"بفوطة وبرفان كتمت الدماء".. "الفجر" تكشف كواليس مقتل "عريس العمرانية"

حوادث

بوابة الفجر


"ومن الحب ماقتل".. كانت بداية حب "وردة" لـ"أحمد" منذ الصغر، ولحسن حظهما كانت صلة القرابة تجمعهما لأنها ابنة عمته، ولكن هنا لعب القدر لعبته المعتادة، وكتب لفراقهما النهاية بعد زواجه من آخرى، ولم يمر سوى عامًا على زواجه إلا وقد قام بتطليقها، ليعود لحبيبته الأولى وكان الشوق يلهب فؤاده حتى عاد من جديد لحبيبته "وردة"، استمر حبهما 4 أشهر وكانت الأشهر الأخيرة في حياة "أحمد" الشخص البسيط الذ يحب زوجته.

"سباب وشتائم عديدة".. خلافات أشعلت النيران بقلب "وردة" حتى دفعتها لقتل حبيبها بطريقة وحشية.. انتقلت "بوابة الفجر" لمسرح الجريمة لكشف كواليس مقتل "عريس العمرانية".

"أحمد".. كان طيب السمعة ويعامل زوجته بطيبة
شارع هادئ.. عيون حزينة.. ليلة اختفى فيها القمر، كانت تلك الكلمات التي تحدث بها جيران "عريس العمرانية"، بقلوب ودموع حزينه لفراقه للأبد، سيرته الطيبة الحسنة كانت أولى كلماتهم، فقال "مصطفى قطب"، صاحب عقار "10" بشارع عبد الفتاح أبو الحسن بمنطقة العمرانية، الذي يقطن به "أحمد" و"وردة"، أنهما تزوجا قرابة4 أو 5 أشهر، وإنهما على صلة قرابة وتعتبر ابنه عمته وكانت متزوجة قبل ذلك ولديها ابن يبلغ من العمر 12 عامًا، مضيفًا: "نعرف أحمد من زمان لأن شقته الذي يقطن بها حاليًا كانت ملك والده ووالدته الله يرحمهم، كانت متزوج قبل وردة ولكن لم يتم الزواج للنهاية وانفصلا بعد عام من زواجهم ولم يكن لديه أي أبناء منها، كان نجل وردة زوجته الحالية يعتبره ابنه ويعامله معاملة حسن مثل والده وأكثر، ولم يحرمه من شئ".

بقلب حزين، وبصوت خافت، تابع: "يعاملها معاملة حسنة ويعامل ابنها كذلك وتكون نهايته كده دا جزاء حبه لها"، بتلك الكلمات تابع "مصصفى" حديثه لـ"بوابة الفجر": "كان أحمد هو وزوجته منذ أيام يقضيان المصيف سويًا وكان يعمل بكل جد حتى يكسبان مصروفات المنزل والحياة المعيشية".

صاحب العقار: كانت بتشتم وتختلق خلافات عدة
أخذ "مصطفى" نفسًا عميقًا واستكمل الحديث مرة آخرى: "من الوقت للآخر كانت تحدث خلافات بينهما، وباعتبار أننا نفس العقار كنا نسمعهما دائمًا وهي تقوم بسبه وأوقات أخرى تهدده بالموت، كنا نعتبر ذلك الكلام على سبيل أوقات العصبية التي تصدر من الشخص في أوقات الغضب، ولكن لم نتوقع أنه في يوم من الأيام تفعل ذلك بالشخص الطيب.

الكذبة الأولى.. محصلش حاجة
"صراخ وعويل ودموع".. كانت المشاهد الأولى التي استيقظ عليها أهالي منطقة العمرانية في يوم الواقعة، أكمل "مصطفى" حديثه: "في البداية كان الكثير خارجًا من صلاة الظهر بالمسجد المحيط بالمنطقة، وهناك من كان نائمًا واستيقظ فجأة على صوت سيارة الإسعاف الواقفة أمام منزل "أحمد"، وفي دهشه وتساؤل "مين اللي تعبان..إيه اللي حصل"، كان رجال المنطقة ذهبوا سريعًا داخل شقته، وكانت المفاجأة جسد "أحمد" ملقى على السرير ويرتدي هدوم نظيفة ولم يوجد أي آثار دماء سواء بجسده أو الشقة، وعندما بدأنا نسأل "وردة"، بذلك السؤال "إيه اللي حصل لأحمد، وليه لم تنادي على أهالي المنطقة للإلحاق به"، كانت الإجابة "معرفش إيه اللي حصل فجأة لقيته كدا دون أي سوابق"، فكان الاعتقاد أنه تعبان شوية وبمجرد ذهابة للمستشفى سيشفى.

علامات خوف تظهر على ملامحها
وبعد لحظات ومحاولات لرجال الإسعاف لعودة النفس، لم يستجب جسده لأي شئ وعلى الفور فوجئنا بنقله للعربه للإلحاق به في المستشفى، وهو منقطع النفس، كنا في البداية نعتقد سكته قلبية أو أي شئ آخر، ولكن بعد وصولنا للمستشفى وبصحبه زوجته، كانت المفاجأة التي لم يتوقعها أحد، من خلال الكشف الطبي لاحظ الأطباء والممرضين بوجود بقع دماء ومن بينها بقعة في اتجاه الصدر، من هنا كانت بداية حل اللغز، قامت المستشفى بالإبلاغ على الفور أن الوفاة لم تكن طبيعية، وبدأت علامات الفزع والرعب تظهر بملامح تلك الزوجة الشيطانية.

الكذبة الثانية: مسمار الترابيزة هو السبب
فارق أعز جار وصاحب لديه، ثم أكمل حديثه لـ "الفجر": "لم تهدأ تلك الزوجة الشيطانية من كذبها أمام الجميع حتى وعندما بدأت الحقيقة تظهر، فعندما توجه السؤال لها "إيه اللي حصل.. وإيه بقع الدم دي؟"، للمرة الثانية، وهي مستمرة أيضًا في كذبها، لتختلق كذبة جديدة، قائلة: "أصل كنا بنهزر ونضحك في الشقة ولكن أثناء ذلك ولم يأخذ باله، سقط أحمد على الترابيزة وكان يوجد مسمار بها فدخل في صدره وبدأ ينزف"، فعلى الفور قمت بطلب الإسعاف.

"لم تكن واحدة ولكن ثلاثة"، علامات دهشة كانت على وجه الشخص المصاحب لأحمد للمستشفى، عندما روت الزوجة أن مسمار الترابيزة هو السبب، هنا بدأت الدهشة تظهر من جديد " كيف يكون مسمار وهناك 3 طعنات بالجسد"، منها طعنة بفخذه وطعنة بجانبه والأخيرة بالصدر التي كانت الأخيرة والتي لفظ أنفاسه بها، على الفور قامت المستشفى بالاشارة لقسم الشرطة.

وتابع أحد الجيران لـ "بوابة الفجر"، بعد ذهابها للقسم، أكدت "وردة" على ما قالته واختلقته أنه مسمار، وفي تلك الرحلة يصاحبها نجلها الصغير "آدم"، يبلغ من العمر 12 عامًا، وبملامح بسيطة ووجه ملائكي طفولي، قال مثل والدته في أقواله الأولى، ولكن بخدعة بسيطة وبتضييق الخناق، بدأ ذلك الطفل يروي ما حدث بينهما، في البداية كان " بابا أحمد" راجع من عمله صباحًا ويريد أن يفطر فول مثل أي شخص ولكن بمشادة كلامية عنيفة قالت: "عربة الفول عدت هعملك شاي بلبن"، وهنا بدأ الخلاف والمشاجرة تشتد بينهما حتى مثل أي زوج قام بإلقاء سلة القمامة عليها.

طفل الزوجة: فوطة وبرفان وسلة القمامة
"البداية سلة قمامة والنهاية قتل".. وأكمل أحد الجيران حسبما قال الطفل في المحضر، وهو في حالة اندهاش، لم تهدأ الزوجة كيف زوجها يلقي عليها سلة القمامة، فغافلته عند خروجه من الحمام، والسكين وراء ظهرها وطعنته بـ3 طعنات، وعلى الفور سقط "أحمد" على الأرض، وكان الطفل الصغير لم يشعر بماذا يحدث حوله، ذهب الطفل حسبما قال، "أول مالقيت بابا وقع على الأرض والدماء تسقط بغزارة قولت لماما أروح أنادي على الناس عشان يلحقوا بابا، راحت ماما زعقتلي وضربتني عشان ماندهش حد، فرحت جريت بسرعة على المطبخ لإحضار كوب سكر بماء عشان يفوق وراحت ماما أخذته على الحمام لغسل جسده وكتم الدماء بالفوطة والبرفان، وقامت بتغيير الملابس الغرقانة في الدماء ووضعته على السرير بملابس جديدة، واتصلت بالإسعاف".

وأضاف أحد الجيران، أن الطفل الصغير قال أمام رجال الشرطة "ماما قالتلي لو حد سألك قول وقع والمسمار دخل فيه وهي بتضربني وبتقولي أوعى تقول اللي حصل لأحسن أضربك تاني".

تحقيقات النيابة: كنا بنهزر ومكنتش أقصد
استعجلت النيابة العامة، بجنوب الجيزة، تقرير الطب الشرعي لجثة "عريس العمرانية" ويدعى "أحمد سيد" الذي ذبح على أيدي زوجته "وردة.ر" بعد 4 أشهر زواج، وذلك لاستكمال التحقيقات اللازمة، فيما طلبت سرعة التحريات حول الواقعة، فيما أمرت بإرسال السلاح المستخدم في الجريمة "سكين المطبخ" إلى المعمل الجنائي لفحصه وكتابة تقرير للوقوف على ظروف الواقعة. 

وكشفت تحقيقات النيابة، أن السيدة هي ابنة عمته، وتزوجت منذ 4 أشهر، مضيفًا أنها الزوجة الثانية ولديها ابن من زوجها الأول ويبلغ من العمر 12 عامًا، مضيفًا أن الزوج القتيل ويدعى "أحمد.ش"، يعمل سائق على تاكس، وكان يحب نجل زوجته ويعتبره ابنه.

وقالت الزوجة في اعترافها أمام النيابة، أنها مكنتش تقصد تقتله، أنه كان خلاف بسيط حدث في صباح يوم الواقعة كان بدايته مزاح، نتيجه لضربه لها فنهرته إلى أن تحولت لمشادة كلامية تطورت لمشاجرة دفعتها لأخذ سكينة المطبخ وطعنته 3 طعنات، ومنهم طعنة بالقلب، التي لفظ أنفاسه الأخيرة بها.

وأمرت النيابة العامة، بجنوب الجيزة، بحبس السيدة في واقعة قتل زوجها ويدعى "أحمد.ش" يبلغ من العمر 35 عامًا، على أيديها بمنطقة العمرانية بعد تسديد 3 طعنات متفرقة في جسده، 4 أيام على ذمة التحقيقات، فيما انتدبت النيابة الطب الشرعي للتشريح، وكتابة تقرير واف للوقوف على ظروف الوفاة وملابسات، وطلبت التحريات حول الواقعة.

وتعود بداية الواقعة، تلقى العميد محمد نبيل مأمور قسم شرطة العمرانية، إشارة من مستشفى أم المصريين بوصول عامل يدعى "أحمد" جثة هامدة وبها آثار طعنات بالجسم، وعلى الفور انتقل للمستشفى وخلال المعاينة الأولية من مفتش الصحة، أن الزوج سدد له 3 طعنات، حتى سقط جثة هامدة.

وكشفت التحريات الأولية لرجال المباحث، أن وراء ارتكاب الواقعة زوجة المجني عليه ويدعى "أحمد" بسبب وصلة مزاح انتهت باعتدائه عليها بالسب والشتم، مما دفعها إلى قتله، وكانت المعاينة الأولية أن سيدة سددت 3 طعنات مما لفظ أنفاسه والأخيرة، وتحرر المحضر اللازم، وأخطرت النيابة العامة للتحقيق.