"بلورة السياسة الحكيمة لمصر".. ماذا قالوا عن زيارة "السيسي" للكويت؟

تقارير وحوارات

الرئيس السيسي
الرئيس السيسي


حظيت زيارة الرئيس عبد الفتاح السيسي، إلى الكويت، بإشادات واسعة، واستقبال حافل من قبل المسئولين، حيث تزينت الشوارع والأبراج بالعلم المصري، واصفين الزيارة، بالتاريخية، وبلورة للسياسة الحكيمة لمصر، خارجيًا.

وكان الرئيس عبد الفتاح السيسي، وصل إلى الكويت مساء أمس السبت، قادمًا من اليابان، في زيارة رسمية هي الثالثة منذ توليه الرئاسة خلال يونيو 2014.

وتزينت أبراج الكويت الشهيرة المطلة على الخليج العربي، بالعلم المصري، احتفاء بزيارة الرئيس عبدالفتاح السيسي إلى الكويت.

تعزيز علاقات البلدين
أكد طارق القوني سفير مصر في الكويت، أن زيارة الرئيس عبد الفتاح السيسي إلى الكويت تعزز العلاقات الكويتية- المصرية التي وصفها بالمتميزة، مشيدا بحكمة أمير الكويت في التعامل مع تحديات المنطقة.

وأشاد سفير مصر، بعمق العلاقات الكويتية- المصرية التي وصفها بالتاريخية والمتجذرة والتي تعد نموذجا للعلاقات في العالم العربي، قائلًا إن العلاقات الكويتية- المصرية شهدت تطورا كبيرا منذ ثورة 30 يونيو 2013 على جميع الأصعدة، وان حجم الاستثمارات الكويتية المتراكمة في مصر ارتفع الى 15 مليار دولار، فضلا عن اتساع أطر التعاون في شتى المجالات.

ولفت سفير مصر، إلى أن حجم التبادل التجاري بين البلدين في مجال السلع غير النفطية تضاعف ثلاث مرات خلال السنوات الأربع الماضية مسجلا نحو 500 مليون دولار عام 2017 مقارنة بنحو 150 مليون دولار قبل تلك الفترة، موضحًا أن أحد أهم روافد التعاون الاقتصادي بين البلدين يتمثل فى التعاون الوثيق بين الحكومة المصرية والصندوق الكويتي للتنمية الاقتصادية العربية.

عمق العلاقات بين البلدين
وقال سفير الكويت لدى مصر محمد صالح الذويخ، إن زيارة الرئيس إلى الكويت، تؤكد مدى عمق ورسوخ وخصوصية العلاقة الأخوية العريقة التي تربط بين البلدين والشعبين على مدار عقود طويلة.

وتابع الذويخ، "هذه العلاقة الفريدة فى ملامحها، والتى جسدت بأحداثها وتطورها، قصة نجاح كبيرة، يحق لنا أن نفخر بها، ونقدمها للعالم كنموذج حى على وحدة الهدف، وصدق التوجه، وامتزاج الرؤى، والسعى المشترك نحو تحقيق طموحات شعبينا وأمتنا، من أجل التنمية والأمن والاستقرار".

وأشار الذويخ إلى أن زيارة الرئيس السيسي، تأتى فى سياق متواصل من الزيارات والاتصالات المستمرة، وتعد فرصة طيبة لاستعراض مختلف جوانب العلاقات الأخوية الوثيقة بين البلدين، وتكريس تمسكهما بثوابتها، والحفاظ على مسارها الأصيل، الذى استقر جيلا بعد جيل، مستندا إلى إرث ثمين وأساس متين، يشكل منطلقا قويا باتجاه آفاق واسعة من التعاون والتفاهم إزاء كل القضايا المطروحة.

وأكد أن زيارة الرئيس السيسى تكتسب أهمية خاصة، في ظل التحديات العديدة والمخاطرالتى تمر بها بالمنطقة وتستلزم المزيد من التنسيق والتشاور سعيا وراء الخروج برؤية مشتركة، تسهم في بلورة موقف موحد لمواجهتها.

بلورة للسياسة الحكيمة لمصر خارجيا
وفي إطار الإشادات حول زيارة الرئيس، قال النائب سعد الجمال نائب رئيس البرلمان العربى، عضو مجلس النواب، إن زيارة الرئيس السيسي لدولة الكويت العربية الشقيقة بلورة للسياسة الحكيمة والدبلوماسية المتميزة التي تنتهجها مصر في سياساتها الخارجية فى دوائرها الثلاث الدولية والقارية والعربية فمن قمة السبع فى فرنسا إلى قمة تيكاد الأفريقية اليابانية إلى قمة مصرية كويتية.

وأوضح أنه إذا كانت مصر هي منارة الثقافة والفن والعلوم للمنطقة بأسرها فإن الكويت ومنذ عشرات السنين هى منارة الثقافة والحرية والفن لمنطقة الخليج وما حولها وبالنظر لما يربط الزعيمين السيسى والصباح من أواصر وصداقة وأتفاق فى الروئ والأهداف وبما يتطلب إستمرار التشاور والتنسيق فى مختلف القضايا والهموم التى تشغل الوطن العربى على امتداده، فضلا عن تدعيم وترسيخ أواصر العلاقات المتبادلة بين البلدين تجاريا واستثماريا وثقافيا.

دعم العلاقات
وأشار السفير جمال بيومي، رئيس اتحاد المستثمرين العرب، إلى أن مصر هي درع الأمة العربية، موضحا أن الرئيس عبد الفتاح السيسى، والأمير صباح الأحمد لديهم الكثير خلال المناقشات التى ستجري بينهما.

وأضاف جمال بيومي، أن مصر تجمعها صداقة قديمة بالكويت منذ أن ولدت تلك الدولة، موضحاً أن الجيش المصري هو من فتح مدينة الكويت بعد الاحتلال العراقى، لافتًا إلى أن مصر لديها جالية كبيرة جدًا تعدادها يقارب تعداد السكان أنفسهم وهو مجال كبير لزيادة التآخي بين البلدين.

زيارة تاريخية
وفي هذا الصدد، أوضح حمدى سليمان، رئيس جمعية الصداقة البرلمانية المصرية الكويتية، أن زيارة الرئيس، تاريخية وجاءت في توقيت مهم، مؤكدًا أن حفاوة الاستقبال من جانب، القيادة الكويتية يؤكد عمق العلاقات القوية بين  الرئيس عبدالفتاح السيسى والأمير الشيخ صباح الأحمد  الجابر الصباح،  حيث حرص هو وولى العهد الأمير نواف الأحمد الجابر الصباح وكبار رجال الدولة بالكويت على استقباله بمطار  الكويت.

وأوضح أن زيارة الرئيس السيسى لدولة الكويت ودول الخليج ككل، لا يتوقف فقط على كونه تعاون اقتصادي، بل هي علاقات استراتيجية، على المستوى الأمني والسياسي إلى جانب الاقتصادي.

وتشهد العلاقات الثنائية بين مصر والكويت، تطور ملحوظ، فمنذ تأسيس العلاقات الدبلوماسية الرسمية بينهما، في أعقاب إعلان استقلال الكويت رسميا عام 1961، بدأت العلاقات بين الجانبين في التنامي المطرد؛ حيث سرعان ما جرى تبادل السفراء، وجرى التنسيق السياسي بين البلدين الشقيقين على أعلى المستويات.

في حين بدأت العلاقات المشتركة على المستوى الشعبي مبكرا؛ وذلك من خلال الدور التاريخي للبعثات التعليمية المصرية في الكويت خلال أربعينيات القرن الماضي، والتي تحملت الحكومة المصرية رواتبها حينها، ايمانا منها بوحدة مصير البلدين، لتساهم تلك البعثات في بناء عصر التنوير والنهضة التنموية وتأسيس القاعدة العلمية في الكويت.