فِي حَيَاتِي اُشْدُ وَأُقْصِي مِنْ كَابُوسِ غِيَابِكَ، عَنْدَمًا تَشْتَدُّ عَلِيُّ الالام الْحَيَاةَ اُنْظُرْ لِهَاتِفِيِّ الْحَزِينِ و أَتَسَاءَل هَلِ اِمْلِكِ انا وَذَلِكَ الْحَزِينِ الْقَلِيلِ مِنَ الشَّجَاعَةِ للإتصال كَيِ اُشْكِي لَكَ قَسْوَةٌ وَصُعُوبَةٌ مَا أَحَيَّاهُ، كَيِ اُقْصُ إِلَيْكِ وَلَوْ سُطُورٌ مِنْ أَوْجَاعِيٍّ !

هَلْ تَعَلُّمِيُّ يَا صَدِيقَتِي أَنِي حِينَ أَوْجَعَتكَ كُنْتُ أَعَيْشَ فَتْرَةِ مُضْنِيِهِ مِنَ الْألَمِ النَّفْسِيِّ لَمْ أَعْلَمْ أَيْنَ أَنَا ؟ وَمِنْ أَنَا ؟ وَمَاذَا أَفَعَلَ هُنَا ؟ فَتْرَةَ خَسِرَتْ فِيهَا الْكَثِيرَ مِنْ رُوحِيٍّ وَالْكَثِيرِ مِنَ أَنَاس لَهُمْ قَدْرٌ فِي قَلْبِيٍّ وَكُنْتُ اُنْتِي أَخُرْ وَأَهَمَّ مَنْ خَسِرَتْ حتي الأن، لَجَّأَتْ إلْي رُبَّ قَلْبِيٍّ وَقَلْبِكَ دَعَوْتُ وَاِنْتَظَرْتُ، وَلَمْ يَتَحَرَّكْ سَاكِنٌ مِنْ حَوْلِيٍّ، فَدَعَوْتُ ثَانِيًا وَاِنْتَظَرَتْ وَ إِذْ بِي أَجِدُ كُلَّ مَنْ خَسِرَتْ عَائِدَيْنِ جَارَيْنِ أذْيَالَ حُبِّهِمْ لِي صُرْتُ أَبَحَثَ بَيْنَهُمْ عَلِيِّ أَجِدُكَ فِي صُفُوفِهِمْ، لَكِنَّ يَبْدُو أَنَّ الْحَيَاةَ لَمْ تَكْتِفِي مِنْ رُوحِيٍّ بَعْدَ..

وَرَغْمٌ كُلَّ هَذَا الالم وَالْأنِينَ الَّذِي تَعَيُّشِهِ نَفْسِيٌّ، الًا اني لَمِ اِفْقِدِ الْأَمَل قَطُّ، لَمْ يُعَرِّفِ الْيَأْسُ الِيَّ قَلْبِي سَبِيلًا، لَنِ اِخْفَيْ عليكي يَا عَزِيزَتِي يَنْتَابُنِي بَعْضُ الْخَوْفِ او الْكَثِيرَ مِنْهُ لَا اِعْلَمْ، أَخَافَ انَّ اِحْرِمْ مِنْ عَزِيمَةِ الصَّبْرِ، او انَّ اِفْقِدْ عَقْلَي كُلِّيًّا، او انَّ اِفْقِدْ عَزِيزَ لُدِّي، كَمْ هُوَ مُخِيفُ ذَلِكَ الشُّعُورِ كَيْفَ لِي الْحُزْنُ خَارِجُ أَحْضَانِكَ ؟

كُنْتُ أَخَاطَبَ اللهُ أَمْسِ وَكَعَادَتِي أَلُحِيَتْ عَلَيْهِ أَنَّ يَقُولُ لِأَمْرِ عَوْدَتِكَ كُنْ فَيَكُونُ، وَوَضُعَتْ حَلَّا أُخَرٍ إِمَّا أَنْ تَعَوُّدِيٌّ أَوْ تَقَفٍّ هَذِهِ الْحَيَاةِ وَ تَسَكُّنُ حَرَكَاتِهَا وَ تَبَّكُمْ أَصْوَاتُهَا حُتِّي تَعَوُّدِيَّ، لَا مَفَرٌّ مِنْ عَوْدَتِكَ يَا صَدِيقَتِي لَكِنِيّ فَقَطِ اِسْتَعْجَلَ أَمْرُهَا، أُسْتَعْجَلَ أَمْرُ عَوْدَتِي لِلْحَيَاةِ مِنْ جَديدٍ، أُسْتَعْجَلَ أَنَّ أَعُودُ مُجَدَّدًا أَرِي الْحَيَاةَ مِنْ نَافِذَةِ قَلْبِكَ السَّلِيمِ، أَنْ أَبِتَسَمٍّ إلْي نَفْسِيِّ فِي الْمَرْأَةِ وَ أَرْضِيٌّ عَنْهَا مِنْ جَديدٍ، اُسْتُعْجِل انَّ اقوم بِكُلِّ أَعْمَالِي وَ مهامي الْمُؤَجَّلَةَ، أَنَّ أَحُبَّ الْحَيَاةِ و أَعُود شَغُوفًا بِهَا كَمَا كُنْتُ فِي حَضْرَتِكَ، وَلَوْ حَاوَلَتْ جَاهِدَةُ أَنْ أَخْتَصِرُ إِجَابَةً لِكَافَّةِ أسْئِلَةٍ مِنْ حَوْلِيِّ لِمَاذَا تَنْتَظِرِي كُلَّ هَذَا ؟ فَلَمْ أَجِدُ سَوِيَّ ثَلاث كَلِمَاتٍ كَافِيَةٍ وَافِيَةٍ

أَنْتَظِرُ .. " أَنَّ أَتَنَفَّسَ مُجَدَّدَا "