بوتين يرفض دعوة "أبي" للتوقيع على معاهدة سلام الحرب العالمية الثانية

عربي ودولي

الرئيس الروسى فلاديمير
الرئيس الروسى فلاديمير بوتين



قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، لرئيس الوزراء الياباني شينزو آبي، اليوم الخميس، إن علاقات طوكيو العسكرية مع الولايات المتحدة والعديد من القضايا الأخرى تجعل من الصعب على اليابان وروسيا التوقيع على معاهدة سلام الحرب العالمية الثانية.
ووفقاً لوكالة رويترز، أدلى بوتين بهذا التصريح في منتدى اقتصادي في الشرق الأقصى الروسي بعد أن دعاه آبي إلى حل الخلاف بين البلدين حول سلسلة من الجزر المتنازع عليها والتي منعت الدولتين من توقيع معاهدة سلام.

وتطالب طوكيو بجزر غرب المحيط الهادئ، التي استولت عليها القوات السوفيتية في الأيام الأخيرة من الحرب العالمية الثانية، وهي معروفة في اليابان باسم الأقاليم الشمالية والكوريل الجنوبية في روسيا.

وأكدّ الزعيم الروسي أنه يأمل في أن يتم توقيع معاهدة سلام في المستقبل، وأن يتمكن البلدان في نهاية المطاف من حل خلافاتهما الطويلة الأمد.

"وقال بوتين "لسوء الحظ، للأسف بالنسبة لنا، هناك قضايا عسكرية وقضايا دفاعية وأمنية.. علينا أن نفهم التزامات اليابان تجاه بلدان ثالثة، بما في ذلك الولايات المتحدة ".

وأثارت موسكو مرارًا المخاوف بشأن نشر الأنظمة العسكرية الأمريكية على الأراضي اليابانية.

وقبل لحظات من تعليقات بوتين، أشاد آبي بالعلاقات التجارية بين روسيا واليابان، وقال إن الخطوة الطبيعية التالية في العلاقات ستكون توقيع معاهدة سلام، والتي أوضح أنها "المهمة التاريخية" لزعيمي البلدين.

وتابع آبي: "فلاديمير، دعونا نفعل كل شيء معًا للمضي قدمًا طوال الوقت حتى نصل إلى هدفنا".

ولا تزال جزر الكوريل الغنية بالمعادن والأسماك، والتي تؤمن وصول الأسطول الروسي إلى المحيط الهادئ، في خضم نزاع حدودي بين موسكو وطوكيو، رغم مرور 70 عاما على انتهاء الحرب العالمية الثانية.

وتقع هذه الجزر الأربع في أقصى الجنوب، ولذلك فهي الأقرب إلى اليابان من سلسلة طويلة من الجزر البركانية، التي تتناثر على شكل قوس بين شبه جزيرة كامتشاكتا الروسية في الشمال، وجزيرة هوكايدو اليابانية الكبيرة في الجنوب.

وتشكل هذه الجزر التي تسميها روسيا «كوريل الجنوبية»، واليابان «الأراضي الشمالية»، جزءا في الوقت الراهن من منطقة سخالين الروسية في أقصى الشرق الروسي. وهي إيتوروب (ايتوروفو باللغة اليابانية) وكوناشير (كوناشيري) وشيكوتان وهابوماي.

لكنها ما تزال من وجهة نظر اليابان تابعة لمديرية هوكايدو، و«تحتلها روسيا بصورة غير شرعية»، ويحول احتلالها دون توقيع معاهدة سلام بين البلدين.

وفي 1786 طالبت الإمبراطورة كاترين بالسيادة على مجمل جزر الكوريل، بعد تقرير وزاري أفاد بأن «ملاحين من روسيا» قد اكتشفوا هذه الجزر و«يجب أن تنتمي بالتأكيد إلى روسيا». لكن أول معاهدة بين روسيا القيصرية واليابان رسمت في 1855 الحدود بين البلدين في منطقة تبعد عن الجزر الأربع القريبة من اليابان. وبعد عشرين سنة من ذلك، أي في 1875 أعطت معاهدة جديدة طوكيو مجمل جزر، الكوريل بما في ذلك الجزر الواقعة شمال هذه الحدود.

وفي 18 من أغسطس 1945 هاجم السوفيات الأرخبيل من أجل ضمه، بما في ذلك الجزر الجنوبية الأربع. ومنذ ذلك الحين، تنتقد طوكيو هذا التحرك وتعتبره ظلما مذكرة بمعاهدة 1855.

ومن جانبها، تتحصن روسيا بمؤتمر يالطا (فبراير/شباط 1945)، الذي حصل ستالين خلاله من الرئيس الأميركي فرانكلين روزفلت على وعد باستعادة جزر الكوريل في مقابل دخولها الحرب ضد اليابان. وفي 1965 عندما تمت إقامة علاقات دبلوماسية مع اليابان تعهد نيكيتا خروتشيف بإعادة أصغر جزيرتين (شيكوتان وهابوماي) في مقابل معاهدة سلام.

لكن لم تحرز المفاوضات أي نتيجة بعد، على رغم أنها بدأت بعد سقوط الاتحاد السوفياتي في 1991.

وأضاف التقرير أن هذه الجزر غنية جدا بالمياه الحرارية والمعادن والمعادن النادرة مثل الرينيوم، الذي يستخدم في صنع محركات الطائرات الأسرع من الصوت. لكن أهم ما تتميز به هذه الجزر، حسب مراقبين، هو «الاحتياطات غير المحدودة للأسماك».

ومن وجهة نظر «استراتيجية» فإن الجزر تتحكم في الوصول الدائم إلى المحيط الهادي للسفن الحربية والغواصات الروسية المتمركزة في فلاديفوستوك، وذلك بفضل مضيق بين كوناشير وايتوروب، الذي لا يتجمد في الشتاء، وتحمي في الوقت نفسه بحر أوخوتسك من تدخل محتمل للغواصات الأجنبية.

وتناقش موسكو وطوكيو منذ سنوات فكرة استثمار مشترك لجزر الكوريل، لكن الخبراء ما زالوا حتى الآن يشككون في إمكانية أن تسفر هذه المناقشات عن نتيجة.