فيضان يبتلع ملعب كرة قدم بالمغرب

السعودية

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية


كشفت السلطات المغربية، أنها عثرت على جثة رجل فقد أثره عقب الفيضانات التي ضربت جنوب البلاد الأسبوع الماضي، لترتفع بذلك إلى ثمانية قتلى الحصيلة النهائية للمأساة التي نجمت عن سيول غمرت ملعبًا أثناء مباراة لكرة القدم.

والأربعاء الماضي غمرت السيول ملعبًا لكرة القدم في قرية تزيرت بضواحي مدينة تارودانت أثناء مباراة بين فريقين محليين من الهواة، ما أسفر عن مقتل سبعة أشخاص وفقدان ثامن وإصابة تاسع بجروح.

والقتلى السبعة هم فتى يبلغ 17 عامًا وستة مسنّين شأنهم شأن المفقود الذي عُثر عليه أمس الاثنين جثة هامدة.

وبحسب السلطات فإن الجثة التي عثر عليها جرفتها السيول وتم العثور عليها على بعد حوالي 20 كلم من قرية تزيرت.

وكان شاهد عيان قال إن السيول جرفت الملعب حيث كانت تقام مباراة في إطار دوري محلي للهواة، وفقًا لـ”فرانس برس”.

وأضاف “تحصن شبان في بناية صغيرة تُتخذ مستودعًا للملابس لكن السيول جرفتهم. إنها كارثة”.

وأكدت السلطات أنها فتحت تحقيقًا “تحت إشراف النيابة العامة حول ظروف وملابسات هذا الحادث وتحديد المسؤوليات”.

وذكرت وسائل إعلام محلية أن الأمطار المنهمرة بغزارة أعقبت موجة جفاف كبيرة ما جعل الفيضانات أكثر عنفًا.

والفيضانات شائعة في المغرب. وفي نهاية يوليو الفائت، قُتل 15 شخصًا إثر انهيار في التربة سبّبته فيضانات في طريق جنوب مراكش.

وفي سياق اخر تسببت الأمطار الغزيرة التي هطلت على السودان بمقتل ما لا يقل عن سبعة أشخاص وسط البلاد، وقالت وكالة الأنباء الرسمية إن شخصين جرحا جراء السيول، وقد تأثرت بها عشر قرى في ولاية الجزيرة وسط البلاد. 

وأدى الهطول المستمر للأمطار منذ الجمعة الماضية إلى تضرر مئات المنازل بالعاصمة الخرطوم وانهيار بعضها.

والأسبوع الماضي أيضا، قتل ستة أشخاص جراء فيضانات الأمطار في ولاية دارفور غربي البلاد وفي ولاية الجزيرة، وتضرر جراء الفيضانات آلاف المواطنين.

ولا توجد إحصاءات إجمالية لحجم الأضرار، غير أن المياه غمرت نحو أربعة آلاف فدان من أراضي القطن والذرة بمشروع الجزيرة، وهو أحد أكبر أعمدة الاقتصاد في السودان. 

وحدث هذا بعد انهيار المصرف الرئيس لمياه الأمطار نتيجة قصور إداري، مما أدى لإلحاق خسائر كبيرة بالمزارعين.

نداء استغاثة
وفي شرقي السودان، أطلق ناشطون على مواقع التواصل نداء استغاثة بعد فيضان خور "بركة" واجتياح مياهه مناطق واسعة من خوجلي دنوير ودولابياي وحتى همبكتا وإيقاييب، مما تسبب في نفوق أعداد كبيرة من المواشي، وحاصرت المياه داخل الغابات أعدادا كبيرة من الحطابين والعاملين بأماكن لصنع الطوب، وسط مخاوف من تزايد منسوب مياه الفيضانات، وتهديده للمزيد من المناطق.

ولمواجهة الأوضاع، أصدر المجلس العسكري الانتقالي أول أمس الاثنين قرار بإنزال القوات النظامية شوارع العاصمة ومدن أخرى لتقديم المساعدة، لكنه لم يجد طريقه للتنفيذ رغم مرور ساعات طويلة على إصداره، في وقت تتواصل فيه الأزمة التي خلفتها المياه الكثيفة في أحياء كثيرة بالعاصمة، ولا سيما المناطق الجنوبية.

وربط مراقبون قرار المجلس العسكري بالحاجة إلى مواجهة الموقف المتأزم قبل موعد الاحتفال بالتوقيع على الاتفاق النهائي على الإعلان الدستوري مع قوى إعلان الحرية والتغيير، والمحدد السبت المقبل، إذ تتأهب الخرطوم لاستقبال قادة عدد من الدول لحضور الاحتفال.

أحياء العاصمة
ولم تكن أطراف الخرطوم أحسن حالا من قلبها، حيث تصدعت الطرق في غالب الأحياء المصنفة ضمن المناطق الراقية، وغمرت المياه الشوارع الرئيسية، مما أعاق حركة المرور بنحو كبير. وقال حاكم ولاية الخرطوم الفريق أحمد عابدين حماد في بيان "كمية المياه كانت أكبر من طاقة المصارف" مشيرا إلى أن الأمطار انحسرت في بعض المناطق.

ووقفت الجزيرة نت خلال جولة واسعة في أحياء مايو والأزهري وعِد حسين، الواقعة جنوبي الخرطوم، على حجم الأضرار الكبيرة التي لحقت بالمواطنين، حيث تهدمت عشرات المنازل المشيدة من الطوب بوسائل بدائية.

كما أصبحت منازل عديدة في عزلة بعد أن أحاطت بها المياه من كل اتجاه، وامتلأت قنوات صرف مياه الأمطار التي كان مأمولا أن تسهم في معالجة المياه المتجمعة.

جهود إغاثة
وتصدت للأوضاع الصعبة منظمات مدنية من شباب المناطق المتضررة، فأنشأت صفحات على فيسبوك تعرض فيها تطورات الموقف لحظة بلحظة، والاحتياجات الملحة لمواجهة الأوضاع. 

وتكونت لجان في عدد من الأحياء المتضررة بالخرطوم يقودها شباب متطوعون بعد ساعات من نداء وجهه تجمع المهنيين الذي نظم الحراك الشعبي الذي شهدته البلاد منذ أشهر وتوج بعزل الجيش الرئيس عمر البشير في أبريلنيسان الماضي.

وتوجهت أغلب مبادرات المجتمع المدني لمساعدة سكان منطقة جنوب الحزام الواقعة جنوب الخرطوم، والتي تضررت أحياؤها بشكل كبير.

وذكرت لجان المقاومة أن الاحتياجات الطارئة للمناطق المتضررة تتمثل في مياه الشرب والمواد التموينية وآليات لتصريف المياه الراكدة وغيرها، وحذرت من كارثة صحية مميتة حيث انهارت عشرات الحمامات البدائية واختلطت بمياه الأمطار، كما حذرت من زيادة أعداد المنازل المنهارة الساعات القادمة لأن كثيرا منها تشربت جدرانها بالمياه.