مقبرة كاملة في فاترينة.. أحد روائع متحف طنطا (صور)

أخبار مصر

بوابة الفجر


يعد سيناريو العرض المتحفي لمتحف طنطا القومي أحد ثمار لجنة السيناريو والتي كونها وزير الآثار بقانون وجعل قراراتها ملزمة التنفيذ لقطاع المتاحف وهي بعضوية أساتذة متخصصين في مختلف فروع الآثار والعرض المتحفي، وكان ضمن أبرز ما أنتجته اللجنة هو سيناريو عرض متحف طنطا والذي جاءت أبرز معروضاته في فاترينة تستمل على مكونات مقبرة مصرية قديمة كاملة. 

والفاترينة تقع في الدور الثالث من المتحف، وتحتوي على مكونات تشرح ما كان موجودًا أو يصاحب المتوفي في رحلة الآخرة كما كان يعتقد المصري القديم، ويقول الدكتور مصطفى وزيري الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار إن المصري القديم كان يعتبر أن حياته الحقيقة تبدأ بعد الموت، والذي لم يكن بالنسبة له سوى مرحلة انتقالية، فكان يصحب الميت كل ما يعينه على حياته الحقيقة بعد أن يستيقظ من موته.

وتشتمل الفاترينة على تماثيل الأوشابتي، والتي يقول عنها وزيري أنها التماثيل المجيبة، والتي تقوم بخدمة الميت بعد قيامه، وهي بعدد أيام العام، وكذلك تشتمل على ختم المقبرة، والذي كان يتم ختم باب المقبر به بعد إغلاقه، والأواني الكانوبية والتي يتم حفظ أحشاء الميت فيها، حيث تعلم المصري بالتجريب أن أول ما يفسد في الجسد هو الأحشاء، فصار يخرجها قبل بدء عملية التحنيط ويحفظها في تلك الأواني والتي تكون من الألباستر وأغطيتها على شكل الميت، وكان القلب هو الوحيد الذي يتم تثبيته في جسد الميت لأنه يوزن وعلى أساسه يتم الحساب، فإن كان وزن القلب أثقل من الريشة ماعت "رمز العدالة" فالميت مصيره النعيم، وإن ثقلت ماعت في مقابلة قلب الميت كان مصيره عكس ذلك. 

والتقطت كاميرا الفجر عدد من الصور للفاترينة ومحتوياتها وخاصة المومياء في تابوتها، وذلك أثناء جولتها بمتحف طنطا القومي والذي تم افتتاحه أمس بحضور وزير الآثار ومحافظ الغربية، للزيارة أمام الجمهور بحضور اللواء هشام السعيد محافط الغربية، وشهد الافتتاح الدكتور مصطفى وزيري الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار، وقيادات وزارة الآثار بالغربية، وقيادات المحافظة، وعدد كبير من المهتمين بالشأن الأثري، ويضم المتحف 2000 قطعة أثرية من مختلف المواقع الأثرية في دلتا مصر، من صان الحجر "سايس" وصان الحجر "تانيس" وتل بسطة وبوتو وغيرها من المناطق الأثري التي أثرت المتخف بتلك القطع. ويعتبر المتحف أحد متاحف مصر الإقليمية والذي يمثل أهمية كبرى للمحافظة لأنه سيعمل علي خلق مناطق جذب سياحية جديدة بها، بالإضافة إلى نشر الوعي الأثري لدى أبناء المحافظة.

وتُعد فكرة إنشاء متحف للآثار بطنطا من أقدم مشاريع إنشاء المتاحف الإقليمية بمصر، حيث أنه في عام 1913 وقع الاختيار على مبنى البلدية الخاص بالمدينة ليكون أول متحف للآثار بالمحافظة، ولكن سرعان ما أُغلق، ونُقلت آثاره إلى مدخل سينما البلدية عام 1957، ثم عادت فكرة إنشاء متحف طنطا مرة أخرى في بداية الثمانينات من القرن الماضي، وافتُتح المتحف للجمهور في 29 أكتوبر 1990، ولكن بسبب المشكلات التي تعرض لها المبنى أُغلق المتحف مرة أخرى في عام 2000، ولكنه ظل يقدم بعضًا من خدماته الثقافية والتعليمية لأبناء المحافظة. 

وأعمال تطوير المتحف بدأت في ديسمبر 2017، شملت ترميم مبنى المتحف ومعالجته إنشائيًا، وتغير دهانات الحوائط وتنظيف الأرضيات وجليها بالاضافة إلى وضع فتارين عرض جديدة، وتم تغيير سيناريو العرض المتحفي للمتحف، والذي من أهم ما يميزه هو فاترينة عرض خاصة يقدمها المتحف لزائريه، لعرض مجموعة من القطع الأثرية التي تعبر وتنقل فكرة التواصل الحضاري والثقافي للمجتمع المصري، وموضوعها الموالد وأولياء الله الصالحين.

وسيعرض بداخل هذه الفاترينة تمثال للمهندس أيمحتب، وأيقونة للسيده العذراء، وتمثال للمعبود أوزوريس، كما سوف تشرح المادة العلمية الملحقة بالعرض المتحفي لها تاريخ الموالد والاحتفال بأولياء الله الصالحين، ومنها الموالد في العصر المصري القديم مثل عيد الأوبت ومولد سيدي أبو الحجاج الأقصري، ومولد شيخ العرب السيد بمدينه طنطا، وأيضًا مولد السيدة العذراء والسيد البدوي، وينقسم سيناريو العرض المتحفي به إلي قسمين؛ القسم الأول يضم الاكتشافات الأثرية للحفائر التي تمت بمحافظة الغربية، والقسم الثاني يضم القطع التي ترمز للحياة اليومية والبعث والخلود. ومبني المتحف يتكون من خمسة طوابق، خصص الطابق الأول للخدمات، والطابق الثاني والثالث لعرض مختلف القطع الأثرية، والطابق الرابع مخصص للمكاتب الإدارية الخاصة بموظفي المتحف، أما الطابق الخامس فيه قاعة للمحاضرات والمؤتمرات.