أستاذ ترميم آثار: أول من اخترع الكاميرا هو الحسن بن الهيثم

أخبار مصر

الدكتور طارق المري
الدكتور طارق المري


قال الدكتور طارق المري أستاذ الترميم، إن التصوير أهم العناصر التكنولوجية لتوثيق التراث، وكما نعلم فالحسن بن الهيثم هو أول من اخترع الكاميرا، والتي كان اسمها القمرة.

والحفاظ على التراث مهمة أساسية ولابد من اتباع خطوات معينة قبل ترميمه منها تعريف وتحديد المشاكل في المبنى، ومراقبة الترميم لفترة لبيان ما نتج عنه وهل ظهرت مشاكل مرة أخرى أم لا، ويصاحب كل ذلك التوثيق الفوتوغرافي في كل المراحل.

والتوثيق 8 مراحل من أهمها التوثيق المعماري، والتوثيق الإنشائي ومراقبة الرطوبة، وتوثيق مواد البناء ومكوناتها في المبني، وكانت أول عملية تم استخدام والتوثيق الفوتوغرافي فيها كانت نقل معبد أبو سمبل ايام السد العالي، وحينها تم إنقاذ 36 معبد وأكبرهم أبو سمبل. 

جاء ذلك خلال محاضرة للمري، حول السمات الفنية والمعمارية في عصر أسرة محمد علي، والتي ألقاها بمتحف قصر المنيل، في إطار التدريب العملي الذي أطلقة المتحف لطلاب كليات الآثار.

وقصر المنيا بناه الأمير محمد علي توفيق في جزيرة الروضة بالقاهرة، وجزيرة الروضة تعرف بنباتاتها المتميزة، وأهميتها التاريخية خصوصًا في فترة العصور الوسطى، ويتكون مجمع قصر المنيل من خمسة مبان منفصلة وتشير الكتابات على بوابته الرئيسية أن القصر بُني لإحياء الفنون الإسلامية.

ولم تقتصر مبانيه على كونها فقط مكانًا للاحتفاظ بمجموعة الأمير الخاصة، بل كانت هي في حد ذاتها إحياءً للعمارة الإسلامية وفنونها المستوحاة من مناطق مختلفة من العالم سواء من آسيا الوسطى أو من شمال أفريقيا أو من الأندلس.

ومباني القصر سواء جناح الاستقبال (السلاملك)، وجناح السكن (الحرملك) وسراي العرش وجامع القصر والعديد من الأماكن الأخرى داخل القصر مزينة بسخاء بالسيراميك التركي "القاشاني" الرائع المصنع في مدينتي أزنيق، وكوتاهيا.

وحوائط القصر زينت بمطرزات من الحرير المصنع بطريقة السيرما، وصور لأفراد العائلة المالكة المصرية والتركية، منها ما هو بريشة الفنان التركي المولد هدايات الصديق الشخصي للأمير، وتم تصميم وتنفيذ جميع الأعمال الزخرفية من الجبس والخشب بدقة وبراعة متناهية.
 
وأرضيات القصر الرخامية والخشبية كانت مغطاة في يوم ما بسجاد شرقي لا يقدر بثمن، مما يعكس تقدير وحب ساكنيه للفنون.

وقاعة القصر الذهبية الفريدة تم بناؤها أصلًا في تركيا عندما استقبل السلطان العثماني فيها الأمير إبراهيم إلهامي باشا جد الأمير محمد علي توفيق من جانب الأم والقائد العسكري صاحب الدور الأساسي في الانتصار في حرب القرم، وقد زينت القاعة بزخارف فخمة مستوحاة من الفنون المصرية، وقد نقلها الأمير محمد علي إلى القاهرة كجزء من ميراثه.  

ويعد قصر الأمير محمد علي في المنيل أو قصر المنيل أو متحف قصر محمد علي بالمنيل أو متحف قصر المنيل، هو أحد قصور العهد الملكي في مصر ذات الطابع المعماري الخاص. 

وبدأ بناء القصر عام 1903، ويقع بجزيرة منيل الروضة بالقاهرة على مساحة 61 ألف متر مربع منها 5000 متر تمثل مساحة المباني، وهو تحفة معمارية فريدة كونه يضم طرز فنون إسلامية متنوعة ما بين فاطمي ومملوكي وعثماني وأندلسي وفارسي وشامي. 

ويشتمل القصر على ثلاث سرايات، وهي سراي الإقامة، وسراي الاستقبال، وسراي العرش، بالإضافة إلى المسجد، والمتحف الخاص، ومتحف الصيد، وبرج الساعة، ويحيط به سور على طراز أسوار حصون القرون الوسطى، فيما تحيط بسراياه من الداخل حدائق تضم مجموعة نادرة من الأشجار والنباتات، ويستخدم القصر حاليًا كمتحف. 

وكان القصر ملكًا للأمير محمد علي الابن الثاني للخديوي توفيق، وشقيق الخديوي عباس حلمي الثاني والذي شغل منصب ولي العهد ثلاث مرات، كما كان أحد الأوصياء الثلاثة على العرش في الفترة ما بين وفاة الملك فؤاد الأول وتولي ابن عمه الملك فاروق سلطاته الدستورية عند إكماله السن القانونية. 

واختار أرض القصر الأمير محمد علي بنفسه، وأنشأ في البداية سراي الإقامة ثم أكمل بعدها باقي السرايا، وقام الأمير بوضع التصميمات الهندسية والزخرفية، والإشراف على البناء، فيما قام بالتنفيذ المعلم محمد عفيفي، وأوصى الأمير أن يتحول القصر بعد وفاته إلى متحف. 

وولد الأمير محمد علي في 9 نوفمبر 1875م، في القاهرة ونشأ محبًا للعلوم فدخل المدرسة العلية بعابدين ليحصد العلوم الابتدائية، وفي سنة 1884 توجه إلى أوروبا لتلقي العلوم العالية فدخل مدرسة هكسوس العالية بسويسرا ثم دخل مدرسة ترزيانوم بالنمسا بناءً على أوامر والده لتلقي العلوم العسكرية، وعاد إلى مصر عقب وفاة والده سنة 1892م ومنذ كان شابًا شُهد له بالحكمة ورجاحة العقل وظهر عليه ميله إلى العلم وحب الآداب والفنون خاصة الإسلامية.

واختار أرض القصر الأمير محمد علي بنفسه لكي يقيم عليها قصره، وأنشأ في البداية سراي الإقامة ثم أكمل بعدها باقي السرايا، وقام الأمير بوضع التصميمات الهندسية والزخرفية، وأشرف على كل خطوات التنفيذ، فيما قام بالتنفيذ المعلم محمد عفيفي.

واستدل على ذلك من العبارة المحفورة على مدخل القصر ونصها: "قصر محمد علي بالمنيل، أنشأ هذا القصر الأمير محمد علي نجل المغفور له محمد توفيق، إحياء للفنون الإسلامية وإجلالًا لها، ابتكر هندسة البناء وزخرفته سمو الأمير وقام بالتنفيذ المعلم محمد عفيفي وتم ذلك عام 1348 من الهجرة". 

وانتقل الأمير محمد علي إلى جوار ربه في 17 مارس 1955 في لوزان بسويسرا عن عمر ناهز الثمانين عامًا، وكان من وصيته أن يدفن في مصر، فدفن في مدافن العائلة المالكة بالدراسة "قبة أفندينا".