دورة "المنسوجات الأثرية" مستمرة بمتحف النسيج.. تعرف على التفاصيل

أخبار مصر

جانب من محاضرات اليوم
جانب من محاضرات اليوم بمتحف المنسيج


استمرت لليوم الثاني على التوالي فعاليات دورة المنسوجات الأثرية في متحف النسيج المصري بشارع المعز والتي تهدف لرفع الوعي الأثري لدى المختصين والمهتمين في مجال النسيج الأثري بشكل عام.

وشهد اليوم الثاني من دورة المنسوجات الأثرية المتعقدة بمتحف النسيج المصري على محاضرتين الأولى للأستاذة الدكتورة منى أنور أستاذ تصميم النسيج - كلية الفنون التطبيقية جامعة حلوان، والثانية للدكتورة منى مرعي مدرس الجرافيك بالجامعة الألمانية

وأعلن متحف النسيج المصري بشارع المعز لدين الله الفاطمي، أن دورة المنسوجات الأثرية المتخصصة تحت عنوان "المنسوجات الأثرية أنواعها وفنونها" مستمرة على مدى يومين قادمين.

ومن ناحيته قال الدكتور أشرف أبو اليزيد إن الدورة يحاضر فيها غدًا وبعد غد أساتذة علم الآثار منهم الأستاذة الدكتورة شادية الدسوقي أستاذ الفنون والآثار الإسلامية كلية الآثار جامعة القاهرة، ومحمد معروف كلية الآثار جامعة سوهاج، والدكتورة رانيا عبد العال من إدارة أعمال التوثيق بالمتحف المصري بالتحرير. 

وأشار إلى أن الدورة انطلقت في الثاني من سبتمبر وتنتهي في الخامس من نفس الشهر وتتناول مختلف جوانب صناعة وتوثيق وفنون النسيج المصري عبر العصور.

وأضاف أنه سيتم منح شهادات مشاركة معتمدة من قطاع المتاحف بوزارة الآثار، لكل من يجتاز دورة المنسوجات المتخصصة المنعقدة بالمتحف.

ويقع متحف النسيج المصري في شارع المعز لدين الله الفاطمي الذي هو الشارع الرئيس في القاهرة الفاطمية، والقاهرة هي رابع العواصم المصرية في العصر الإسلامي، وكانت أولى العواصم الإسلامية في مصر الفسطاط والتي اختطت فيها الخطط كسائر المدن الإسلامية. 

وثانيها العسكر والتي أنشأها العباسيون، فأقاموا فيه دورهم ومساكنهم وثكنات الجند "دار العسكر"، وثالها مدينة القطائع الطولونية وقسمت المدينة الجديدة الناشئة إلى عدة قطع سكنها أتباع ابن طولون وعساكره وجعل لكل طائفة قطعة، ثم جاء تأسيس مدينة القاهرة كامتداد لذات السياق. 

وظهرت عدة مصطلحات جديدة في تخطيط القاهرة مثل الحارة لتدلل على المناطق السكنية أو الأحياء وأخذت كل حارة اسم الجماعة أو القبيلة التي سكنتها أو نسبة إلى شخصية ذات شأن مثل الحسينية، والجودرية، وزويلة، واليانسية، والريحانية، وبرجوان، وأمير الجيوش، والجمالية، والغورية. 

كما تميزت حارات أخرى بأسماء الصناع والحرفيين والتجار الذين أقاموا فيها مثل النحاسين، والتمبكشية، والخيامية، والفحامين، والصنادقية، والمغربلين، والكحكيين، والسروجية، والسيوفية، وسوق السلاح. 

كما أخذت شوارع أخرى أسماء نسبة إلى المنشآت الرئيسية الموجودة بها أو إلى طبيعة تلك المنشآت مثل بين القصرين، الخرنفش، وبين القصرين هو شارع المعز لدين الله الفاطمي. 

وشارع المعز لدين الله الفاطمي، أو شارع القصبة العظمى، أو بين القصرين، وهو شارع القاهرة الرئيسي والذي كان على جانبيه القصرين الغربي والشرقي الكبير والصغير، فسمي بين القصرين، وسمي كذلك بالقصبة العظمى حيث هو الشارع الرئيسي بالمدينة الجديد التي بناها جوهر القائد الصقلي بأمر المعز لدين الله الفاطمي كعاصمة لمصر، وصار الشارع عناية كل ملوك وأمراء مصر على مر العصور وخصوصًا في العصر المملوكي. 

وهو أكبر متحف مفتح في العالم وهو يتوسط، وجاء تصميم القاهرة على شكل حصين للغاية، بأسوار ضخمة منيعة، وبوابات مرتفعة ذات طابع حربي واضح، ومن هنا اكتسبت اسمها الشهير وهو أنها قاهرة الأعداء، وإن كان في بداية تأسيسها حيث سميت بالمعزية ثم سميت بالمنصورية ثم القاهرة المعزية المحروسة.

يزخر شارع المعز لدين الله الفاطمي بعدد كبير من الآثار من كل العصور التي حكمت مصر بدءً من العصر الفاطمي ومرورًا بالعصر الأيوبي ثم المملوكي وحتى العصر العثماني وانتهاءً بعصر محمد علي. 

وتعد أشهر آثار الشارع سبيل وكتاب خسرو باشا وهو عثماني، وكذلك قبة الصالح نجم الدين أيوب آخر سلاطين الدولة الأيوبية، وأنشأت القبة الملكة "شجر الدر" وكانت تحوي ما يشبه متحفًا لمقتنيات السلطان، وضريح السلطان، ثم قبة الناصر قلاوون والتي هي جزء من مجموعته الشهيرة، والتي تشتمل على قبة ضريحية، ومدرسة، وخانقاه، وبيمارستان، وبيمار تعني مريض وستان تعني مكان أي أنها مكان المريض أو مشفى، ويعتبر المارستان القلاووني من أوائل المستشفيات العامة في العالم وسبقه مارستان أحمد بن طولون، وصلاح الدين الأيوبي.

ويأتي متحف النسيج المصري كمعلم من أبرز معالم الشارع، والذي يؤرخ للنسيج المصري منذ العصر المصري القديم وحتى العصر الحديث، مروًا بالفترة القبطية، والعصر الإسلامي، والعصر العثماني، وحتي عصر أسرة محمد علي، ويضم ما يقرب من 10 آلاف قطعة نسيجية أثرية.

كما يأتي بيت السحيمي أحد المعالم البارزة في شارع المعز لدين الله الفاطمي والذي يعتبر شرحًا عمليًا للعنارة المدنية في العصر الإسلامي، ثم يأتي جامع الحاكم بأمر الله الفاطمي والذي يحتل المساحة بجانب باب الفتوح، ويعتبر معلمًا مهمًا وهدفًا لكل زوار الشارع.

وعن أقدم عمارة حجرية باقية في القاهرة الفاطمية، تأني واجهة الجامع الأقمر، والذي يرجع بناؤه إلى بدايات العصر الفاطمي، وواجهته من أجمل واجهات العمارة الإسلامية، وقد تم استنساخ واجهة الأقمر في واجهة المتحف القبطي بمجمع الأديان.