"المنسوجات الأثرية في العصر العثماني".. محاضرة لشادية الدسوقي في متحف النسيج

أخبار مصر

بوابة الفجر


قالت الدكتور شادية الدسوقي أستاذ الفنون والآثار الإسلايمة ورئيس قسم الآثار السابق بكلية الآثار جامعة القاهرة، إن مصر تعد من أغنى الدول إنتاجًا للمنسوجات الأثرية، بل إن أنواع النسيج في مصر متعددة بشكل كبير في مختلف فروع هذا الفن سواء من النواحي الصناعية أو من النواحي الزخرفية، جاء ذلك في محاضرة لها ألقتها صباح اليوم بمتحف النسيج المصري بعنوان "المنسوجات الأثرية وأنواع النسيج في العصر العثماني" والتي شهدها عدد كبير من المهتمين بالشأن الأثري، والشأن التراثي، والعدد من طلاب الماجستير والدكتوراة.

وخلال محاضرتها أوضحت الدسوقي أن مصر علمت العالم النسيج منذ بدء التاريخ، فقد اكتشفنا منسوجات عمرها يقارب الـ 6000 عام، بل إن مصر هي البلد الأولى في صناعة النول، ولدينا العديد من الأدلة الأثرية على ذلك، بل إن لدينا عدد من القطع الأثرية التي تدلل على وجود المغاسل العامة والخاصة مما يدل على معرفة المصريين بفنون النسيج وصيانتها وذلك قبل ما يقرب من 3500 عام قبل الميلاد.

جاءت محاضرة الدكتور شادية الدسوقي خلال دورة المنسوجات الأثرية التي عقدها متحف النسيج المصري في الفترة من 2 إلى 5 سبتمبر، والتي شهدها العديد من العاملين بوزارة الاثار، ومن طلاب وطالبات كليات الآثار سواء بمرحلة البكاليريوس أو الماجستير أو الدكتوراة. 

ويقع متحف النسيج المصري في شارع المعز لدين الله الفاطمي وهو الشارع الرئيسي في القاهرة التاريخية، وهي رابع العواصم المصرية خلال العصر الإسلامي. 

وأولى عواصم مصر الإسلامية هي الفسطاطن وثانيها العسكر والتي أنشأها العباسيون، وثالها مدينة القطائع الطولونية ورابعها مدينة القاهرة، وظهرت عدة مصطلحات جديدة في تخطيط القاهرة مثل الحارة لتدلل على المناطق السكنية أو الأحياء وأخذت كل حارة اسم الجماعة أو القبيلة التي سكنتها أو نسبة إلى شخصية ذات شأن مثل الحسينية، والجودرية، وزويلة، واليانسية، والريحانية، وبرجوان، وأمير الجيوش، والجمالية، والغورية. 

وشارع المعز لدين الله الفاطمي، هو شارع القاهرة الرئيسي والذي كان على جانبيه القصرين الغربي والشرقي الكبير والصغير، فسمي بين القصرين، وسمي كذلك بالقصبة العظمى حيث هو الشارع الرئيسي بالمدينة الجديد التي بناها جوهر القائد الصقلي بأمر المعز لدين الله الفاطمي كعاصمة لمصر، وصار الشارع عناية كل ملوك وأمراء مصر على مر العصور وخصوصًا في العصر المملوكي. 

وهو أكبر متحف مفتح في العالم وهو يتوسط، وجاء تصميم القاهرة على شكل حصين للغاية، بأسوار ضخمة منيعة، وبوابات مرتفعة ذات طابع حربي واضح، ومن هنا اكتسبت اسمها الشهير وهو أنها قاهرة الأعداء، وإن كان في بداية تأسيسها حيث سميت بالمعزية ثم سميت بالمنصورية ثم القاهرة المعزية المحروسة.

يزخر شارع المعز لدين الله الفاطمي بعدد كبير من الآثار من كل العصور التي حكمت مصر بدءً من العصر الفاطمي ومرورًا بالعصر الأيوبي ثم المملوكي وحتى العصر العثماني وانتهاءً بعصر محمد علي، وتعد أشهر آثار الشارع سبيل وكتاب خسرو باشا وهو عثماني، وكذلك قبة الصالح نجم الدين أيوب آخر سلاطين الدولة الأيوبية، وأنشأت القبة الملكة "شجر الدر" وكانت تحوي ما يشبه متحفًا لمقتنيات السلطان، وضريح السلطان، ثم قبة الناصر قلاوون والتي هي جزء من مجموعته الشهيرة، والتي تشتمل على قبة ضريحية، ومدرسة، وخانقاه، وبيمارستان، وبيمار تعني مريض وستان تعني مكان أي أنها مكان المريض أو مشفى، ويعتبر المارستان القلاووني من أوائل المستشفيات العامة في العالم وسبقه مارستان أحمد بن طولون، وصلاح الدين الأيوبي.

ويأتي متحف النسيج المصري كمعلم من أبرز معالم الشارع، والذي يؤرخ للنسيج المصري منذ العصر المصري القديم وحتى العصر الحديث، مروًا بالفترة القبطية، والعصر الإسلامي، والعصر العثماني، وحتي عصر أسرة محمد علي، ويضم ما يقرب من 10 آلاف قطعة نسيجية أثرية.

كما يأتي بيت السحيمي أحد المعالم البارزة في شارع المعز لدين الله الفاطمي والذي يعتبر شرحًا عمليًا للعنارة المدنية في العصر الإسلامي، ثم يأتي جامع الحاكم بأمر الله الفاطمي والذي يحتل المساحة بجانب باب الفتوح، ويعتبر معلمًا مهمًا وهدفًا لكل زوار الشارع.

وعن أقدم عمارة حجرية باقية في القاهرة الفاطمية، تأني واجهة الجامع الأقمر، والذي يرجع بناؤه إلى بدايات العصر الفاطمي، وواجهته من أجمل واجهات العمارة الإسلامية، وقد تم استنساخ واجهة الأقمر في واجهة المتحف القبطي بمجمع الأديان.