في ذكرى تأسيسها.. المقاومة الإيرانية تاريخ من النضال ضد النظام الإيراني (تقرير)

عربي ودولي

بوابة الفجر


تحيي المقاومة الإيرانية ذكراها التأسيسية الـ 54 في وقت تؤكد فيه ثباتها القوي على المناضلة ضد نظام الملالي حتى إسقاطه وانهياره، مؤكدة على مبادئها الدائمة في ترسيخ مبادئ الديمقراطية، والتأكيد على مبدأ المساواة بين أبناء الشعب الإيراني، الذين يضحون بالغالي والنفيس في سبيل التخلص من النظام الذي أصبح مهددا لبقاء مواطنيه، ومخرباً لشعوب المنطقة.

تأسيس المقاومة

تعرف منظمة مجاهدي الشعب الإيراني أو منظمة مجاهدي خلق الإيرانية (بالفارسية، بأنها سازمان مجاهدين خلق إيران)، وتعد من أكبر وأنشط الحركات المعارضة في المنطقة التي تأسست في عام 1965 على أيدي مثقفي إيران من الأكاديميين بهدف إسقاط نظام الشاه.

ثورة الشاه وبداية النضال ضد الملالي

ساهمت المنظمة بدور منقطع النظير في سقوط نظام الشاه، بعد نضال كبير تجلى في انتصار الثورة التي اندلعت ضده آنذاك، وبعد إعدام مؤسسيها وعددًا كبيرًا من أعضاء قيادتها، تكللت المقاومة بدور آخر، ظهر في مناوئتها لنظام الحكم الإيراني الجديد، وصل إلى حد التقاتل بين الجانبين في صراع محتدم يستمر حتى الآن، وهو نظام الملالي الإجرامي، الذي استولى على البلاد، وفرض عليها حكماً شاذا، جرّ على إيران وشعوب المنطقة الكثير من الويلات.

مواجهات حاسمة

أعلنت المقاومة في تلك الفترة وتحديدا من من 20 يونيو 1981 ممثلة في منظمة مجاهدين خلق عن نضال مسلح ضد جمهورية الملالي الإرهابية، وشهدت تلك الفترات معارك قوية تخللها اصطدامات عديدة مع نظام ولاية الفقيه، التي قررت التخلص من جميع معارضيها، وهو ما أفقد منظمة مجاهدي خلق الكثير من شهداءها، دفاعاً ونضالاُ ضد الحكم الغاشم.

شهداء بالجملة

وبحسب مناضل المقاومة الأول مسعود رجوي، أوضح أن المقاومة فقدت عشرات الآلاف من شهداءها نتيجة المعارك بين المقاومة والنظام، وهو ما لم يثن المقاومة على مواصلة دورها القوي في النضال ضد النظام، حيث وسعت من مساحة معارضتها، فأصبح من الداخل والخارج إلى هذا اليوم.

مجزرة السجناء في 1988

تواصل النضال للمقاومة الإيرانية، التي لا تزال ثابتة على مبادئها في مقاتلة النظام حتى الرمق الأخير، إلا أنها وفي وسط هذا، وقع في حق نشطائها وأعضائها، المجزرة الأشنع عام 1988، والتي تعد من النقاط السوداء في تاريخ نظام الملالي الإرهابي، الذي أعدم منها ما بين 8.000 إلى 30.000 شخص.

فتوى "الخميني" الدموية

وحدثت الإعدامات التي نالت من أعداد المعارضين الهائلة المنتمين للمقاومة، بدءا من 19 يوليو 1988 وظلت خمسة أشهر، أُعدم خلالها الآلاف من السجناء، فيما تمت عمليات الإعدام بتكتم وسرية تامة، وقبل تنفيذ عمليات الإعدام بفترة قصيرة أصدر الخميني سراً فتوى لإعطاء الشرعية على عمليات الإعدام في رسالة جاء فيها إن أعضاء مجاهدي خلق يحاربون الله واليساريين مرتدين عن الإسلام.

"رجوي" تحيي ذكرى التأسيس

وأحيت زعيمة المقاومة الإيرانية ذكرى تأسيس المقاومة، حيث خاطبت جموع المقاومة، قائلة: "أيتها الأمهات، وأيها الآباء وأيتها النساء وأيها الرجال الذين تحمون منظمة مجاهدي خلق الإيرانية بأرواحكم ودمائكم وقلوبكم، مبارك عليكم جميعًا وللشعب الإيراني انطلاقة العام الخامس والخمسين للحياة السعيدة لمنظمة مجاهدي خلق الإيرانية".

وذكرت أن تلك الذكرى، "هو يوم تأسيس استراتيجيتنا التي جوهرها دفع الثمن دون انتظار أجر، ويوم بدء طريقتنا، ونهجنا المعتمد على الصدق والفداء، مقدمة التهاني للشهداء، واصفة إياهم بـ "الكبار مؤسسي تاريخ المقاومة من أجل الحرية والمساواة؛ وهم محمد حنيف نجاد، وسعيد محسن، وأصغر بديع زادكان".

المؤسسون للمقاومة

وأكدت "رجوي" أن مؤسسي "مجاهدي خلق" فتحوا الطريق المسدود لنضال الشعب الإيراني، مشيرة إلى أنهم قطعوا خطوات في طريق صعب وغير معروف، وشقوا الطريق المسدود، وتسلحو باليقين والإيمان.
وأوضحت: "إنهم بدأوا كل شيء من جديد؛ نضالًا محترفًا، نضالًا قائمًا على أساس القضية، والإيمان بنفي الاستغلال ومبنياً على التضحية والتفاني".

فخر واعتزاز

وقالت: "إني في غاية الفخر والاعتزاز أن أكون عضوة في منظمة تأسست بيد أكبر قائد ثوري في تاريخ إيران المعاصر، أفتخر أن أكون عضوة في منظمة ومقاومة قادها مسعود رجوی (قائد المقاومة) طيلة خمسة عقود من النضال الدؤوب ضد نظامين ديكتاتوريين وفي مسيرة الازدهار والتطور".

نساء المقاومة

وأضافت: "أشعر بالاعتزاز من صميم القلب بأني عضوة في منظمة وحركة قادتها وتقودها النساء المجاهدات 30 عامًا في موضع الأمين العام للمنظمة، وموقع قيادتها على طول عمر المنظمة البالغ 54 عامًا".

وأكدت أن نساء المقاومة يمثّلن رموز الصراحة والصدق، والحيوية والنشاط، والصلابة، والنضال والتحدي، والتفاني والخضوع، وتحمل المسؤولية، والخلوص والصدق وهنّ قادة الصمود والصبر والانتصار.

دور هام وقوي

واستطردت: "منظمة مجاهدي خلق لعبت ومازالت تلعب دورًا مهمًا في هذه النهضة الثورية التي بدأت منذ قرن، وأن سجلها يتضمن تاريخًا من رسم وتعزيز الآفاق المستقبلية، لتحقيق الحرية والسلطة الشعبية والعدالة والمساواة في إيران".

مشروع المقاومة

وأكدت "رجوي" أن مشروع مجاهدي خلق يتخلّص في الحرية والمساواة، حيث تختزن منظمة مجاهدي خلق في تنظيمها، صمود الشعب الإيراني على مدى التاريخ وأثمرته، قائلة: "إني أريد أن أطمئنكم بأن هذه المنظمة ترفع راية مشروع إنقاذ المجتمع الإيراني من براثن الاستبداد والتمييز والاضطهاد وإنها ستحقق طموحات الشعب الإيراني الحقيقية من أجل مستقبل سعيد".

وأوضحت أن هذا المشروع هو موضوع نضال المنظمة على مدى 54 عامًا، مشيرة إلى أن تحقيق هذا المشروع كان هدف دماء مائة وعشرين ألف شهيد من خيرة أبناء الشعب الإيراني، وهو غاية معاناة وعذابات مئات الآلاف من السجناء السياسيين، وكُربة ملايين المعارضين المضطهدين.

"خامنئي" أكبر سارق في تاريخ إيران

وشددت أن مازالت سياسة نظام الملالي، طوال السنوات الأربعين الماضية ينصب على اغتنام ثروات الشعب الإيراني، مشيرة إلى أنهم استحوذوا على الأراضي المشاعة، والغابات، والموارد البيئية، والمياه، والبنوك وسوق الصرف، والمصانع والشركات المملوكة للحكومة، وجزء كبير من عوائد النفط والغاز والبتروكيمياويات، والاتصالات وسوق التطبيقات والبرامج الإلكترونية، مؤكدة أن "خامنئي" أكبر سارق في تاريخ إيران.