مبادرون يواصلون تطهير المقابر من السحر في الأقصر.. ومدعي "التكلم مع الله" ينضم لهم.. (صور)

محافظات



- تفاصيل تروى لأول مرة عن دور الأزهر بالمبادرة.. وقبول وعاظه التعاون مع السايح بعد مهاجمته 

- السايح يروي لـ"الفجر" قصة ادعاءه بأنه كليم الله.. ولماذا شارك في المبادرة؟

تواصل الفرق التطوعية بالأقصر، تنظيم فعاليات لتنظيف المقابر من القمامة والمخلفات، إضافة إلى تطهريها من أعمال السحر الأسود.

وفي الأشهر الماضية، خرج فريق نبضة المكون من أكثر من 25 شابًا وفتاة، حيث قاموا بعدة حملات في عدد من المقابر بمراكز المحافظة، ليبادر العديد من الشباب والفتيات في المحافظة بطرح الفكرة على أصدقائهم وتكوين مجموعات للبدء في هذا الأمر، لينشأ فريقًا جديدًا "أبناء مصر للخير"، بدأ العمل الأسبوع الماضي، في قرية الرياينة التابعة لمركز أرمنت، وعثر بحسب بيان له، على 371 سحر، وواصل عمله بتنظيف مقابر المحاميد قبلي، اليوم الاثنين، وعثر أيضًا على 110 عمل وسحر سفلي.

وتواصلت "الفجر"، مع فريق "أبناء مصر الخير"، المنشأ حديثًا، للحديث عن هدف المبادرة التي تم تنظيمها، ولكن الغريب للأمر هنا، قيادة الشاب "يوسف السايح" للفريق، وتعاونه مع وعاظ من الأزهر في المبادرة، الذي ادعى سابقًا أنه كليك الله، لتكشف وقائع جديدة تروى لأول مرة عن أزمته وتوبته، ولماذا قبل من هاجموه أولًا وتصدوا لادعاءاته العمل معه.

دور الأزهر في مبادرة تطهير المقابر

في البداية يوضح الشيخ مدحت عبد الستار، واعظ بالأزهر، وأحد قياديي مبادرة تطهير المقابر، الهدف منها، مشيرًا إلى أن فريق "نبضة"، عندما بدأ العمل، كان يحتاج لمن يوجههم عن كيفية التعامل مع حرمة الموتى من جانب شرعي أثناء السير داخل المقابر وليس البحث عن الأعمال السفلية، لأن الميت يتأذى مما يتأذى منه الحي كالسير فوق المقابر، وإلقاء القاذورات.

ومضى بالقول، إن أبناء الأزهر مدربين بالقدر الكافي على أية مستجدات تمس الأمر الشرعي أو المجتمعي، وبعد حصول المجموعة على الموافقات من الجهات المعني، جاءت نقطة بداية تدخلنا في "فك الأعمال" في مقابر الكرنك، عند اكتشاف الفريق قبرًا مكسورًا، ويظهر منه كفن الميت، ولذا جاء هنا دورنا كوعاظ من الأزهر للتعامل معه بالطريقة الشرعية، وعندما فحصناه، فوجئنا أنه ليس كفنًا لميت، ولكنه عمل على قالب من الطوب ومكفن بكفن، وهذا نوع من أنواع السحر، وتعاملنا معه بالطريقة الشرعية، لعد إيذاء أحد من المجموعة، كما فعل النبي صلى الله عليه وسلم، مع أصحابه حين العثور عن السحر الذي سحر به، وحذرهم من فتحه، وقام هوا بإبطاله وعلمهم كيفية التعامل معه.

وعبر الواعظ الأزهري، عن استيائه ممن يعتقدون أن مبادرة تطهير المقابر، بنيت على أساس البحث عن السحر المدفون داخل المقابر، أو الاستعانة بشيوخ يعلمون الأماكن التي توضع فيها الأسحار، مؤكدًا أن ما يجدونه بالصدفة البحتة، وأنه من الممكن وجود أسحار كثيرة في الأماكن التي قاموا بزيارتها، ولم يتمكنوا من العثور عليها.

لماذا اختيار المقابر لوضع السحر بها؟

وعن اختيار مواقع المقابر لوضع السحر بها، أوضح الشيخ "عبد الستار"، أن كل ما يبعد عن تناول الانسان وعدم الوصول إليه من أعمال سحر، يكون فيها السحر أقوى ببقائه أطول فترة زمنية وعدم ابطاله، ولذلك يقوم واضع هذا الأذى بالمقابر التي لا يتردد عليها الكثيرون إلا في المناسبات، ووضع الأعمال في المقابر المهجورة، ومن الممكن اغراء العاملين في المقابر بمبالغ مالية لوضعها في القبور أثناء دفن الموتى أو اية أماكن أخرى.

المقابر الخالية من الأسحار في الأقصر

وتدليلًا على حديثه في الفقرة السابقة، أشار إلى أنه حين زيارة مقابر منطقة العوامية بمدينة الأقصر، لم يعثر على أية سحر فيها، لاهتمام أهالي المنطقة بها، من تركيب أبواب واغلاقها تمامًا بأقفال، وعدم فتحها إلا قبل تشييع جثمان المتوفي بلحظات، على عكس مقابر الحبيل الغير محكمة بأسوار، وكانت مليئة بهذا الأذى من الأسحار.
وطالب الشيخ "عبد الستار"، بضرورة تقنين أوضاع القائمين بالخدمة في المقابر ماليًا، حتى لا يقعوا فريسة لمن يقوموا بهذا الأذى، وضرورة احكام القبور بأسوار وأبواب حتى لا يتمكن الأشخاص من وضع أعمال بداخلها، بالإضافة إلى نظافتها، لأن المتوفى يتأذى مما يتأذى منه الحي.

كيف تعاون مدعي أنه كليم الله مع أزهريون هاجموه سابقًا

ومن جانب آخر، واجه الشاب "يوسف السايح"، في العام الماضي، العديد من الانتقادات بعد نشره فيديو، تحدث فيه عن أنه كليم الله، وكان الشيخ "مدحت عبد الستار"، من أوائل من هاجموه بشراسة، وكون هذا الشاب في الوقت الحالي فريق " أبناء مصر للخير"، وذلك لتطهير المقابر، والذي قبل الثاني وآخرون من الأزهر العمل معه بعد عام من انتقاده.

ورد الشيخ "عبد الستار"، على هذا الأمر بالحديث الشريف عن النبي صلى الله عليه وسلم، والذي قال فيه "لله أشد فرحًا بتوبة عبده من أحدكم براحلته التي عليها طعامه وشرابه فأضلها في أرض فلاة فاضطجع قد أيس منها، فبينما هو كذلك إذا هو بها قائمة على رأسه فلما رآها أخذ بخطامها وقال من شدة الفرح: اللهم أنت عبدي وأنا ربك أخطأ من شدة الفرح".

وأكد مهاجمته بشراسة ليوسف سابقًا، ولكنه قرر التوبة عن ذلك، بالإضافة إلى اكتشاف أن ما قام به نتيجة سحر في البطن، مستكملًا حديثه، بأنه حينما عرض التعاون معنا وتأكدنا من توبته تمامًا، لم نغلق الباب في وجهه، وتعاونا من أجل خدمة المجتمع.

السايح يروي قصة مرضه بالسحر لـ"الفجر"

كما علق "السايح" على هذا الأمر، في تصريح خاص لـ"الفجر"، مؤكدًا أن حديثه عن أنه "كليم الله"، نتيجة سحر مأكول في البطن، هو وزوجته، مما جعله يسمع صوتًا يناديه يقول له "أنا الله"، ويتحدث معه في أمور كثيرة، مضيفًا أن جميع من شاهدوا الفيديو الذي نشر على لسانه بهذا الأمر لم يلتفتوا في أول حديثه عن تعرضه للسحر، والتفتوا لما قيل من حديث آخر، دون التماس العذر لشخص مسحور.

وتابع: "بعد شفائي، قررت تنظيم فريق وعمل المبادرة للقضاء على أية أعمال سفلية تؤذي الغير، بتنظيف المقابر من القمامة، وتطهيرها من السحر"، مؤكدًا الاستعانة بشيوخ الأزهر لكيفية التعامل مع حرمة الموتى، وعدم المساس بالمقابر المغلقة، حيث أن الأعمال التي يعثر الفريق عليها، بداخل القبور المهجورة، أو الأماكن الغير متوقع التعرض لها من العامة.

ومن باب التوعية، أكد يوسف أن هناك فروقًا شاسعة بين السحرة الدجالين، وبين المعالجين بالقران الكريم، لافتًا إلى أن من يطلب اسم الشخص المصاب أو اسمه واسم والدته فهو ساحر حتى لو قرأ قرءانا، أما المعالجين من السحر بالقرآن، فلا يحتاجون لأسماء أشخاص أو أمهاتهم، وهذا ما أكد عليه "الشيخ عبد الستار" أيضًا.

واختتم حديثه، بأن السحرة الذي يستطيع بالفعل تسخير الجان على أشخاص بقصد الأذى، يقومون بعملية تسخير أخرى على من يقصدهم في ايذاء الغير، وذلك من أجل عدم الاستغناء عنهم، والتردد عليهم مرارًا وتكرارًا لكسب الأموال منهم، ناصحًا المواطنين بعدم التعامل معهم مطلقًا لعدم ايذاء أنفسهم دون دراية.