قبل عرضه في مهرجان الجونة.. يوسف نعمان يكشف كواليس "هذه ليلتي"
قبل عرضه في مهرجان الجونة..يوسف نعمان يكشف كواليس "هذه ليلتي"
بعد ٣ سنوات على خروج فيلمه الروائي القصير الأول "جميلة" للنور، يستعد المخرج الشاب يوسف نعمان للعرض الدولي الأول لفيلمه الثاني "هذه ليلتي" في الدورة الثالثة من مهرجان الجونة السينمائي، والتي تنطلق في ١٩ سبتمبر الجاري، وتستمر حتى ٢٧ من نفس الشهر.
سبق للمخرج يوسف نعمان أن قدم فيلمه الأول "جميلة" عام ٢٠١٦، وتبلغ مدته ١٥ دقيقة، وتدور أحداثه حول أزمة نفسية ومجتمعية لفتاة مصرية، وهو انتاج مستقل بدعم من شركة "ريد ستار"، ونتاج مشروع تخرجه من الجامعة الفرنسية بالقاهرة، وشارك الفيلم في عدد من المهرجانات الدولية في سويسرا ونيجيريا ومسقط، إلى جانب مهرجان زاوية، ومهرجان الأسكندرية الدولي لدول البحر المتوسط، كما حاز الفيلم على جائزة أفضل عمل أول في المهرجان القومي للسينما المصرية.
كشف "نعمان" في حوار خاص ل"الفجر الفني" عن كواليس فيلمه الجديد، موضحًا أن مدته الزمنية لا تتجاوز ١٥ دقيقة، ويلعب بطولته كل من الفنانة الشابة ناهد السباعي، والفنان شريف الدسوقي الحاصل على جائزة أفضل ممثل في مهرجان القاهرة السينمائي الدولي في دورته السابقة عن دوره في فيلم " ليل خارجي"، وطفل من ذوي الاحتياجات الخاصة.
وأوضح "نعمان" أن قصة الفيلم تدور حول سيدة من طبقة مهمشة، تذهب لشراء الآيس كريم لابنها من ذوي الاحتياجات الخاصة في أحد الأحياء الراقية، ويرصد الفيلم المعاناة التي تواجهها، وإصرارها على إسعاد طفلها مهما كانت العقبات، مشيرًا إلى أن صناعة الفيلم استغرقت عامين، بداية من كتابة السيناريو الذي اشترك فيه مع المؤلف أحمد إيهاب، لكن عملية البحث عن تمويل هي ما أطالت عمر الفيلم حتى خرج للنور.
وأشار "نعمان" إلى اهتمامه وحرصه على مناقشة قضايا المرأة، حتى أن بطلتي فيلميه امرأتين، كما أنه رغب في تقديم عمل عن شخص من ذوي الاحتياجات الخاصة، وهو ما جذبه في سيناريو "هذه ليلتي" الذي لعب على خطين مهمين يشغلانه، موضحًا أن ليس من الضروري أن يمر الشخص بنفس التجربة حتى يناقشها ويقدمها في عمل فني، فيكفي أن يستشعر ما مر به الآخرين حتي يتمكن من نقل معاناتهم.
وأضاف "نعمان" أن الصعوبات التي تواجه صناع السينما الشباب ليست في إقناع النجوم بالمشاركة، لأنهم يقتنعون في حال أعجبوا بالعمل ومخرجه، مؤكدًا أن أكبر الصعوبات تتمثل في الحصول على تمويل، كاشفًا عن حصول "هذه ليلتي" على جائزة مؤسسة كليكفاندينج لدعم مشاريع الافلام القصيرة، و منحة الدعم من الاتحاد الأوروبي - اليونيسيف، وانتاج شركة "ريد ستار"، لافتًا إلى أنه ليست هناك معايير أو مقاييس لصناعة الأفلام القصيرة لأن كل عمل له ظروفه الخاصة.
وتابع "نعمان" أن الطريق الأفضل للفيلم القصير هو تقديمه في المهرجانات الدولية، لذلك فأن العرض الأول للفيلم سيكون من خلال مهرجان الجونة، وبعدها سيشارك في عدد من المهرجانات الدولية وفقًا لبرامجها الزمنية.
وواصل "نعمان" أنه يريد دومًا تقديم فيلم حلو يشبهه، ولا يشغله ما إن كان هو مؤلف العمل أم أنه مشارك في كتابته أو أنه سيناريو لشخص آخر، مؤكدًا أن أي مخرج بدوره يضيف بالتعاون مع السيناريست لأي سيناريو يقدمه أو يغير فيه وفقًا لرؤية مشتركة بين المخرج والمؤلف.
وأبدى "نعمان" ترحابه بمبدأ إعادة تقديم أفلامه القصيرة في أفلام روائية طويلة، ولكن ليست كتطوير أفكار وإنما امتدادًا لها، مبينًا أن آلام الناس واحتياجتهم هو أكثر ما يشغله ويحرص على تقديمه في أعماله، كما حدث في فيلميه الأول والثاني.
وأكد "نعمان" أن صناعة الأفلام القصيرة أصعب من الطويلة، رغم أنها أقل في مدة التصوير، لكن تقديم الدراما في فيلم قصير أصعب من الطويل، مبينًا أن اعتبار صناعة الفيلم القصير مرحلة انتقالية ليس عيبًا، لكن المشكلة تكمن في ابتعاد المخرجين عن صناعة الأفلام القصيرة نهائيًا بعد تقديم أعمالهم الطويلة، مستشهدًا بمخرجين كبار لا يزالون يقدمون أفلام قصيرة رغم رواج أعمالهم الطويلة وشهرتها عالميًا.
وتمنى "نعمان" في ختام حديثه ل"الفجر الفني" أن يزداد الاهتمام بصناعة الأفلام القصيرة وترويجها بشكل جيد، وأن تزداد المهرجانات ودور العرض المهتمة بها داخل مصر، وأن يعلن عنها بطريقة جيدة، وبأسعار منخفضة حتى يزداد جمهورها والإقبال عليها، وهو ما سيكون حافزًا لصناع الأفلام لتقديم أعمال جيدة.
