بعد التصعيد المتبادل بين حزب الله وإسرائيل.. لبنان إلى أين؟

تقارير وحوارات

بوابة الفجر


بدأ الهجوم بين إسرائيل وحزب الله بلبنان، يوم الأحد الماضي بعد أن أعلن حزب الله أنه استهدف عربة عسكرية إسرائيلية وقتل أو أصاب راكبيها، ثم ظهرت طائرة عمودية بالقرب من موقع الهجوم وتنقل ضحيتين، وانتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي صور للجنديين ينقلان إلى مستشفى في حيفا، شمالي إسرائيل، وأوقف حزب الله النار بعدها.

 

 أعلنت الحكومة الإسرائيلية، أنه لم يكن هناك أي ضحايا في الهجوم، كما أن العربة العسكرية كان فيها جنود قبل الهجوم بنصف ساعة، ولكنها كانت فارغة وقت الهجوم، وفي المقابل اعتمد حزب الله على الصور التي ظهر فيها الضحايا المفترضون للتأكيد على أن هجومه أصاب جنودا إسرائيليين.

 

أكد حسن نصر الله زعيم حزب الله، في تصريحات له السبت الماضي، أن رد الحزب على إرسال إسرائيل لطائرتين مسيرتين مفخختين، إلى ضاحية بيروت الجنوبية سيكون مفتوحا وأن "الأمر محسوم".

 

تهديدات بين طرفين

 

أكد بنيامين نتنياهو رئيس الوزراء الإسرائيلي، في بيان مصور بثه على "تويتر"،أن احتمال أن تلجأ إسرائيل لشن عمل عسكري في المستقبل لمنع "حزب الله" من امتلاك صواريخ يمكن توجيهها بدقة تجاه أهداف في إسرائيل، وقال: "سنواصل القيام بكل ما يلزم للدفاع عن إسرائيل في البحر والبر والجو، سنواصل مواجهة تهديد الصواريخ دقيقة التوجيه".

 

لم يتأخر حزب الله اللبناني، في تنفيذ تهديدات زعيمه حسن نصر الله، بالرد على إطلاق إسرائيل طائرتين مسيرتين مفخختين الأحد الماضي، على ضاحية بيروت الجنوبية التي تعد معقلا للحزب.

 

اسرائيل ترد

 

فقد أعلن حزب الله عن تدمير آلية عسكرية إسرائيلية، قرب الحدود مع إسرائيل وقتل وجرح من فيها، في وقت نفى فيه الجيش الإسرائيلي أن يكون أحد من جنوده قتل أو جرح، وبدأ مباشرة في قصف منطقة جنوب لبنان بالمدفعية.

 

من جانبه، أكد أفيخاي ادرعي المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي للإعلام العربي، أنه تم رصد إطلاق عدد من القذائف المضادة للدروع، باتجاه قاعدة ومركبات عسكرية ، في منطقة أفيفيم شمالي إسرائيل؛ حيث تمت إصابة بعض منها.

 

وأضاف أدرعي في بيان له، أنّ الجيش الإسرائيلي رد باتجاه بعض مصادر النيران وباتجاه أهداف في جنوب لبنان، دون ذكر أية تفاصيل أخرى، ودون نفي أو تأكيد ما أعلنه "حزب الله" بشأن إصابة آلية عسكرية إسرائيلية.

 

تضليل اسرائيل

 

ولم يعترف الجيش الإسرائيلي صراحة بعملية التزييف والكذب التي مارسها، إذ قال إن الجنود نقلوا إلى قسم الرعاية المركزة في المستشفى، وخرجوا دون تلقي أي علاج.

 

وذكرت صحف إسرائيلية بعدها أن عملية التضليل الإعلامي وقعت فعلا، اعتمادا على مصادر عسكرية، مشيرة إلى بعض الصحفيين، أن الجيش الإسرائيلي وعد بعدم اللجوء إلى عمليات تضليل للرأي العام وحتى الأعداء باستعمال الأخبار الملفقة.

 

وحذر ضباط سابقون الجيش الإسرائيلي من اندلاع حرب بين إسرائيل وحزب الله على الرغم من تصريحات الطرفين بعدم رغبتهما في نزاع مباشر الآن.

 

لبنان ترد

 

على الصعيد السياسي، أجرى سعد الحريري رئيس الوزراء اللبناني، اتصالين هاتفيين بواشنطن وباريس، وطالبهما والمجتمع الدولي بالتدخل ووقف التوتر، ووفقا للوكالة الوطنية للإعلام بلبنان، وقد اتصل الحريري رئيس وزراء لبنان بكل من وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو، ومستشار الرئيس الفرنسي إيمانويل بون.

 

حرب بالوكالة

 

وفي الوقت الذي لم يتضح فيه بعد، المدى الذي يمكن أن تنفتح عليه المواجهة بين حزب الله ولبنان، يعتبر الحزب أن ما أقدم عليه، هو رد على العملية الإسرائيلية بإرسال طائرتين مسيرتين مفخختين، للضاحية الجنوبية حيث مقرات حزب الله، في حين يخشى كثير من اللبنانيين من أن يدفع لبنان، ثمن أية مواجهة مفتوحة بين حزب الله وإسرائيل.

 

يتوقع المتخوفون وقوع مواجهة بين الطرفين، هو حرب بالوكالة ينفذها الحزب نيابة عن إيران، وسعي إسرائيلي في الوقت نفسه لتصفية الحسابات مع إيران على الأراضي اللبنانية.

 

وعلى الجانب الإسرائيلي، يرى مراقبون، أن اندفاع اسرائيل تجاه مواجهة مع حزب الله على الأراضي اللبنانية، وكذلك تنفيذ إسرائيل لعدة هجمات مؤخرا ضد أطراف تعتبرها محسوبة على إيران في عدة دول عربية، هو بمثابة نوع من الدعاية الانتخابية التي تستثمر المواجهات العسكرية لصالح الساسة الإسرائيليين.

 

أعباء الحرب

 

ينفى بعض الخبراء، احتمالية وقوع حرب بسبب عدم قدرة الطرفين علي تحمل عبء العودة إلى ما حدث في 2006 عندما نشبت حرب استمرت شهرا بسبب عملية عبر الحدود نفذها حزب الله، وراح ضحية تلك الحرب 1200 لبناني أغلبهم مدنيون و158 إسرائيليا أغلبهم جنود، بحسب "رويترز".

 

واكتفى الطرفان، اللذان خاضا حربا لمدة شهر في عام 2006، بذلك على ما يبدو، واستأنفا ممارسة أعمالهما المعتادة وعاد الهدوء إلى المنطقة الحدودية.