"البتراء" حضارة عربية قديمة وإحدى عجائب الدنيا السبع (صور)

أخبار مصر

بوابة الفجر


البتراء أو المدينة الوردية هي إحدى عجائب الدنيا السبع، بناها الأنباط ونحتوها في الحجر قبل أكثر من ألفي عام، واتّخذوها عاصمةً لدولتهم.

سُمّيت البتراء بالمدينة الوردية نظرًا إلى لون الصخر الوردي الذي تم الحفر فيه، كما أنّ معنى البتراء في اللغة اليونانية هي الصخر، وتقع البتراء في المملكة الأردنية الهاشمية؛ تبعد 262 كيلومترًا جنوب عمان العاصمة.

إضافة إلى روعة منظرها ومكانتها التاريخية، فإنّ الطريق الذي يؤدي إليها يأتي إليه السياح من جميع أنحاء العالم للاستمتاع بالمشي فيه، حيث يبلغ طوله 1000 متر، وترتفع حوافه عن الأرض 300 متر، وعندما يمشي خلاله السائح يصل إلى مدينة البتراء الوردية.

ومن ناحيته قال الدكتور محمد حمزة الحداد أستاذ علم الآثار بجامعة القاهرة، إن البتراء موطن الأنباط شهدت علاقات تاريخية بينها وبين مصر منذ آلاف السنين، وتمتلئ سيناء بالنقوش النبطية حيث مثلت تلك النقوش خط السير الذي كان منه يأتي العرب قديمًا من وإلى مصر.

وكانت البتراء عاصمة لدولة الأنباط وأهم مدن مملكتهم العربية التي دامت ما بين 400 ق.م وحتى 106 م، وقد امتدت حدودها من ساحل عسقلان في فلسطين غربًا وحتى صحراء بلاد الشام شرقًا، ومن الشمال دمشق وحتى البحر الأحمر جنوبًا.

وفي عام 300 قبل الميلاد، كان الأنباط قد حققوا السيطرة التامة على المنطقة، وبنوا لأنفسهم مستعمرة حضرية، حيث قاموا بنحت أحيائهم السكنية ومبانيهم وقبورهم في الصخور بجانب الجبال.

وفي أوج ازدهارهم في القرن الأول قبل الميلاد كان يعيش في مدينة البتراء مايقارب 30،000 نسمة، كان يحكمهم ملك منذ العام 168 قبل الميلاد وأنشأوا دولة تمثل ديمقراطية، حيث كان الملك عرضة للمحاسبة عن كل أفعاله، وشكل موقع البتراء المتوسط بين حضارات بلاد ما بين النهرين وبلاد الشام والجزيرة العربية ومصر أهمية اقتصادية، فقد أمسكت دولة الأنباط بزمام التجارة بين حضارات هذه المناطق وسكانها وكانت القوافل التجارية تصل إليها محملة بالتوابل والبهارات من جنوب الجزيرة العربية والحرير من غزة ودمشق والحناء من عسقلان والزجاجيات من صور وصيدا واللؤلؤ من الخليج العربي، فكانت البتراء تقع على طريق الملوك، حيث تحكمت بمرور القوافل التجارية بين حضارات الشرق القديم.

أصبحت البتراء عاصمة ثقافية موازية ومساوية للمدن الفينيقية واليونانية، حيث يُعتقد أن الخط العربي الأبجدي قد نشأ وتطور في هذه المنطقة، على يد الأنباط العرب، وانتشر الحرف النبطي بعد أن تبناه الإسلام، وكُتبت به لغات أمم أخرى في بلاد عدة لا يقل مجموعها عن خمسة عشر.

وأنتج الأنباط أواني فخارية جميلة، ومبان عظيمة تأثر معظمها فيما بعد بالأسلوب الروماني، وفي بداية القرن الأول الميلادي، أصبحت مدينة البتراء مركز التجارة مجددًا بسبب الحروب الدائمة بين مصر وسورية، وخلال وقت قصير، أصبح الأنباط أثرياء وأقوياء بما في الكفاية ليبسطوا سيطرتهم على المنطقة. ولكونهم زادوا ثراءً تحسن أسلوب حياتهم، وهو ما انعكس بدوره على الديكورات الفخمة الموجودة على قبور الأنباط الجدد.

استطاع العرب الأنباط في البدايات، مقاومة محاولات السيطرة عليهم وإخضاعهم، وأبقوا منطقة دائرة الأردن التاريخية خالية نسبيًا من النفوذ الأجنبي، ومن بين أهم مواجهاتهم العسكرية، وقوفهم في وجه النفوذ اليوناني عام 312 ق.م، إذ استطاعوا رد الجيش اليوناني مهزومًا بعد أن قتلوا معظم أفراده في الحملة الأولى، وردوا الحملة اليونانية الثانية بعد أن حاصر الإغريق مدينتهم لمدة طويلة.

كذلك انتصر الأنباط في أول معركة بحرية يخوضها جيش عربي، وذلك في مياه البحر الميت، وهي المعركة التي أنهت أحلام اليونان وأطماعهم بالاستيلاء على شرق الأردن، كما واجه العرب الأنباط اليهود في مواجهات واسعة سجلوا في معظمها الانتصار رغم الحماية الرومانية التي كانوا يتمتعون فيها.