"الخط العربي".. علامة الآثار الإسلامية وبلغ مجده على العمارة المملوكية

أخبار مصر

د. أوس الأنصاري
د. أوس الأنصاري


قال الأستاذ الدكتور أوس الأنصاري أستاذ الخط العربي، إن الخط أحد مكونات الآثار الإسلامية فهو ليس عنصرًا للتوثيق فقط بل هو عنصرًا زخرفيًا، والخط الذي كتب به القرآن الكريم سمي في مكة الخط المكي وفي المدينة سمي الخط المدني، كان في هذا العصر يسمى كتابة أكثر منه، جاء ذلك في محاضرة له ألقاها صباح اليوم بمتحف النسيج المصري بعنوان "الخط العربي وتطوره" والتي شهدها عدد كبير من المهتمين بالشأن الأثري، والشأن التراثي، وعدد من طلاب الماجستير والدكتوراه.

وأضاف أنصاري، أن بداية الخطوط كانت بالخط الكوفي الهندسي وهو خط جاف وليست به طواعية، ظل يكتب به المصحف حتى القرن الخامس الهجري، ويعتبر من بدايات علامات الآثار الإسلامية.

وأشار إلى أنه بعد فترة بدأ الخطاطين البحث عن حروف أكثر ليونة وطواعية وبدأ ذلك في الدولة الأموية والعباسية، حيث ظهرت بدايات خط النسخ والثلث، وهناك فارق بينهما.

ونجد أن من بدايات العصر الأيوبي في مصر وينتشر خط الثلث على العمائر، وقد بلغ ذروة ازدهاره في العصر المملوكي، حتى أن عمائرهم قد اشتهرت به.

جاءت محاضرة الدكتور أوس الأنصاري خلال دورة المنسوجات الأثرية بمتحف النسيج، والمتحف يضم قطع نسيجية أثرية مليئة بنماذج مختلفة من الخطوط، سواء الكوفي أو الثلث أو غيرها من ألوان هذا الفن.

ويقودنا الحديث عن متحف النسيج للحديث عن شارع المعز لدين الله الفاطمي، فالمتحف أحد أبرز معالم الشارع، حيث يقع متحف المسيج في مواجهة مدرسة الظاهر برقوق.

العصر المملوكي عصر ازدهار خط الثلث
واستدل أوس الأنصاري بالمباني المملوكية الموجودة في شارع المعز، وضرب عددا من الأمثلة بالأبنية الأثرية في هذا الشارع الزاخرة بمختلف أنواع الخطوط، حيث نجد في مجموعة السلطان قلاوون الشريط الكتابي على جداو المجموعة المواجهة للشارع بخط الثلث، وأيضًا في الضريح من الداخل الكوفي المربع.

الأقمر أقدم واجهة حجرية في مصر
كما نجد على جامع الأقمر وهو أقدم واجهة حجرية موجودة في الشارع الخط الكوفي المزهر، وكذلك نجد خط النستعليق على سبيل محمد علي باشا، وهكذا في بقية الشارع.

شارع المعز درة الآثار الإسلامية
وشارع المعز لدين الله الفاطمي هو درة الآثار الإسلامية في القاهرة، وهو أكبر متحف مفتوح في العالم، ويضم روائع الآثار من كل العصور، ففيه آثار فاطمية كحامع الحاكم والأقمر، وأيوبية كقبة الصالح نجم الدين أيوب، ومملوكية كمجموعة قلاوون ومدرسة برقوق، وعثمانية كسبيل خسرو باشا وبيت السحيمي، وآثار عصر أسرة محمد علي كسبيل محمد علي باشا والذي تحول لمتحف النسيج.

شارع القاهرة الرئيسي
وهو شارع القاهرة الرئيسي والذي كان على جانبيه القصرين الغربي والشرقي الكبير والصغير، فسمي بين القصرين، وسمي كذلك بالقصبة العظمى حيث هو الشارع الرئيسي بالمدينة الجديد التي بناها جوهر القائد الصقلي بأمر المعز لدين الله الفاطمي كعاصمة لمصر، وصار الشارع عناية كل ملوك وأمراء مصر على مر العصور وخصوصًا في العصر المملوكي. 

القاهرة رابع عواصم مصر الإسلامية
وكانت أولى عواصم مصر الإسلامية هي الفسطاط، وثانيها العسكر والتي أنشأها العباسيون، وثالها مدينة القطائع الطولونية ورابعها مدينة القاهرة، وظهرت عدة مصطلحات جديدة في تخطيط القاهرة مثل الحارة لتدلل على المناطق السكنية أو الأحياء وأخذت كل حارة اسم الجماعة أو القبيلة التي سكنتها أو نسبة إلى شخصية ذات شأن مثل زويلة والحسينية، والجودرية، واليانسية، والريحانية، وبرجوان، وأمير الجيوش، والجمالية، والغورية.