الوساطة الفرنسية.. آخر الحلول لإنقاذ ملالي إيران من السقوط

تقارير وحوارات

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية


 

بعد فشل جميع محاولات الوساطة، لحل الأزمة المتصاعدة بين إيران والولايات المتحدة الأمريكية، إثر فرض الأخيرة، مجموعة من العقوبات على طهران، تدخلت فرنسا، بعرض عدة حلول، حظيت بالقبول في بادئ الأمر، ثم الاعتراض على بعض الرؤى.

عقوبات أمريكية على طهران

فرضت الولايات المتحدة الأمريكية، عدة قيود على إيران، أدت إلى انخفاض مستوى صادراتها النفطية التي وصلت إلى 100 ألف برميل يوميًا في يوليو 2019، بعد أن كانت تبلغ نحو 2.5 مليون برميل يوميًا قبل فرض هذه العقوبات.

كما فرضت الولايات المتحدة عقوبات على وكالة الفضاء الإيرانية، متهمة إياها بتطوير صواريخ باليستية تحت غطاء برنامج مدني لإطلاق أقمار صناعية.

واتهم وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو، وكالة الفضاء الإيرانية ومعهدين للبحوث في إيران بتكثيف أنشطتها حول تطوير الصواريخ الباليستية.

وكانت الولايات المتحدة قد حذرت إيران في السابق من تطوير مثل هذه الصواريخ، وتنفي طهران الاتهامات الأمريكية وتؤكد أن برنامجها الفضائي مدني ولا يمثل غطاء لتطوير الأسلحة.

كما اتهمت الولايات المتحدة، إيران، بشن هجمات وأعمال تخريب تعرّضت لها ناقلات نفط في في منطقة الخليج حيث دمّرت طهران طائرة مسيّرة عسكرية أميركية.

وساطة فرنسية

وقامت فرنسا، بدور الوسيط، بين إيران والولايات المتحدة، من جل تقليص حدة الخلاف بينهما، على نحو دفع وزير الخارجية الإيراني إلى زيارة بياريتز حيث تعقد قمة السبع الكبرى، في 25 أغسطس 2019، حيث اتفقا على عقد لقاء بين الرئيسين الإيراني حسن روحاني والأمريكي دونالد ترامب، للاتفاق على الآليات التي يمكن من خلالها احتواء التصعيد الحالي وعدم تطوره إلى مرحلة قد لا يمكن ضبط المسارات المحتملة التي ربما يتجه إليها هذا التصعيد فيها.

وعرض الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، على إيران بعض المقترحات التي تهدف إلى أمرين: إما لتخفيف العقوبات عليها، وإما لتوفير "آلية تعويض لتمكين الشعب الإيراني من العيش بطرقة أفضل".

ويطلب ماكرون من طهران، مقابل ذلك، الالتزام الكامل بالاتفاق، الذي انسحبت منه الولايات المتحدة العام الماضي.

شروط إيرانية

وردًا على الوساطة الفرنسية، لحل الصدام بين إيران والولايات المتحدة الأمريكية، جاءت تصريحات للرئيس حسن روحاني، قائلًا؛ إنه لا يستثني الحوار بحثًا عن حلٍّ سياسيٍّ ليعود لتصعيد اللّهجة بعد الانتقادات الشّرسة التي تعرّض لها من قبل المُتشدّدين، ويشترط أن تتّخذ الولايات المتحدة الخطوة الأولى، ورفع كُل العُقوبات الاقتصاديّة الخاطئة، وغير العادلة، وغير القانونيّة، ضِد الأمّة الإيرانيّة بعدها ستكون الظّروف مُختلفة.

ورحبت إيران في بادئ الأمر، بالوساطة الفرنسية، وأبدت اهتمامًا خاصًا، بالجهود التي تبذلها فرنسا من أجل تقليص حدة الخلافات مع الولايات المتحدة الأمريكية، على نحو دفع وزير الخارجية الإيراني إلى زيارة بياريتز حيث تعقد قمة السبع الكبرى، في 25 أغسطس 2019، إلا أنها لم تتجاوب بشكل ملحوظ مع بعض الأفكار التي طرحها الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، خاصة فيما يتعلق بعقد لقاء بين الرئيسين الإيراني حسن روحاني والأمريكي دونالد ترامب، للاتفاق على الآليات التي يمكن من خلالها احتواء التصعيد الحالي.

وتطالب إيران القوى الأوروبية التي وقعت الاتفاق معها، مع ازدياد شعور الناس بتأثير العقوبات الأمريكية على اقتصادها، ببذل المزيد من الجهد لحماية المكاسب المالية التي حققتها إيران بعد توقيع الاتفاق.

ورغم كافة العقبات، إلا أن جهود الوساطة الفرنسية، مستمرة خلال المرحلة المقبلة، حيث ما زالت باريس تسعى إلى ضمان استمرار العمل بالاتفاق النووي وتقليص حدة التصعيد المتواصلة بين طهران والولايات المتحدة الأمريكية.

ورفض الرئيس الإيراني حسن روحاني، أمس الثلاثاء، إجراء مفاوضات ثنائية مع الولايات المتحدة وحذّر من أن بلاده ستخفّض كما كان مقررًا، التزاماتها بموجب الاتفاق النووي ما لم يحصل اختراق في المباحثات مع الأوروبيين في غضون يومين.

وتحاول طهران وثلاث دول أوروبية - فرنسا وألمانيا وبريطانيا - إنقاذ الاتفاق الذي أُبرم عام 2015 والمخصص لوضع حد للبرنامج النووي الإيراني، بعد الانسحاب الأحادي للولايات المتحدة عام 2018 منه وإعادة فرض عقوبات اقتصادية أميركية على إيران.