فتوى "الإصلاح".. شيطنة للجنوب وإشعال لليمن

السعودية

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية



منذ العملية المزدوجة التي استهدفت معسكر الجلاء ومركز شرطة الشيخ عثمان في العاصمة المؤقتة عدن، أظهرت الجماعات الإرهابية مخالبها وسمومها في خضم أحداث متسارعة أظهرت حجم الصراعات ومدى أبعاد المؤامرة بين الأطراف التي تحاول إحكام قبضتها على السلطة في المحافظات الجنوبية.

وفي إطار التداعيات للأحداث صدر عن ما يسمى (هيئة علماء اليمن) بيانا سياسيا بغطاء عباءة الدين، وأعاد لغة فتاوى العام 1994 التي أوجدت المسوغات لتلك الحرب التي ما تزال تأثيراتها السلبية تتسبب في تفاقم الصراعات بين الجنوب والشمال، فالاحتقان السياسي المعاصر يعد جزء من تلك الحرب ونتائجها المدمرة.

فالبيان الصادر عن "هيئة علماء اليمن"، عاد لتبني الخطاب السياسي دون مراعاة لما يجب أن يكون عليه الخطاب الديني، الذي يجب أن يدعو للتسامح وتحكيم العقل، إلا أن ما حمله البيان من تشدد سياسي معتبرا المجلس الانتقالي الجنوبي "متمردا" بحسب البيان، الذي يكرر ما يصدر عن جماعة الإخوان من خطابات وبيانات تستغل النصوص الدينية بإخضاعها لما يحقق مصالح الجماعة السياسية.

وكشف البيان حقيقة أن حزب التجمع اليمني للإصلاح يقف خلف كل الخطابات المحتقنة سواء الصادرة عن الرئاسة أو الحكومة أو البرلمان، فكلها تحت سقف واحد تعمل على تأجيج النفوس وتمهد للاقتتال، وهذا ليس حكراً على حزب الإصلاح في اليمن فذات التوظيف استخدمته الجماعة في مصر وتونس وليبيا وغيرها من مناطق الصراعات التي كان فيها الإخوان طرفاً فاعلاً فيها.

فلا فرق بين البيان الصادر عن هيئة علماء اليمن وتلك الفتاوى، التي سوغت حرب الشمال اليمني على الجنوب في 1994، فحتى لفظ "الردة" عاد بعد ربع قرن من فتاوى اعتبرت الجنوبيين مرتدين عن الوحدة وأنهم ملاحدة وشيوعين يجوز قتالهم للفظ مرادف معتبراً المجلس الانتقالي الجنوبي أنه "متمرد" ويجب التعامل معه بالقوة.

وفي واقع الأزمة فإن المبادرة السعودية، التي طلبت الأطراف للحوار وذهب وفد المجلس الانتقالي للسعودية فيما تخلفت الحكومة اليمنية، تظل الطريق الأوحد للخروج من المأزق وليس بخطاب سياسي يتلبس بالدين يدعو للاقتتال بمسوغات الردة والتمرد وغيرها من ألفاظ يستخدمها التنظيم الإرهابي لتمرير أجنداته التخريبية في اليمن.