"أسرع موتة في مصر".. حبوب الغلال سم قاتل يجتاح المحافظات

محافظات

أقراص الغلة
أقراص الغلة


أحمد فتحي الدسوقي - أحمد الخميسي - سحر فاروق الحمداني - أمنية سليم - أيمن يحيى - أحمد الباهي - سالي رضوان - هند الشيال

برلماني يتقدم بطلب إحاطة لتقنين ترويج الحبوب القاتلة
تاجر مبيدات: مُصرح بها وفي متناول الجميع رغم خطورتها
عضو الأطباء يطالب بتفعيل دور الأزهر والكنيسة  

انتشرت في الآونة الأخيرة العديد من حالات الإنتحار بين الشباب والفتايات، بعدد من محافظات الجمهورية، وعلى الرغم من اختلاف أسباب ودوافع حالات الإنتحار، التى تنوعت مابين المرور بظروف نفسية سيئة أوالفشل فى تلبيةاإحتياجات الأسرة أو عدم موافقة الأسرة على الزواج، أو الإرغام على الزواج، ولكن توحدت وسيلة الإنتحار فى معظم الحالات، فكان "القرص القاتل" الذى يستخدم فى التصدي تسوس القمح، سببًا لوفاة غالبية الحالات.

اللواء محمود مهران، قيادي سابق بوزارة الداخلية، أكد أن حالات الانتحار تزايدت في الفترة الأخيرة، خصوصا في محافظات الصعيد والدلتا، التي تشهد العشرات من حالات الإنتحار أسبوعيًا، وتزايدت بشكل ملحوظ خلال الأشهر الماضية، وكانت كلمة السر المشتركة في تلك الحالات "أقراض حفظ الغلال" التي تبدل دورها من الحفاظ على المحاصيل من التلف، إلى قتل الأشخاص، وتباع هذه الحبوب في محلات البذور الزراعية المنتشرة في القرى والمراكز.

"بوابة الفجر" رصدت خلال هذا التقرير حالات الإنتحار التي شهدتها المحافظات بداية منذ عام 2019 خلال الأشهر الماضية، بسبب تلك الحبوب القاتلة التى أتخذها المئات من الشباب والفتيات كوسيلة سريعة للتخلص من حياتهم، بسبب الإضطرابات النفسية أوالمشاكل الأسرية المختلفة.

أقراص الغلال وسيلة للانتحار ببني سويف
البداية من محافظة بني سويف، التي شهدت 5 حالات إنتحار بإستخدام حبوب الغلال، بدأت في فبراير الماضي، بأن وضع شاب، مقيم بإحدى قرى مركز الفشن، جنوب بني سويف، نهاية مأسويه لحياته بالإنتحار عن طريق تناوله كمية من أقراص حفظ الغلال لتشاجره مع والده بسبب رغبة الأب في الحاق نجله بعمل بدلًا من جلوسه في المنزل دون عمل، وتكرار طلب والده منه الخروج بحثا عن عمل، وتم نقله إلى المستشفي جثة هامدة.

وشهدت المحافظة الأسبوع الماضي، آخر حالات الإنتحار بإستخدام الحبة القاتلة، كانت لـ"طالبة" بإحدى قرى مركز ناصر شمال بني سويف، أقدمت على الإنتحار بتناولها أقراص حبوب خاصة بمكافحة سوس القمح "أقراص حفظ الغلال" لمرورها بضائقة نفسية لعدم رغبتها في الزواج من أحد أقاربها، وتوفيت أثناء إجراء الإسعافات الأولية لها، نتيجة هبوط حاد بالدورة الدموية والتنفسية.

أكدت الدكتورة سلوي فواز، مدرس بقسم الطب الشرعي والسموم الإكلينيكية بكلية الطب، إن حالات التسمم والوفاة بحبوب حفظ القمح في تزايد مستمر، مؤكدة أن إستخدام هذه الحبة شائع في المناطق الزراعية ومتوفرة دون رقابةعلى تداولها واستخدامها في منافذ بيع المبيدات الحشرية، رغم المناشدة والإبلاغ الرسمي لجميع الجهات المختصة بمدى خطورتها واحتوائها على سم قاتل يسبب الوفاة السريعة.

وأضافت الأستاذة الجامعية، أن خطورة التسمم بهذه المادة تكمن في غاز الفوسفين عند ملامسة المادة للرطوبة أو الماء، وخطورة المركّب تكمن أيضًا في أنه سريع الامتصاص من المعدة وسريع التأثير على أعضاء الجسم، ويسبب هبوطًا حادًا في الدورة الدموية.

وأشار سلامة بهلول، مهندس زراعي، إلى أنه بعد إنتشار حالات الإنتحار بإستخدام أقراص حفظ الغلال من التسوس، تدرس وزارة الزراعة حاليًا لصرف تلك الأقراص من خلال الجمعيات الزراعية فقط، لمواجعة تلك الظاهرة، خاصة بعض مطالب البعض بإيقاف إستيرادها "مش معقولة نترك القمح يفسد، لأن بعض الناس تنتحر باستخدام حبة الغلة".

وأكد "بهول" أن تلك الحبة مميزة لأنها تتحول من الحالة الصلبة إلى الغازية في وقتٍ لا يتجاوز أسبوع، وبالتالي فإن تأثيرها يكون على الفطريات التي تُصيب حبة القمح فقط، ولا يكون لها أي أثار سلبية على الإنسان الذي يتناولها فيما بعد، واصفا المنتحرين باستخدام تلك الحبة بـ"المختلين نفسيا" مؤكدًا أن الزراعة لا يمكنها منع بيع تلك الحبوب لما لها من مميزات كبيرة لمحصول القمح، ولكن سيتم وضع آلية لتوزيعها على الفلاحين.

فيما أوضح النائب عبد الرحمن برعي، عضو مجلس النواب، أنه سيتقدم بطلب إحاطة لرئيس المجلس ضد وزير الزراعة لإصدار تعليماته بشأن تقنين ترويج هذه الأقراص القاتلة، لافتًا إلى أنه يدعم كل القرارات التي تحافظ على صحة المصريين، معتبرا أن وسائل الانتحار يجب أن تقنن، وأن تباع وتشترى بقانون يُنظم تداولها.

13 حالة انتحار لشباب وفتيات في المنيا
كما شهدت محافظة المنيا 13 حالة انتحار باستخدام أقراص حفظ الغلال القاتلة، منذ بداية العام الجاري، أغلبها بمركز ملوي الذى يضم أكثر من 77 قرية وتابع، أُستخدمت حبة الغلا كوسيلة الإنتحار السريع حتى سجل مركز ملوى 12 حالة فى شهر واحد.

رصدنا من خلال هذا التقرير آخر 4 حالات وفاة نتيجة تناول تلك الحبوب القاتلة شهدها مركز ملوى فى الاسبوع الاخير، حيث توفي شاب ثلاثينى يعمل بمهنة السباكة تناول قرص الغلة فور وقبل وصولة الى مستشفي ملوى العام لفظ أنفاسة الاخيرة، حيث أقدمت طالبة بالثانوية العامة على الانتحار لرفض والدها تقسيم مواد الثانوية العامة لها، وعلى نفس الوتيرة أنتحر شابا بسبب رفض أبنة عمه الزواج منه لسوء ظروفه المالية، كما أنتحر شابا بقرية الريرمون، بذات الطريقة، في ظروف غامضة وتوفى فى الحال.

الدكتور هاني إسحاق، مفتش الصحة بالمنيا، أكد أن العديد من الحالات بها التي يشتبه فيها جنائيًا، يتم استدعائى من قبل النيابة لفحص الجثة وأجد أن أعلبهم قاموا بتناول قرص الغلة كوسيلة للانتحار، لافتًأ إلى أن حالات الإنتحار بإستخدام أقرص حفظ الغلال وصلت لمعدل خطير يقترب من حالة إنتحار يوميًا، وبحد أدني ١٢ أو١٣ حالة شهريًا، مشيرًا إلى أن معظم حالات الإنتحار تتم بين الشباب والفتايات في المرحلة العمرية مابين ١٢ إلي ٣٠ عامًا، موضحًا أنه فور تناول أقراص الغلال تنتهي حياتهم خلال النصف الساعة الأولى بعد أن تظهر عليه بعض الرغاوي بمنطقة الفم.

وقال جمال على أسماعيل، صاحب محل مبيدات حشرية وزراعية بأبوقرقاص، الاسم الصحيح لقرص الغلة هو "أقراص منع تسوس القمح" تلك الاقراص لم تحتاج الى جهد كبير إذا حاولت البحث عنها، فى دائما متواجدة لدى المحال التى تهتم بالغلة والمبيدات الحشرية، متتاولة وعير ممنوعة ولكن الكثر من المواطنين يتوافدون على المحال التجارية ليس الغرض شراءها أستحدامها فى الزراعة ولكن، الكثير منهم لم يبدو عليه بمزارع ولكنه يريد شراءها وانا ارفض لان لا هيئتة ولا طريقة كلامة ولا اسلوب عرضة لشراء هذا المنتح مثل المزارعين.

أقراص الغلال وسيلة انتحار 10 حالات بأسيوط

وشهدت محافظة أسيوط منذ يناير 2019 وحتى الآن أكثر من 10 حالات انتحار وموت بالخطأ بسبب تناول حبوب حفظ الغلال، من بينها حالة إنتحار لشاب 15 سنة، وانهاء حياته بتناول أقراص السوس السامة، مقيم قرية منقباد التابعة لمركز أسيوط، بسبب مروره بأزمة نفسية وخلافات عائلية، في 7 أغسطس الماضي، وتم التحفظ على الجثة بمشرحة مستشفى أسيوط الجامعي تحت تصرف النيابة، وتبين من التحريات الأولية للمباحث أن الشاب يمر بأزمة نفسية بسبب ظروف عائلية.

وفي 29 أبريل 2019 لقي طفلان من مركز صدفا يبلغان من العمر 9 و11 سنوات، مصرعهما، نتيجة تناولهما حبة "السوس" السامة الخاصة بالغلال، اشتراها الأخ الأكبر بالخطأ من إحدى الصيدليات، على أنها دواء ضد آلام وتسوس الأسنان.

وفي القوصية انتحر شابًا، 30 عامًا، إثر تناوله أقراص السوس السامة في إبريل 2019، وبسؤال أهليته أفادوا مروره بأزمة نفسية حادة، كما أقبلت طالبة بالثانوية العامة، على الانتحار بعد أن تناولت أقراص مبيد زراعي، بسبب ضعف مجموعها العامة، ووصلت مستشفى أسيوط الجامعي في حالة إعياء شديد، وجرى إسعافها.

وأقدمت ربة منزل، بإحدى قرى مركز القوصية، على الإنتحار وتناولت قرصين من حبة حفظ الغلال، بسبب خلافات مع زوجها، تاركة طفل عمره 7 أشهر دون شهادة ميلاد او اي أوراق رسمية تثبت زواج والدته من والده بسبب زواجها وهي قاصر.

وفي 6 أغسطس الماضي تناول طالب 15 عامًا، بدائرة مركز أسيوط، أقراص السوس السامة، مما أودى بحياته في الحال، وبانتقال ضباط المباحث وسؤال أهليته أكدوا عدم معرفتهم أسباب انتحاره، وأخيرًا لفظت ربة منزل، 25 عامًا، بعد تناولها أقراص حفظ الغلال، وتم نقلها لمشرحة مستشفى الغنايم التي اقرت بعدم وجود شبهة جنائية، وأن الوفاة بسبب تناول أقراص السوس.

من جانبها قالت الدكتورة منى المهدي، أستاذ الصيدلانيات بكلية الصيدلة بجامعة أسيوط، وعضو منظمة الصحة العالمية، وعضو النقابة العامة لصيادلة مصر، أن المادة السامة في حبوب حفظ الغلال مركزة لتؤدي دورها في حفظ الغلال من التسوس، لأن السوسة التي تهاجم الغلال مقاومتها قوية، لذا فهي تودي بحياة من يتناولها في وقت سريع، حبة السوس هي سلاح ذو حدين، ولا يستطيع الفلاح الاستثناء عن هذه الحبوب لأننا دولة زراعية، ويخزن الفلاحون محاصيلهم لفترات طويلة من العام.

وأضافت أن هذه الحبوب مصرح بتداولها في الصيدليات، من وزارة الصحة مثل أي أدوية بيطرية أو زراعية، ولا تعد مخالفة على الصيدليات التي تقوم ببيعها، ولكن أن يستخدمها المواطنون بطريقة خاطئة فليس ذنبًا على الصيدلي، ولا نقابة الصيادلة، فالوعي لابد أن يكون من الأسرة نفسها، لأن هناك أدوية للبشر ممنوع تناولها للأطفال، لافتة أن هناك أدوية تندرج تحت قائمة المخدرات، لكنها مدرجة في الجدول، فتبيعها الصيدليات دون مسائلة.

وقال حسن عبد المعطي، نقيب الفلاحين بأسيوط، "نقابة مستقلة"، أن الفلاح يستخدم حبوب حفظ الغلال، في حفظ محاصيل الذرة، القمح، الفول، الذرة الشامية وغيرها، من حشرة السوس التي تهاجم غلاله، حيث يخزنها لفترات طويلة من العام، فهي مصدر الرزق حيث يبيعها في الأوقات المناسبة من العام، وكذلك تكون مصدر غذاء له، ومخصص لها أماكن بيع منها الصيدليات، ومصرح بها من وزارة الزراعة لحفظ المحاصيل.

17 حالة بمحافظة الغربية

وفي محافظة الغربية، كشف مصدر مسئول بمديرية الصحة، أن عدد حالات الانتحار بحبوب الغلال بلغت 17 حالة تقريبًا، خلال الـ6 أشهر الماضية، أغلبها بين الشباب من الذكور والاناث ومعظمهم أعمارهم لا تتعدى الـ30 عام.

تعتبر قرية الدلجمون التابعة لمركز كفر الزيات بمحافظة الغربية، أشهر قرى المحافظة فى حالات الانتحار، حيث تشهد القرية حادث انتحار كل شهر تقريبا، وأحيانا حالتين خلال شهر واحد، ويأتى معظم حالات الانتحار لشباب من سن 16 عام الى 30 عام، وبحسب قول أحد أهالى القرية، الذي أكد أن الشباب يلجأون الى حبوب الغلة والانتحار عند مرورهم بأزمة نفسية، وأن حالات الانتحار أصبحت منتشؤة بشكل كبير بتلك القرية.

ومن حالات الإنتحار شابًا في العقد الثالث من العمر، كان يعمل سائق توك توك، أقدم على الإنتحار بإستخدام تلك الحبوب بعد أن طلبت زوجتة الطلاق منة، وبذات الطريقة، أنتحرت ربة منزل، تبلغ من العمر 24 عام بسبب خلافات مع حماتها، قامت على أثرها بتناول تلك الحبوب التى أدت الى وفاتها فى الحال.

كما سجلت محافظة الغربية أكثر من حالة إنتحار بإستخدام حبة حفظ الغلال ففي شهر أغسطس ٢٠١٩ قامت ربة منزل من قرية كفر يعقوب مركز كفر الزيات بمحافظة الغربية، بالإنتحار عن طريق تناولها حبة سامة لحفظ الغلال، حين مرت بأزمة نفسيه دفعتها لذلك.

وتلاها في الأيام الحالية حالة لفتاة في سن العشرين تدي نادية مقيمة في قرية صناديد بمركز طنطا في محافظة الغربية بعد مرورها بأزمة نفسية بسبب خلافات أسرية دفعتها للتخلص من حياتها بالإنتحار مستخدمة حبة حفظ الغلال تسبب في إصابتها فور تناولها بحالة تسمم فسفوري، وتم نقلها لمركز السموم بالمستشفى الجامعي ولكن كتبت لها فرصة أخري للحياه.

وشهدت قرية تلبنت قيصر بمدينة طنطا حالة إنتحار لفتاة بعمر ال ١٨ سنه بتناولها حبوب الغلال السامة بعد مرورها بأزمة نفسية حادة بسبب خلافات عائلية وقد توفت في الحال وتم نقلها لمشرحة مستشفي المنشاوي العام.

كما لقت سيدة في العقد الرابع من عمرها من مدينة السنطة بمحافظة الغربية مصرعها إثر تناولها حبة حفظ الغلال فقد كانت تعاني من حالة نفسية سيئة ولم تجد أمامها سوي التخلص من نفسها بهذه الطريقة الصعبة ولم يستطع زوجها اللحاق بها وإنقاذها فقد لقت حتفها في الحال.

وأكثر من حالة لفتيات في سن العشرين من محافظة الغربية قد قمن بالانتحار باستخدام حبوب الغلال بعد مرورهن بأزمات نفسية حادة أثرت عليهن ودفعتهن لإنهاء حياتهم بإستخدام تلك المادة القاتلة الموجودة بحبة حفظ الغلال وكلهن توفين قبل نقلهم للمستشفي لإنقاذهم.

وشّدد دكتور إيهاب رزق، أمين عام اتحاد النقابات المهنية، أمين نقابة الصيادلة بالغربية، على ضرورة منع بيع تلك الحبوب فى الأماكن العامة، ووضع ضوابط معينة لمن يحتاجها بالفعل، فالإستخدام الوحيد لها هي حفظ المحاصيل الزراعية ولا حاجة للشباب بها لذلك منع بيعها للشباب بأي حال من الأحوال.

فيما قال الدكتور إبراهيم درويش، رئيس الحملة القومية للمحاصيل بالغربية، أن بعض المحاصيل الزراعية تحتاج لطريقة لحفظها من القوارض وكانت هناك طرق آمنة من قبل لحفظها ولكن حاليا لجأ البعض لإستخدام مواد كيميائية ضارة ولها خطورة شديدة فبعض الأطفال لا يدرون ما هي ويمكن أن يتناولوها عن طريق الخطأ.

شباب "شبراباص" ضحايا الحبة القاتلة بالمنوفية

وشهدت محافظة المنوفية عددًا من حالات الإنتحار بسبب المشاكل الحياتية، بإستخدام "حبة الغلة القاتلة"، ورغم أن عام 2018 تركزت معظم ضحايا تلك الحبة في قرية شبراباص التابعة لمركز شبين الكوم، إلا أنها باتت حلًا لعدد آخر من أهالي القرية، أحدثهم شاب في مقتبل عمره يبلغ 23 سنة ويُدعى "هاني.ر"، تناول الحبة مع مطلع العام وفي شهرها الثاني فبراير، بعدما تطورت المشاكل مع زوجته وتركت له المنازل ورفعت عليه قضية، فحكمت عليه المحكمة بالسجن 3 سنوات، فاضطر الشاب لتخليص نفسه من سوء حالته النفسية بالانتحار، ظنًا منه أن كل مشاكله بذلك قد ذالت، وسط ضعف عزيمته الدينية بوباء ما فعله.

وفي شهر يوليه الماضي، دفع الحزن رجل على شراء حبة الغلة وتناولها، بعد وفاة زوجته، فلم يتحمل الرجل رحيلها وتركه وحيدًا في الدنيا، فقرر إذهاق روحه بهذ البساطة، حدث ذلك في مركز تلا، وتحديدًا بقرية بمم، إذ تناول رجل يُدعى "مصطفى.م.م" 33 سنة، حبة الغلة، وفور ملاحظة أسرته تقيؤه للسم من فمه، نقلوه على الفور إلى مستشفى تلا المركزي، لكن جسده ومعدته لم يتحملا قوة ذلك السم سريع القتل، وخارت قواه وخرجت روحه داخل المستشفى.

مطالب بحظر الحبة القاتلة بالدقهلية

وفى محافظة الدقهلية ارتفعت مؤخرا نسبة معدلات الانتحار وخاصة باستخدام الحبة القالة فما من يوم أو أيام قليلة تمر الا ونسمع انتحار شاب او فتاه او أب بحبة الغلة واختلفت الأسباب فيما بينهم ولكن اتفقا جميعا على الطريقة المستخدمة فى الانتحار. 

ومن بين تلك الحالات التى تجاوزت ال80 حالة فى عام انتحار ربة منزل مقيمة بقرية ميت طاهر بمحافظة الدقهلية عن طريق تناولها قرص الغلة السامة وذلك لمرورها بأزمة نفسية وخلافات عائلية وبدأت الواقعة عندما استقبل مستشفى منية النصر وى.م.ج 38 عاما مقيمه ميت طاهر، فى حالة حرجة ولفظت أنفاسها حيث أقدمت على الانتحار بتناول حبة الغلة السامة، وسؤال نجلها أحمد.ع.ع.18 عاما أكد أنه أثناء نومه فوجئ يشقيقته توقظه وتقول له إن والدته مريضه ولا تتكلم وقام بنقلها للمستشفى وفارقت الحياة بها، وتبين من التحريات وجود خلافات عائلية ومرورها بأزمة نفسية حادة فقررت التخلص من حياتها. 

وشهدت قرية برمبال الجديدة التابعة لمركز منية النصر فى محافظة الدقهلية، إنتحار على على مسعد 24 سنة عامل ومقيم برمبال الجديدة التابعة لمركز منية النصر على أثر تناوله حبة غلة سامة المستخدمة فى حفظ حبوب الغلال. ولفظ أنفاسه الأخيرة قبل وصوله للمستشفى وذلك لمروره بضائقة مالية.

وتناولت فتاة تدعى هيام ص ع والتى تبلغ من العمر 15 عاما قرص سام يستخدم فى حفظ الغلال تعبيرا عن رفضها إتمام خطبها لشخص غير مرغوب فيه.

ومع ارتفاع معدلات الانتحار باستخدام حبة الغلة طالب أهالى بنى عبيد فى الدقهلية مجلس النواب بقانون يجرم بيع حبة الغلة القاتله وحظر تداولها، تحت شعار "أرواحنا مش رخيصة.. لا لبيع حبة الغلة القاتلة" مجلس النواب، بسن قانون يجرم بيع هذه الحبة القاتلة، ومساواتها بالمخدرات، كما يطالب وزارة الصحة بإدراج هذا المبيد السام في جدول المخدرات.

ومن جانبه قال الشيخ نشأت زارع، خطيب الجمعة بقرية سنفا بمحافظة الدقهلية، "إن الإسلام بريء من المنتحر" مشيرا الى ان أسباب الانحار كثيرة أبرزها ضعف الوازع الديني وعدم الثقة في الله، والسخط على القضاء والقدر، ومنها الفشل سواء كان فشلًا ماليًا، أو اجتماعيًا، أو دراسيًا، ومنها المشكلات الأسرية والجهل بالدين، مناشدا الشباب بيتفهم الوضع والأخذ بالأسباب واحترام قوانين الدنيا ولايقلل من شأن أي عمل طالما حلال.

حبوب الغلال تنتشر في "الزرقا وفارسكور" بدمياط

وفي دمياط تحولت حبة الغلال إلي سلاح الانتحار خاصة لمن يمر بأزمة نفسية أويحاول الهروب من مشاكله، وأنتشرت في الفترة الماضية، حالات الانتحار عن طريق تناول حبوب الغلال السامة، خاصة في مركزي الزرقا وفارسكور، وهم المركزين الذين ظهرت فيهم أكثر من حالة انتحار بتلك الطريقة كان آخرهم سيدة أقدمت على الانتحار في وضح النهار حيث ابتلعت حبة غلة لتنهي حياتها امام الناس في الشارع ولكن تم إنقاذها عن طريق سرعة نقلها للمستشفي.

وبالحصر لحالات الانتحار عن طريق تناول حبوب الغلال السامة، تبين أن اغلب حالات الانتحار في دمياط بين الطلبة بسبب مرورهم بأزمات نفسية او الرسوب في المواد الدراسية وهو ما يدفعهم للجوء الي الانتحار عن طريق الحبة السامة.

وأكد مصدر من داخل مديرية الصحة بدمياط، انه يتم توفير الأمصال وعمل غسيل معدة، ولكن للأسف ان اغلب الحالات تكون بعد مضى وقت كبير ويكون قد بات من الصعب إنقاذ حياتهم وهي اعمار في البداية والنهاية.

وأضاف أنه سبق وأن تم إنقاذ حياة فتاة في العقد الثالث من العمر وتدعي "ش.ي.ا" 29 عام بعد ان نقلها الاهالي الى مستشفى الزرقا المركزي لتناولها قرص غلة محاولة الانتحار، وتحرر محضر بالواقعة، واخطرت النيابة العامة لتتولى التحقيق والتي امرت باستجواب اهالي الفتاة لمعرفة ملابسات الحادث.

يذكر ان هناك عشرات الحالات لقت مصرعها، بتناول الحبة السامة كان آخرها سيدة تدعي فايزة احمد عبده سليمان ١٩ عاما متزوجة بعزبة عطالله التابعة لمركز الزرقا بدمياط، وام لطفلتين،وتم نقلها الي مستشفي الزرقا المركزي حيث دخلت علي اثرها العنايه المركزه وبناءا علي طلب ذويها تم تحويلها مركز سموم المنصورة ولكن كان قد توفاها الله عقب وصولها.

تم اخطار النيابة العامه والتي امرت بإنتداب الطبيب الشرعي لمعرفة اسباب الوفاه واستخراج تصريح الدفن الخاصة بها، واخذ أقوال اسرتها، وتم تحرير محضر شرطي بالواقعة.

تفعيل دور الأزهر والكنيسة

وطالب الدكتور كريم مصباح، عضو نقابة اطباء مصر، بضرورة تفعيل دور الأزهر والكنيسة فى الوعظ والتحذير من الانتحار وبيان سوء عقوبته، وضرورة التوعية فى وسائل الإعلام المناسبة لبيان خطر هذه المادة، مستدركًا: "هذه الحبة تباع فى الصيدليات البيطرية أو محال المبيدات الزراعية ولا تخضع لأى رقابة للحد من عمليات بيعها وتداولها بين المواطنين، كما أنه لا يوجد أى أمصال لمواجهة أضرار هذه الحبة رغم أن آلاف الفلاحين يعتمدون عليها فى تخزين القمح بينما يستخدمها الشباب فى الانتحار مؤخرًا".

وحذر عضو نقابة الاطباء، من إستخدام المزارعين تلك الحبوب فى رش الخضروات والفواكه، ما يضاعف من خطورتها، مطالبًا بتقنين المبيدات شديدة السمية التى يتم توزيعها عن طريق الإرشاد الزراعى أو الجمعيات الزراعية، وذلك للحد من خطورتها وتحديد المسؤولين عن استخدامها فى غير ما وضعت له.